عيد الحلاقين:

[ALIGN=CENTER]عيد الحلاقين: [/ALIGN] أعجبني جداً الاحتفال الذي أقيم في إحدى الدول احتفاءً بيوم الحلاقين.. فقد صار العالم صالوناً كبيراً للحلاقة، فأنت كمواطن لا شك ستطالك «أمواس الحلاقة السياسية» شئت أم أبيت.. فإذا حاولت أن تكون محايداً وبعيداً عن جدل السياسيين، تجد نفسك في وسط المعمعة وإن لم تقل «بقم».. فسياسة تحرير السوق تضايقك في معاشك حتى أنها تدلف إلى الغرف الخاصة بلا استئذان.. إذن تطولك الحلاقة أنت «متوقي» أو غير ذلك.. فتسيير شؤون الأسر يحتاج للاجتياح والمواجهة مع كثير من انعكاسات سياسات البلاد.. فإن قالوا لك إن البلاد في حالة خصخصة، فأعلم أنك أصبحت تحت نير سياسة السوق «يفتح الله ويستر الله».. حتى الحلاقة فإنها أنواع وأشكال.. وأطرف أنواعها تلك التي مارستها زوجتا الرجل المغلوب على أمره، لأنها حلاقة في شكل «نتف».. فالرجل زوج المرأة العجوز أقدم على الزواج من امرأة شابة.. فصار يومه عند المرأة الشابة ممارسة «لنتف» الشيب «الشعر الأبيض»، حتى تظهر شعيراته السوداء ويبدو رجلاً شاباً، وعندما يذهب لزوجته الكبيرة هي الأخرى تقوم «بنتف» الشعر الأسود ليظهر شعره الأبيض ويبدو عجوزاً وتتم الحلاقة في متوالية.. أما حلاقة العاشقين فتبدأ بالوعود والتمني وتنتهي بالاستسلام لضغوطات الواقع المرير عندما يهبط مظلي يحمل المال والبيت والعربة فتنزوي الأحلام والآمال في زاوية بعيدة لتصبح الرواية مجرد «قعطية».. أما حلاقة الوقوع في دوامة اللهاث وراء جمع المال والثروة والسلطة من أسرع الأبواب، حتماً تنتهي بتهذيب جدائل يبقى لحين السداد بعد تسوية أطراف هذه الجدائل.. وحلاقة الموظفين يمارسها رؤساء العمل بسرقة عرقهم وجهدهم بمجرد تمرير «ماكينة القلم»، وذلك بشطب أسماء هؤلاء الموظفين من على الأوراق واعتماد توقيعات الماكينة تحت بند «الفي إيدو القلم ما بكتب روحو شقي..».. وحلاقة الدول الكبرى تمارسها في صالونات دول العالم الثالث عندما تملي وتستعلي عليهم في أدق شؤونهم الداخلية وتسلط عليهم إنزال الرقبة لإتمام الحلاقة «الاستايل» من هذه الناحية «وكرت» الجانب الآخر من أي «سبيبة».. أما أهل الرياضة فيدلفون في عالم الحلاقة فيما يعرف برياضة «القنص» «والكي كي».. فيرفعون درجات الحلاقة حسب الواردين للصالونات، فإن كنت من ذوي الجماهيرية العالية أضفوا على حلاقتك بعضاً من الجماليات حتى تبدو كأنك عريس الليلة.. وإن كنت ممن يقعون في قناصة الخصم اللدود، فتكوا بك حلقاً و«زعمطة».. وفي صالون النساء إذا كنتِ من الجنس اللطيف ووقعتِ في مصيدة إحداهن كمثال أنكن صديقات أنس وسمر وتبادلتن التصوير الجوال في لحظات فرح ورقص وسمر من نوع خاص، فإن «الكاميرا» التي احتفظت ببعض هذه الخصوصيات قد تستعملها إحداهن ماكينة حلاقة للسمعة والتشهير.. أما إذا وقعتِ في قناصة أخرى تمتليء غيرة وبغضاً لك من الباطن، فأعلمي أنها تنتظر مواقيت الحلاقة المناسبة، فهي مسبقاً قد أعدت مسرح الحلاقة والفوط والصابون.

آخر الكلام:

حلاقة العام 2010م ستظهر نتائجها في العام القادم.. فقط أظنها بعد الاستفتاء.. «أهو كلو بيحلق لكلو».. ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 31/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version