شيخ عبد الحي يوسف يرد على سائل قال : أخت زوجتي منحرفة، ولو علمت ذلك قبل زواجي لما تزوجت من تلك الأسرة

تحب زوجها لكن لا تريد السفر معه!!
السؤال:
أحب زوجي جداً وهو يحبني ويعاملني أحسن معاملة ويبحث عن سعادتي بشتى السبل ولم يرفع صوته عليَّ ولم يحرمني من شيء طالما هو في مقدوره، أحمد الله عليه كل يوم بأن رزقني إياه، منذ فترة قليلة أُوقف عن العمل مما أثر في نفسيته وأصبح دائم الحزن وأنا لا أتحمل أن أراه هكذا مع أنني أعمل وظروفنا والحمد لله أحسن من جيدة، لم نحتج إلى شيء ولم نستطع الحصول عليه لكنه لا يتقبل أن أصرف أنا على البيت، ابننا قادم في الطريق وهو يقول لا أريد أن يراني هكذا، أرجوكم بالدعاء له فأنا كل ما أريده من هذه الدنيا سعادته هو رجل حسن الأخلاق يصلي صلواته الخمس في المسجد ويقرأ القرآن ويعطف على أهل بيته وبار بأمه إلا أنه غير متفائل وبدأ يفكر في السفر للخارج وأنا لا أستطيع أن أتقبل فكرة العيش بعيدًا عن أهلي ولا أتحمل العيش بعيدًا عن السودان، إذا عارضته على الفكرة أو حتى أنني لم أرافقه فهل أنا مذنبة؟ مع أنني والله لا أقدر على العيش بدونه لكني لن أتحمل الغربة، أفيدوني وأكثروا له من الدعاء أرجوكم وجزاكم الله كل خير
الجواب:
أرشدك أختاه وزوجك إلى الإكثار من الاستغفار؛ فبه يفرج الله الهم وينفس الكرب ويغير الحال، كما أرشدكم إلى الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تنسوا السعي في تفريج كرب الناس؛ فمن نفس عن الناس نفس الله عنه، ومن قضى حوائج الناس قضى الله حاجته؛ لأن الجزاء من جنس العمل، ولو صار السفر إلى الخارج أمراً لا بد منه فاستعيني بالله واتبعي زوجك حيث كان؛ واشكري الله على نعمته يزدك من فضله، والله المستعان.

أخت زوجتي منحرفة!!
السؤال:
أخت زوجتي منحرفة واتضح لي بما لا يدع مجالاً للشك أن أخت زوجتي منحرفة، ولو علمت ذلك قبل زواجي لما تزوجت من تلك الأسرة، الآن حياتي أصبحت هم وغم ولم أعد أستطيع العيش مع زوجتي، لم أعد أرغب في أبناء من زوجتي كون خالة أولادي بتلك الصفات الانحرافية ولأني لا أقبل لأبنائي وبناتي أن تكون خالتهم سيئة السمعة حتى لا يؤثر ذلك سلباً عليهم، أرى أن الطلاق هو الحل الأمثل طالما أني فقدت الرغبة في الإنجاب منها مع العلم بأنه لم يتجاوز زواجي العامين.
الجواب:
لا حول ولا قوة إلا بالله، وآجرك الله في مصيبتك أيها الأخ السائل، لكنني لا أؤيد قرارك في فراق زوجتك؛ لأنك تحاسبها على عمل أختها، وقد قال الله تعالى «ولا تزر وازرة وزر أخرى» وما دامت الزوجة ذات خلق ودين وما علمت عليها من سوء فما ذنبها في صنيع أختها؟ ولو حوسب كل امرئ على ما يفعله أرحامه فمن ذا الذي يسلم؟ أنا لك ناصح بأن تمسك عليك زوجك وفي الوقت نفسه تعمل على إصلاح أختها ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ لعل الله يجعلك سبب هدايتها واستقامتها، والله الموفق والمستعان.

المرأة والكمساري!!
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في المواصلات عند تسليم المرأة النقود لـ «الكمساري» يحدث تلامس الأصابع فماذا يجب لمنع التلامس؟ علماً أنني إذا لبست القفازات لا أستطيع طرق أصابعي لإيقاف الحافلة؟
الجواب:
أوصيك أحسن الله إليك بالإقبال على الله تعالى والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والإحسان إلى خلق الله ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولزوم بيتك فلا تخرجي إلا لضرورة أو حاجة؛ عملاً بقول الله عز وجل «وقرن في بيوتكن» واحرصي بارك الله فيك على لزوم الحشمة والعفاف حال خروجك، وأما ما يحصل مما لا يمكن الاحتراز منه من ملامسة الرجال فهذا مما يعفى عنه لأن الدين قائم على التيسير، كما قال ربنا سبحانه «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» والمشقة تجلب التيسير، والله تعالى أعلم.

يمسح رقبته في الوضوء
السؤال:
السلام عليكم رحمة الله وبركاته، استحممت استحماماً عادياً بالماء والصابون وبعدها نويت أن أغتسل غسل يوم الجمعة، واغتسلت وبعد أن فرغت توضأت مرة ثانية للصلاة فهل ما فعلته كان صحيحاً؟
السؤال الثاني: كنت أمسح رقبتي في الوضوء من فترة طويلة جداً لكني علمت حديثاً أنه لا يجوز مسح الرقبة في الوضوء فهي ليست من الفرائض ولا من السنن فهل يجب عليّ شيء؟
الجواب:
غسلك صحيح ولا شيء عليك؛ والإنسان مخير بين أن يغتسل بالماء القراح قبل استحمامه بالصابون أو بعده، والأمر في ذلك سواء، وأما مسح الرقبة فقد نص أهل العلم على كراهته لأنه من التنطع والتعمق الذي نُهينا عنه، وليس مطلوباً من المتوضئ سوى مسح رأسه وأذنيه فقط، وأما الوجه فإنه يكره كذلك أن يغسل باطن عينيه أو ما تحت ذقنه؛ وكل خير في اتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وعليك أحسن الله إليك أن تهتم بفقه الطهارة وتتعلم ذلك، والله الموفق والمستعان

فكرت ألا أتزوج نهائياً!!
السؤال:
فيما سبق أرسلت لكم رسالة وأريد تعديلها كما يلي، وذكرت فيها أنني في الـ 29 من عمري وكنت فيما مضى قد لهوت مع أحدهم بالفاحشة من دون علمنا بما يترتب عليها من إثم، وكان ذلك مرة واحدة وقد كان هنالك من عرفوا بالأمر وكنا في ذلك الوقت ما دون الحادية عشرة سنة، وأنا الآن أريد الزواج وأخشى أن يلاحقني هذا الأمر في المستقبل ويؤثر على زواجي وعلى أولادي إذا وهبني الله لهم، مع العلم أنني فكرت أن لا أتزوج نهائياً، أفتوني جزاكم الله خيراً…
الجواب:
هذا الذي وقع منك كان قبل البلوغ؛ ولا مؤاخذة شرعية على الإنسان قبل أن يبلغ الحلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يحتلم، والمجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ» ثم إن التوبة تجبُّ ما قبلها؛ فثق بالله واستعن به واعلم بأن الناس سرعان ما ينسون؛ فهذا الذي حصل منك في حال الصغر لا تظن أن التاريخ سيتوقف عنده أو أن الأجيال ستتناقله، بل النسيان رحمة من الله بعباده؛ وهذا الأمر إن شاء الله لا تأثير له على زواجك ولا أولادك؛ فاستعن بالله ولا تعجز، والله الموفق.

أعوذ بالله من «أنا»
السؤال:
شيخنا عبد الحي اِني أحبك في الله، السؤال: بعض الناس يتعوذ من كلمة أنا اِذا أراد أن يتكلم عن نفسه كأن يقول أعوذ بالله من كلمة أنا هل تعوذ منها النبى عليه الصلاة والسلام «في حديث» أم هي مجرد مقولة فما حكم ذلك؟ وجزاك الله عنا كل خير..
الجواب:
لا حرج على الإنسان أن يستعمل كلمة «أنا» إذا قام المقتضي لذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر» وقال «أنا أول شافع وأول مشفع» وقال «أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» وغير ذلك من النصوص، لكن ما ينبغي للإنسان أن يقولها على سبيل الفخر؛ لأن هذه سنة إبليس لعنه الله حين قال «أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين» قال ابن القيم رحمه الله تعالى في آخر المجلد الثاني من زاد المعاد: وليحذر كُلَّ الحذر من طغيان «أنا»، و«لي»، و«عندي»، فإن هذه الألفاظَ الثلاثةَ ابتُلي بها إبليسُ، وفرعون، وقارون: ف «أنَا خَيْرٌ مِنْهُ» لإبليس، و«لِى مُلْكُ مِصْرَ» لفرعون، و«إنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي» لقارون. وأحسنُ ما وُضِعَت «أنا» في قول العبد: أنا العبدُ المذنب، المخطئ، المستغفر، المعترِف… ونحوه. و«لي»، فى قوله: لي الذنب، ولي الجُرم، ولي المسكنةُ، ولي الفقرُ والذل. و«عندى» فى قوله: «اغْفِرْ لي جِدِّي، وَهَزْلِي، وخَطَئِي، وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلِكَ عِنْدِي». والله تعالى أعلم.

يذهب للعمرة دون إذن مديره!!
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف، لقد أكرمني الله بالعمل هنا في بلاد الحرمين الشريفين والحمد لله فالموضوع يتعلق بأداء فريضة العمرة؛ فمِديري في العمل لا يعطي إذناً للذهاب لأداء هذه الفريضة وإذا ذهبت يخصم منك ما غبته، وهنالك طريقة يمكن أن يذهب الواحد بدون أن يعلم المدير ولكني أعتقدها نوعاً من الغش وهو أن توقع على تقرير الزيارة للمشروع بعد العودة من العمرة بدون زيارتك للمشروع فهل يجوز ذلك أم لا مع العلم بأني والحمد لله قد أديت فريضة العمرة مرة واحدة فقط من قبل وشكرًا.
الجواب:
سؤالك مشتمل على أمرين: أولهما اشتراط إذن المدير لأداء العمرة؛ فأقول: إن ذلك ليس شرطاً بل يصح لك أداؤها أذن أم لم يأذن ما دام ذلك في غير وقت العمل المنصوص عليه في العقد أنه لا من بد من استغراقه في العمل؛ لعموم قوله تعالى «أوفوا بالعقود».
والأمر الثاني ذهاب بعضهم إلى العمرة في وقت مطلوب منه أن ينجز فيه عملاً يتعلق بالعقد الذي على أساسه يتقاضى أجرًا فهذا عمل لا يشرع لكونه قائماً على التفريط في الحقوق وخيانة الأمانة وعدم الوفاء بالعقد مع الكذب والتدليس، وهذه كما ترى ظلمات بعضها فوق بعض، ولا يتأتى لمسلم عاقل من أجل أن يحصل طاعة مفروضة أو مسنونة أن يرتكب جملة من المخالفات والمعاصي بعضها من كبائر الذنوب، والله الموفق والمستعان.

مدة هجر الزوجة!!
السؤال:
الشيخ الكريم أود أن أسأل عن فترة الهجر من الزوج للزوجة تأديباً لها وهل طول الفترة مرتبط بزوال المشكلة أم ماذا؟
الجواب:
الهجر مشروع في حال نشوز المرأة بخروجها عن طاعة زوجها؛ كأن تمتنع عن فراشه أو تترفع عن خدمته، أو تتعمد الخروج من بيته دون إذنه، وهذه المشروعية تكون عند عدم إفادة الوعظ؛ قال سبحانه «فعظوهن واهجروهن في المضاجع» وقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوادع «أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا أَلَا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إليهن في كسوتهن وطعامهن» رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وهذا الهجر يكون بتركه جماعها؛ بل يضاجعها على فراشها ويوليها ظهره؛ قال القرطبي رحمه الله تعالى: فَإِنَّ الزَّوْجَ إِذَا أَعْرَضَ عَنْ فِرَاشِهَا فَإِنْ كَانَتْ مُحِبَّةً لِلزَّوْجِ فَذَلِكَ يَشُقُّ عَلَيْهَا فَتَرْجِعُ لِلصَّلَاحِ، وَإِنْ كَانَتْ مُبْغِضَةً فَيَظْهَرُ النُّشُوزُ مِنْهَا، فَيَتَبَيَّنُ أَنَّ النُّشُوزَ مِنْ قِبَلِهَا.ا.هـــ
وليس لهذا الهجر مدة موقوتة بل له أن يهجرها حتى ينصلح حالها ويستقيم أمرها؛ فإذا مضت شهور أربعة وهي أقصى مدة تصبر فيها المرأة عن زوجها ولم يحصل رجوعها عن غيها فله أن يرجع عن هجرها أو يطلقها، والله تعالى أعلم

صحيفة الانتباهة
Exit mobile version