وقال د. تيتاوي خلال مخاطبته لفيف من الصحافيين مساء الإثنين بمقر المستشارية الاقتصادية بالرياض: إن الصحافة الورقية ستظل صامدة، ولن تؤثر عليها الصحافة الالكترونية، كون الأخيرة غير متاحة لقطاع عريض خاصة ببلادنا التي تعاني وضعاً اقتصادياً لا يمكن من توفر الامداد الكهربائي وخدمات الانترنت، خاصة أننا مجتمع «رعوي زراعي»، وبالتالي ستظل الصحافة الورقية محافظة على مكانتها، مشيرا الى انه عند ظهور التلفاز اعتقد «الناس» ان الراديو قد يفقد عرشه طالما اضحت هناك صورة ومعها الصوت، الا ان هذا لم يحدث، وحافظ الراديو على مكانته رغم ظهور التلفاز.. والراديو بدوره لم يؤثر سلباً على اهمية الصحافة، بل عبر المذياع يستمع اهل السودان الى «اقوال الصحف»، وبالتالي تصبح جميع هذه الوسائط ذات أدوار تكاملية.
واستعرض تاريخ نشأة الصحافة السودانية، والصعوبات التي جابهت عمليات الطباعة التي كانت اغلب جوانبها يدوية خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات، قبل حدوث نقلة نوعية بظهور الأنترنت والتي ادت الى تقليل الايدي العاملة، ودقة فرز الألوان، وتحقيق جودة عالية.
وفي ما يتعلق بمعاناة المؤسسات الصحافية أكد د. تيتاوي أنهم سبق أن رفعوا بمذكرة لرئيس الجمهورية بشأن ضرورة توفيق اوضاع المؤسسات، ودمج بعضها البعض، حتى تكون قوية ومستمرة بلا تعثر، الا ان بعض الجهات اختطفت الفكرة ولم تر النور. ومضت تتحدث عن ضرورة نقل قيد الصحافيين من «الاتحاد» الى المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، ونحن سنظل نعارض هذا التوجه بشدة، مبيناً أن لوائح الاتحاد الدولي تنص على ان تكون التنظيمات الصحافية ذاتية، ومن أجل عضويتنا لن نستجيب لأية ضغوط في هذا الامر، وسنعارضه بقوة ولن نتنازل أبداً.
وبشأن الحريات الصحافية والدفاع عن الصحافيين، شدد د. تيتاوي على أهمية بسط الحريات، مؤكداً أن الاتحاد ظل يدافع عن كل صحافي وصحافية له ولها قضية تتعلق بالنشر الصحفي، ووقوفنا مع الصحافيين لا تحده الوان السياسة او المعتقدات الفكرية، فنحن ندافع عن عضويتنا بعيداً عما تعتقد من فكر.
وأعلن د. تيتاوي عن اتفاق «شفهي» تم مع هيئة الصحافيين السعوديين سيتم في وقت لاحقت توقيعه ليتم بموجبه تبادل الزيارات والخبرات وعمليات التدريب بين الجانبين، بما يحقق المصالح المشتركة.
الى ذلك قال ياسر عايس مساعد الامين العام لاتحاد الصحافيين: ان الاتحاد تمكن خلال المرحلة الماضية من رعاية قيام فرعيات بعدد من ولايات السودان، وهو يسعى بخطى حثيثة لتوفيق اوضاع عضويته بالداخل والخارج، مشيراً إلى أن غير الاعضاء في الاتحاد لن ينتفعوا بخدماته، كما انه لا يمكن الدفاع عن قضاياهم طالما ظلوا خارج عضوية الاتحاد.
وقدم شرحاً وافياً حول شروط عضوية الاتحاد، وكيفية التسجيل والحصول على البطاقة الصحافية، ومن ثم الانتفاع بخدمات السكن والعلاج الخ، مبيناً أن الاتحاد نفذ المرحلة الاولى والثانية من السكن الاقتصادي والمحسن والمطور بشرق النيل وام درمان، وهو الآن بصدد تنفيذ المرحلة الثالثة من السكن لعضويته.
وأعلن عايس عن ترتيبات تجرى الآن للاتفاق مع احدى الجهات لتمويل سيارات الصحافيين، وبشروط لا تقدم لأية جهة غير الاتحاد، والمح الى ان المقدم سيكون بنسبة 20% ولمدة ثماني سنوات، وهذه شروط تختلف تماما عن البنوك التي تمول بمقدم 40% ولمدة خمس سنوات.
وأوضح أن الاتحاد استطاع أن يحصل على موافقة ولاية الخرطوم بدفع 50% للتأمين الصحي للصحافيين، وهو أمر يمثل نجاحا كبيراً.. ومن قبل نفذنا مشروع حاسب آلي لكل صحافي.
وبشأن الدفاع عن الصحافيين اكد عايس ان الاتحاد ظل وسيبقى يدافع بقوة عن عضويته، مشيراً إلى أن الايام الماضية شهدت قيام ثلاث صحف بفصل عدد من الصحافيين، وقد تصدينا لهذا الأمر حتى تراجعت احدى هذه الصحف عن عملية الفصل التي تمثل تشريداً غير مبرر.. ونحن الآن بصدد الاتفاق مع مكتب العمل لعدم قبول أية عمليات فصل جماعي.
وحول اجراءات التسجيل قال: إن هناك تسهيلات تقدم خاصة للذين يعملون بمؤسسات صحافية خارج السودان، بوصفهم يعملون على رفع اسم السودان.
وأشار إلى أن اتحاد الصحافيين حقق الكثير من المكاسب لعضويته وبلاده، مشيراً الى وجوده الفاعل في الاتحادات الدولية والإقليمية.
وأعقب ذلك عدد من المدخلات، حيث اقترح عوض أحمد عمر رئيس رابطة الاعلاميين السودانيين ان تجرى امتحانات القيد الصحفي بالمملكة العربية السعودية تحت مظلة السفارة السودانية.
وتساءل د. صلاح حميدة رئيس المؤتمر الوطني السابق بالمنطقة الوسطى بالسعودية، عما إذا كانت كثير من المؤسسات الصحافية مملوكة لجهاز الأمن؟
وقال د. حميدة: لماذا لا نجد في بلادنا صحافيين في قامة القدامى من الرعيل الأول، مشيراً إلى أن تناول الإعلام بشأن قضية «هجليج» لم يكن عميقاً بل كان سطحياً وعاطفياً.
ودعا الطيب شبشة إلى ضرورة أن تقوم المؤسسات الصحفية في السودان بعمليات «الاندماج» حتى تصبح قوية وقادرة على الاستمرار.
ورد د. تيتاوي على أمر امتحانات القيد بالسعودية بأن هذا الأمر يحتاج لقرار المكتب التنفيذي، أما «الاندماج» فقال إننا طالبنا به، وهو أمر يقع في خاتمة المطاف على عاتق المجلس القومي للصحافة والمطبوعات.
ونفى أن تكون هناك مؤسسات صحفية تابعة لجهاز الأمن، غير أن بعض الصحف يمكن أن تكون تابعة أو مملوكة للحزب الحاكم.
وكان وفد اتحاد الصحافيين السودانيين قد وصل الى المملكة العربية السعودية الاسبوع الماضي، وقام بالعديد من الزيارات واللقاءات التي نظمتها رابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض، وقد تم تكريم الوفد أمس الثلاثاء بفندق الخزامى بتقديم دروع تذكارية، وسط حضور كبير من الإعلاميين وأسرهم، وسيختتم الوفد زيارته يوم بعد غدٍ الجمعة بعد أن يؤدي العمرة.