سم العقرب .. أحدث علاج لمحاربة سرطان المخ

265324[ALIGN=JUSTIFY]علي الرغم من الطفرة الطبية الهائلة التي يشهدها العالم في علاج مرض السرطان، إلا أن العلم يقف عاجزاً أمام إيجاد دواء فعال يخلو من الآثار الجانبية للتخفيف من هجمات هذا الداء المميت الذي ينتشر بين البشر بسرعة هائلة.. ومع مرور الوقت أيقن الأطباء مدي خطورة ما يستخدمونه من علاجات كيماوية وإشعاعية على المرضى، فاتجهت أنظارهم مؤخراً إلى أساليب غير متوقعة لاستكمال حربهم الدائمة ضد السرطان ..
وقد عودنا العلماء دائماً على ابتكار وسائل جديدة في العلاج، لكن هذه المرة خرجوا علينا بدراسة فاقت كل التوقعات، حيث توصل باحثون أمريكيون من خلال مجموعة من الاختبارات المعملية إلى أن سم العقرب بات من الممكن الاعتماد عليه في معالجة هذا المرض الشديد الخطورة.
وأوضح الباحثون أن لدغة العقرب تطلق خليطاً من السموم العصبية التي تحتوي علي بيبتيد أو بروتين يرتبط ببعض الخلايا السرطانية لكنه لا يقترب من الخلايا السليمة، وتعتبر تلك البيبتيدات جزيئات ترتبط بأثنين أو أكثر من الأحماض الأمينية، التي تعتبر بمثابة البنايات للبروتينات.
وأشار باحثون أمريكيون إلي أنهم قاموا حتي الآن بتوصيل عنصر اليود المشع بالبيبتيد، وكان الهدف من وراء تلك الخطوة هو معرفة ما إذا كان من الممكن استخدامه في تقديم جرعات مميتة من النشاط الإشعاعي لأمراض السرطان أم لا.
يذكر أن مجموعة من العلماء قاموا العام الماضي بحقن عامل يطلق عليه “TM601″ مباشرة إلي داخل الأورام الخبيثة الموجودة لدي 59 شخصاً مصاباً بعرض سرطان المخ الذي يتعذر تطبيقه.

لدغة العقرب تكفي
وكان أطباء فرنسيون قد أكدوا من قبل أن العقرب من الممكن أن يقوم بمهمة جليلة في استئصال الخلايا السرطانية من الجسم، لأن الابرة الموجودة في ذنب العقرب والحاوية علي السم باستطاعتها الكشف عن بقايا الخلايا المصابة بالسرطان بوضوح تام بعد إضافة مواد اشعاعية إلى كمية السم المحقون في موقع الإصابة، وبذلك يمكن تعقب تلك الأجزاء وإزالتها كلياً قبل أن يقوم الطبيب بغلق موضع الجرح.
ويتم ذلك بفضل وجود مادة الكلوروتوكسين أو ما يعرف بـ” CTX” في سم العقرب، وهي مادة فعالة، وأهم المناطق التي يمكن استخدام هذه المادة فيها هي المخ.
وأوضح الأطباء أنه عادةً ما يكون هدف الجراح اثناء استئصال الأورام السرطانية، هو استئصال كامل الجزء المصاب بالسرطان، فالجراح هنا يحاول عدم الابقاء علي اي جزء من هذا المرض الفتاك في جسم الإنسان، فالأجزاء الصغيرة جداً للورم لا يمكن رؤيتها حتي في الأشعة الدقيقة التي تعرف بأشعة “MRI”، وبعد استئصال الورم، يمكن أن تظهر أورام اخري من بقايا الأجزاء المستأصلة في وقت لاحق، بيد أن الاكتشاف الجديد يمكن أن يحقق الهدف المطلوب دون عناء.

قشور وبذور الفواكه.. أحدث صيحات العلاج
وفي إطار استخدام العلماء للطب البديل لمعالجة السرطان، اتجهت أنظارهم مؤخراً إلى الفواكه لمعالجة هذا الداء، وتحديداً إلى قشورها، حيث أظهر بحث علمي أن مركباً يستخرج من قشر “اليوسفي” يمكنه القضاء على خلايا السرطان لأمراض معينة.
واكتشف فريق من كلية الصيدلة في ليستر ببريطانيا، أن مادة “سالفسترول كيو 40” تتحول إلى مركب سام في خلايا السرطان تلك وتقوم بالقضاء عليها، ويوجد مركب “سالفسترول كيو 40 ” في قشرة اليوسفي بتركيز أكبر مما هو في البرتقالة ذاته، ويشير المحللون إلى أن العادات الحديثة بتقشير اليوسفي والقاء القشرة ربما ساهمت في انتشار بعض أنواع السرطان.
وأوضحت الدكتورة هون تان كبير الباحثين في الفريق أن عمل الفريق لا يزال في مراحله الأولى ولكنه كون شركة مع زملائه لإجراء مزيد من البحث في امكانية تطوير علاج طبيعي للسرطان.
ولا يقتصر الأمر على قشور اليوسفي، فقد أكدت نتائج دراسة أمريكية حديثة أن قشور التفاح تحتوي علي مواد مفيدة لمكافحة الأورام السرطانية، حيث قام الباحثون بتحليل قشور التفاح، وتبين لهم أنها تحتوي علي مجموعة من المواد الكيميائية النباتية المفيدة في مكافحة نوع واحد علي الأقل من الخلايا السرطانية التي تصيب الإنسان في الصدر والقولون والكبد.
وأكد الأطباء علي أهمية القيمة الغذائية للفواكه وفي مقدمها التفاح والخضار بسبب احتوائها علي الألياف الطبيعية الضرورية للجسم ولتقليصها خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكري والإمراض المزمنة.
وقد بدأ الباحثون يدركون أهمية المكونات الموجودة في الفاكهة والخضار والموجودة في الحبوب وقشور الفاكهة والخضار بسبب فائدتها للجسم، مضيفين أن التفاح يعد المصدر الأساسي لهذه المواد المفيدة في الأطعمة الأمريكية، مشيرين إلي أن معدل هذه المادة يتراوح ما بين 110 ملجرامات إلي 347 ملجراماً في كل 100 جرام من التفاح الطازج.
والمعروف أيضاً أن التفاح غني بمكونات صحية اسمها “فلافونويدز”، كما أن قشور التفاح تحتوي علي نسبة كبيرة من المواد الغنية بالأغذية والمضادة للأكسدة، ولذا تنصح الدراسة بتناول هذه الفاكهة باستمرار.
ومن قشور اليوسفي والتفاح إلى العنب، حيث أفادت دراسة أمريكية أجراها معهد السرطان القومي التابع لمعاهد الصحة القومية، بأن قشر العنب يستطيع تثبيط نمو خلايا سرطان البروستاتا، حيث أظهرت التجارب المخبرية التي قام بها الباحثون أن مستخلص قشر العنب المسكى لا يحتوي على الكثير من “رزفيراترول”، وهو مركب آخر موجود في قشر العنب، ولا يزال موضع دراسة واسعة نظراً لفوائده الواعدة كمثبط لنمو سرطان البروستاتا.
وباستخدام سلسلة من خلايا سرطان البروستاتا الممثلة لمختلف مراحل الإصابة به، أظهر الفريق البحثي أن مستخلص قشر العنب المسكي قد ثبط بشكل دال نمو خلايا البروستاتا السرطانية وليس الطبيعية، وذلك بتسريع موت الخلايا السرطانية المبرمج، مؤكدين أن موت الخلايا المبرمج هو آلية يستخدمها الجسم للتخلص من الخلايا ذات العطب الوراثي غير القابل للإصلاح، قبل أن تتمكن تلك الخلايا من إعادة إنتاج نفسها.
والمكونات الكيميائية للعنب المسكي تختلف عن معظم أنواع العنب الأخرى، حيث يتميز المسكى بغناه بمركبات كيميائية تعرف بـ”أنثوسيانين”، وتمنح مركبات أنثوسيانين العنب لونه الأحمر أو الأرجواني، وتعد مضادات قوية للأكسدة.
ننتقل من القشور إلى البذور، حيث أفادت دراسة حديثة بأن العنب يقلل من ارتفاع الدهون في الدم، لذلك ينصح لمن يعاني من ارتفاع الكولسترول بتناول كمية مناسبة ” 12-15″ حبة عنب، وخاصةً الأنواع التي تحتوي على بذور، كما أن المواد الكيميائية الموجودة في بذور العنب يمكن أن تمنع نمو الأورام في القولون والمستقيم.
وأشار الدكتور راجيش أجاروال من مركز العلوم الصحية في جامعة كولورادو، إلى أن المواد المستخرجة من بذور العنب يمكن أن تكافح السرطان، مضيفا أن ثمار العنب وبذوره تحمل سلاحاً مضاداً للآثار الجانبية المؤلمة الناتجة عن الأدوية المخصصة لسرطان الثدي.
وخلصت الدراسة إلى أن بذور العنب تحتوي على خليط من المركبات التي تعرف باسم “فلافونويد” الموجودة في الخضراوات والفواكه أيضاً، وهي مواد قوية مضادة للأكسدة تحارب الجزيئات الضارة في الجسم المعروفة باسم الشوارد الحرة التي يعتقد أنها المسئولة عن تصلب الثدي.

الخضروات والفواكه تقهر السرطان
ما زلنا نتحدث عن بعض البدائل الطبيعية التي حددها العلماء لعلاج السرطان، حيث أكد الدكتور فوزي قطب أستاذ التداوي بالأعشاب بكلية الصيدلة جامعة حلوان، أن جميع الخضراوات والفواكه الطازجة الملونة تعمل كمضادات للأكسدة وتحمي من الإصابة بالسرطان‏,‏ حيث أن السرطان ينتج من الجزيئات الحرة التي تتكون من بواقي فضلات الأكل وتكون غير مستقرة لتصطدم مع أي خلية وتحدث طفرة وتتحول إلي خلية سرطانية ولكي نمنع الجزيئات الرحالة من عمل أي طفرة لابد أن يتناول الفرد كميات كبيرة من نباتات البروكلي والثوم والبصل والكرنب والقرنبيط والطماطم والخس والخيار والكرات والبرتقال والليمون والجريب فروت والتفاح‏.‏
وعلى الجانب الأخر، أكدت دراسة أمريكية حديثة أعلنت نتائجها ضمن أعمال الاجتماع السنوي لجمعية الكيمياء الأمريكية أن التوت البري “الكرينبيري” يفتح الباب للوقاية العلاجية المصاحبة لأدوية علاج سرطان المبيض ، فقد أشارت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة روتجرز الأمريكية إلى أن مركبات في عصير “الكرينبيري” قد تساعد على تحسين فعالية أدوية “البلاتينوم” التي تستعمل في العلاج الكيميائي للقضاء على سرطان المبيض.
وتوصل الباحثون من دراسات مزرعة الخلية إلى أن خلايا سرطان المبيض المقاومة لأدوية البلاتينوم تصبح 6 مرات أكثر حساسية للأدوية بعد تعرضها لمركبات في عصير الكرينبيري، مقارنة بالخلايا التي لم تتعرض لهذه المركبات، والتي تم استخلاصها من مستخلص العصير.
وقال الباحث اجاي سنجاي إن هذه النتائج المبدئية سوف تساعد على إنقاذ حياة المرضى وتقلل من تأثيرات المضاعفات الجانبية الضارة المصاحبة لاستخدام جرعات عالية من أدوية “البلاتينوم” لمعالجة سرطان المبيض، كما أن هذه النتائج سوف تفتح الباب أمام احتمالات مثيرة للوقاية العلاجية المصاحبة للعلاج بأدوية “البلاتينوم”.
وفي نفس الصدد، أكد الدكتور ريتشارد ميثين في مركز جون انز بأمريكا أن تناول الجرجير يقي من السرطان، نظراً لأنه يحتوى على مجموعة من العناصر مثل الألياف والفيتامينات والمعادن التى لها تأثير قوي في إثارة انزيمات الوقاية في الجسم.
وأفاد باحثون كنديون بأن البروكلي يحمي المعدة من السرطان والقرح، وذلك لأنه يحتوي على مادة كيميائية تعرف باسم “السالفورافين” تستطيع قتل البكتيريا المسببة لقرح المعدة، حيث أوضحت الدراسة أن مادة “السالفورافين” لها القدرة على قتل هذه البكتيريا، سواء كانت داخل خلايا جدار المعدة أم خارجها، بالإضافة إلى أنها تساعد على خفض ضغط الدم وتقليل الإصابة بجلطة القلب.
أما خبراء التغذية فقد أكدوا أن الانتظام في تناول الثوم يعطل نمو الخلايا السرطانية، مشيرين إلى أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن الصينيين أقل من غيرهم فى الدول الأخرى عرضة للإصابة بأمراض السرطان نتيجة الانتظام في تناول الثوم في جميع وجباتهم الغذائية.
وتحدث الدكتور عيسى يحيى دشتي والدكتور سامي زهير البدر عن فوائد الثوم وبالاخص فوائد الالسين وهي المادة الأساسية التي تكمن وراء الصفات العلاجية النادرة للثوم، وهي أيضاً التي تعطيه الرائحة الخاصة التي تميزه.
وأفادت دراسة أخرى بأن القرنبيط له دور كبير في الحد من مشاكل السرطان، وخاصةً سرطان البروستاتا، وذلك لأن القرنبيط يحتوي على عناصر غذائية ومواد مضادة للأكسدة في مقدمها مادة تعرف بـ “الكوبين”، كما أنه يتسم بفعالية كبيرة في تثبيط نمو أنواع من الخلايا السرطانية المتعلقة بالبنكرياس والمبيض والتي تنخفض نسبة النجاة منها إلي ما دون 30% باستخدام طرق العلاج الحالية.
وخلصت الدراسة إلى أن القرنبيط يحتوي علي مادة “فينيثيال ايسوثيوسيانتي” وهي أحد المكونات الرئيسية للخضراوات من الفصيلة الطبية تتميز بقدرتها علي التدمير الذاتي للخلايا السرطانية في إطار عملية يطلق عليها “الموت المبرمج” للخلايا السرطانية دون تأثر الخلايا السليمة غير المصابة.
وليست الفواكه والخضروات وحدها تعالج السرطان، فقد أفاد باحثون بمعهد الأغذية بالقاهرة ، بأن تناول طعام غني بالبقوليات والحبوب كالعدس والبازلاء، والجوز والبندق يساعد في الوقاية من السرطان، وذلك لأن هذه الأغذية تحتوي علي مركب طبيعي يمنع نمو الأورام.
وأوضح الباحثون أن هذه المادة التي أطلق عليها ” اينوزيتول بنتاكيسفوسفات ” توجد في العدس والبازلاء، حيث أن هذه المادة تمنع الأنزيم الذي يسمي “فوسفو اينوسيتد 3-كيناسي” من تحفيزه على نمو الأورام.
أما اليابانيين فلهم طريقتهم الخاصة في علاج السرطان، فقد أفادت دراسة حديثة بأن دهان الجلد بزيت الزيتون بعد التعرض للشمس يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، حيث أشارت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كوبي باليابان، إلى أن زيت الزيتون يساعد على إبطاء ظهور آثار السرطان على الجلد إذا وضع على الجلد.
المصدر :محيط [/ALIGN]

Exit mobile version