حواء والدة

[ALIGN=CENTER]حواء والدة [/ALIGN] كثيراً ما يجعلنا التعود على «قبض» شخص ما، على مفصلٍ حياتي مهم، على أنه هو وليس سواه من يناسب الموقع أو المنصب أو القيادة، وكأنما هذا الشخص إن مات أو أصابه مكروه لا يوجد بديل له.. ما بال الناس لا يثقون في بعضهم بعضا.. من أين جاء هؤلاء القابضون ومتى صاروا هم لا سواهم؟… الجديد هو عنصر التجربة والخبرة.. ولنا أن نرى كيف كان هؤلاء في بداياتهم وماذا أصبحوا وصاروا حتى يرأهم البعض المفضلين لهذا الموقع أو ذاك.. فقط أعطوا الفرص ستجدون العجب.. وربما كانت المقولة الشائعة «يضع سره في أضعف خلقه»…

استوقفتني عبارات القذافي عندما قال إنه متألم جداً لرحيل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي لا يوجد أحسن منه في هذه الفترة لرئاسة تونس.. حسب رأي القذافي… خاصة أنه يرى أن تونس كانت مرتاحة في عهده… هنا يتبادر للذهن سؤال «إذن لماذا خرج الشعب يا القذافي».. وإن بدأ منطقياً سؤاله عن إخراج عتاة المجرمين للشارع ليمارسوا ما ظهر على الشاشات من نهب وسرقة… عموماً عاش الشعب التونسي ثورته الياسمينية كما أرادها عندما استجاب قدره.. ولا أدري ما حكمة القذافي من محاولة تحسين الصورة الذهنية لـ«بن علي» الذي انفكت جبارته مع وقع ضغط الشارع.. ولا أرى جدوى لممارسة القذافي لهذه التوجيهات.. فإن عاد نظام بن علي إلى تونس، فإن ذلك يعني انهزام الشعب وعقر حواء عن ولادة القادة وأهل الحكم والرأي.. ولا أدري أي هدف يرمي إليه «القذافي» في محاولة إعادة الشعب التونسي إلى ما انتفض عليه… هل هو مجرد الإحساس بالذنب لأنه لم يستقبل الرئيس المخلوع؟.. وتنزيلاً للفكرة على طيف واسع من تداعيات الحياة نجد أننا كثيراً ما نعتقد في أناس بعينهم أنهم هم الذين يجب أن يقوموا بالقيادة لعمل، ما ومدى الحياة، وهذا أمر ضد معطيات تجدد الحياة وتوارد الاستحداث فيها…

ففي مفاصل قواعد لا قمم الخدمة العامة والخاصة مثل هذه النظرة المحبطة… وهي نظرية تخرج أرتالاً من الفراعنة والجبابرة الذين لا يجدون من يوقفهم في حدهم… ومثلما يقول إخوتنا المصريون «قالوا لفرعون.. مين فرعنك.. قال ملقيتش حد يوقفني»… وعلى هذا المنوال باتت الحياة نوعاً من متواليات الفرعونية، دكتاتورية تبدأ من المنازل والبيوت وتمتد إلى الشوارع والعمل والأسواق إلى أن تصل إلى القمة.. إلى الرئاسة التي يجب أن لا تترك على عواهنها ليفتري من في دفتها على كرامة الشعب والأمة.. إذن علينا أن نثق أن أجيال القيادة في توالٍ إقبالي، وأن لا نحبط الشعب عند محطات البعض وإن كانوا قدر متطلبات الموقع.. باعتبار أن للزمن كلمة لابد أن يقولها… وأعجب لمن يستمر في موقع مدى زمني يفوق قيام جيل وموت آخر… علينا أن نعلم أن للزمن أبعاد ديمقراطية تمليها دقات الثواني والدقائق… فإن كنت في منصب منذ الشباب إلى أن تثنت جلدة وجهك فعليك أن تفسح المجال للدماء الحارة وإن كنت ناجحاً، لأن النجاح يجب أن لا يُحتكر.

آخر الكلام:قولوا يا لطيف يا ناس حواء والده بس أدوا وليداتها الفرصة.

سياج – آخر لحظة – 20/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version