حزب عمرو خالد الجديد .. هل هذا ما تحتاجه مصر الان؟

’ أصحاب الأفكار الرائعة لايمكن أن يصلوا بها بدون كيان مؤسسى قوى منتشر فى جميع محافظات وقرى مصر’.. قالها الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامى المعروف وسط الزخم السياسى الذى تشهده مصر وإستعداد الجميع لجولة الإعادة من الإنتخابات الرئاسية المقرر إجرائها يومى 16 و17 يونيه من الشهر الجارى وسط إحتجاجات عارمة ومظاهرات فى ميدان التحرير حينما أعلن ‘ خالد’ عن تأسيس أول حزب تنموى سياسى يحمل اسم حزب ‘ مصر المستقبل’ وسط قطاع متفاوت ما بين مؤيد ومعارض ومخاوف من فقدان شعبيته نتيجة لدخوله هذه الساحة الجديدة.

هكذا دخل ‘عمرو خالد’ المجال السياسة والذى ظل يلاحقه منذ بداية رحلته الدعوية مطلع العقد الماضى على الرغم من إعلانه مراراً طوال السنوات الماضية على عدم خوضه لهذا المجال ملتزماً تجاهه موقف الحياد التام.

وقال ‘خالد’ خلال كلمة مصورة له على شبكة الإنترنت أن الحزب الجديد سيقوم على ثلاث مبادىء وهم الإنتماء إلى مصر والتنمية والحرية المسئولة.

وأضاف: أن إسم الحزب جاء من خلال إعتماده على الشباب الذى يمثل النسبة الكبرى من غالبية الشعب المصرى والذى يشكل المستقبل خلال السنوات القادمة بالتزامن مع الرؤية البعيدة لبناء مستقبل مصر.

وأوضح الداعية الإسلامى أن الهدف من الحزب هو السعى لملء فجوة الاختيار لدى كثير من المصريين الذين لا يجدون اتجاهات تعبر عن تطلعاتهم وأحلامهم مشدداً على أن حزبه تنموي وليس له علاقة بالإسلام السياسي.

وأعتبر خالد أن كلمته تمثل كلمة للتاريخ بدخل بها المجال السياسى دون أن يترك المجالات الأخرى مشيراً إلى أن أخذ هذا القرار بناء على تجربة قوية له فى بناء كيان مؤسسى قوى وهو ‘صناع الحياة ‘ ولكن كان له طابع إجتماعى وليس سياسياً مشيراً إلى أن هؤلاء الشباب أصبح لديهم خبرة كافية لإنشاء مؤسسة ممثلة فى الحزب تقوم بأعمال تنموية على الأرض تجعل المجتمع يقتنع بها سياسياً وليس العكس حيث الحديث عن السياسة من الغرف المغلقة لتكون هذه هى الإيديولوجية التى تقوم عليها الحزب من خلال التنمية.

وتابع أن التفكير الاستراتيجي يقول لابد من وجود كيان حزبي مؤسسي قوي منتشر في كل المحافظات ويصنع بعناية علي نار هادئة لكي يكون واثق في المرات القادمة، أنه يستطيع أن يلبي طموحات المواطنين، لافتًا إلى استقباله عدد هائل من الاتصالات التليفونية من المصريين بالخارج يسألونه عن الطريق الصحيح وهو السبب، الذي دعاه إلى إنشاء حزب سياسي قوي منتشر يملأ فجوة طموحات تلك الفئة.

واختتم عمرو حديثه بالتشديد على أنه ليس ‘ملهوفاً’ على سلطة أو منصب مشدداً على أنه سيكون هو المكلف بمهام وكيل مؤسسين أما مهام رئيس الحزب فسيقوم بها من تنتخبه الأعضاء بعد أن يصل عددهم إلى 100 ألف عضو.

وخاض ‘عمرو خالد’ على مدار مشواره الدعوى العديد من المشاريع الإجتماعية التنموية الكبرى والتى يعد أبرزها مشروع ‘صناع الحياة’ والذى بدأت فكرته ببرنامج تليفزيونى حوله إلى مشروع ومؤسسة كبرى لاستنهاض همم شباب الأمة الإسلامية بحيث تعاود الإنتاج الفعال أو ما يسمى ‘صناعة الحياة’ وأمتدت فروعه فى جميع أنحاء وربوع مصر لتوسيع خبرات الشباب والإرتقاء بهم للانطلاق بهم نحو نهضة شاملة.

وهدفت المؤسسة التى سيبنى عليها ‘خالد’ حزبه الجديد إلى تفعيل دور الشباب فى العمل التطوعى والخيرى بالإضافة إلى نشر ثقافة التطوع وتعزيز قيم التعايش البناء وتنفيذ مشروعات تناسب إحتياجات المجتمع.

وحملت ‘صناع الحياة’ على عاتقها العديد من الحملات التى تبناها عمرو خالد ويأتى أبرزها مبادرة ‘حماة المستقبل’ ومشروع ‘إنسان’ وحملة ‘حماية’ ومبادرة ‘العلم قوة’ ومؤخراً حملة ‘أوعى’ والتى تم إطلاقها للتوعية بأضرار المخدرات مطلع العام الجارى.

ونجح عمرو خالد في السنوات الأخيرة كداعية إسلامى في تفعيل دور الشباب العربي في مجال التنمية من خلال برامجه ومحاضراته المنتشرة في كثير من الدول العربية والأجنبية، وذلك من خلال طرح مشروعات تنموية في المجالات المختلفة خاصة في مجال البطالة والصحة ومحاربة المخدرات وتشغيل الشباب في إطار لم يسبق له مثيل من قبل من خلال داعية إسلامي، وكذلك تجنبه اتخاذ مواقف طائفية أو متطرفة تجاه أي فكر، وعرضه لفكرة التعايش وتقبل الآخر بشكل وسطي دون التفريط في الحقوق أو الهوية مما جعل دعوته مقبوله لدي الجمهور العربي خاصة الشباب.
وأكد عمرو خالد فى كل منبر يعلوه أنه ليس أهلاً للفتوى وليست السياسة ملعبه على الرغم من أن المتابع لخطاباته وبرامجه سيجد بها إسقاطات سياسية لاذعة لنظم الحكم العربية والعالمية وربط المواقف التاريخية بالقضايا والمشاكل المعاصرة فكانت أحاديثه تُؤوَّل من قبل البعض من الناحية السياسية وعلى الرغم من ذلك فلا يمكن تصنيفه فى خانة الدعاة من أصحاب الفكر السياسى حيث أهتم فقط بالجانب التنموى.

ووجهت العديد من الإنتقادات خلال الآونة الأخيرة لـ ‘خالد’ بسبب رفضه الإفصاح عن مرشحه خلال جولة الإعادة حين أكتفى بقوله خلال تصريحات تليفزيونية أن الحالة السياسية فى مصر تدعو إلى الحيرة.

الجدير بالذكر أن عمرو خالد كان قد طرح موضوعاً افتراضياً على موقعه الإلكترونى منذ فترة يدعو فيه الشباب للتصويت على فكرة التعاون، أو إنشاء حزب سياسى، وطالبهم بطرح أفكار وخطط وأهداف للحزب، إذا تم إنشاؤه وتفاوتت الإجابات بين قبول إنشاء الحزب والرفض القاطع للأمر.

مصراوي
تقرير – عمرو والي
Exit mobile version