[ALIGN=CENTER]
البصيرة أم حمد[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]تشابك المشاكل وتداخلها أحياناً يجعل من الفرد منا الأكثر عرضة للإستجابة للتسارع للوصول للحلول الناجعة.. وعندما تغم علينا استبانة الدروب لهذه المخارج نكون مضطرين للتفكير في آخر الحلول على شاكلة «قطع العرق وتسيح دمو» أو بسرعة الأنفاس «هات من الأخر».. هذه «المخارجات» خرجت بها من تلك الجلسة النسائية البحتة في ذلك الركن الصاخب في بيت عزاء نهاراً. حيث أدارت مجموعة تلك النساء أو على الأصح «الستات» محاور تحليلات الغزو على أم درمان كأنهن من يمسك بالملف وخرجنا ببعد جديد لملمات النساء الإجتماعية حيث تلمح بوضوح استهجانهن لهذا الغزوة وتفكيرهن في الحلول من منطلق دوائرهن كثيرة الإنشغال تلك.. وترى في بعض تفكيرهن الفرض لهذه التفلتات والتجاوزات المنحرفة والسلوكيات اللاوطنية من قبل أي كائن من كان ولكن أكثر الآراء غرابة كان رأي «العازة» والتي تطلق عليها رفيقاتها سراً لقب «قطع جاف» حيث جهرت بصوتها «يا جماعة ويا نسوان هوي مشاكل ناس امسكوا عليهم بلدهم ويترجلوا فيها» وما أن أتمت كلامها إلاّ وهببن فيها الباقيات استنكاراً ورفضاً لفكرتها التقطيعية لهذه البلد ويبدو أن العازة ادمنت فكرة «القطيع والتكويم» تتمنى حلاً لمثل هذه الأحداث.
فيا صديقتنا «العازة» إن هذا السودان ليس قابلاً لتجزئة البغيضة هذه ولو ترك لك الأمر لقطعت هذه الأرض العزيزة إرباً إرباً.. إستعجالاً للحل الجذري باصرارها «كلامي دا يا هو الحل الصاح».. رغم رؤيتها التي اقتنعت بها لنفسها فقط وسط مجموعة تلك النسوة إلاّ أن ودلالة الاهتمام الذي بسطه هذا الحدث التاريخي السالب واضحة لأن بعض النسوة هجرن الكلام عن الجمال والموضة وخضن في الوطنيات وصارت مجالسهن منتدى لتداول المواضيع الساخنة وصارت حتى أفكار بعضهن متطرفة جداً كمثال رأي هذه «البصيرة أم حمد» التي تمثلت حل مشكلتها لذلك الثور الذي أدخل رأسه في الزير فجاءت له بالحل الشهير «قطع رأس الثور وكسر الزير».. وحتى لا نجحف بعض النسوة المبصرات في رؤية الواقع وتحليل الأحداث والعمق التفهمي لعالم الساسة والسياسة فإننا نقول كل هؤلاء الساسة جاءوا من رحم هؤلاء النسوة متبصرات كن أو حكيمات عاملات بنظرية البصيرة أم حمد.
آخر الكلام
نعتذر لهذا الحل الذي يفتح الباب لتجزئة البلاد وتشتيت أعمدتها ورصاصها.. في زمن صار البناء متيناً باعمدته ودعاماته ولتصبح هذه البصيرة أكثر وعياً وتفتحاً للذهن.[/ALIGN]
سياج – آخر لحظة – العدد 650
fadwamusa8@hotmail.com