[JUSTIFY]فشلت القمة الثانية لاجتماعات اللجنة السياسية الأمنية بين السودان ودولة الجنوب في الاتفاق على رؤية مشتركة بشأن موضوعات الملف الأمني وإقامة منطقة عازلة. وأعلنت دولة الجنوب رسمياً رفضها الاستناد إلى خرائط الأمم المتحدة بوصفها أساساً للتشاور حول إقامة المنطقة المعزولة، في الوقت الذي رفضت فيه الخرطوم اعتماد خريطة دولة الجنوب. وكشفت عن موافقتها على خريطة لجنة الحدود التي تم اعتمادها قبل الانفصال. في الاثناء انفض اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان ودولة الجنوب في يومه الثاني دون إحراز تقدم ملحوظ في المباحثات الجارية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ورفعت جلسة الاجتماع الصباحي بين أعضاء اللجنة أمس عقب خلافات كبيرة في عدد من النقاط المتعلقة بالملف الأمني بين البلدين، في وقت علمت فيه «الإنتباهة» أن حالة من التوتر الحاد سادت أجواء الاجتماع عقب تمسك وفد جوبا بالخريطة الجغرافية التي تضم منطقة الميل «14»، فيما قدم وفد الخرطوم خريطة أخرى. ورفض وفد السودان في ذات الأثناء طلب وفد الجنوب بإنهاء حالة الطوارئ على الحدود وتبادل السفراء.وأكد المتحدث باسم اللجنة السفير عمر دهب تمسك الخرطوم بالخريطة التي وصفها بالشرعية الدولية، وقال وزير الخارجية بدولة الجنوب نيال دينق عقب الجولة المسائية إنهم قدموا إجراءً مفصلاً حول المنطقة معزولة السلاح، وأضاف للصحافيين: «قدمنا كذلك خريطة للانسحاب لمسافة عشرة كيلومترات رفضتها الخرطوم». وجزم نيال بعدم الاستناد إلى خريطة الأمم المتحدة الجغرافية باعتبارها أساساً للتشاور. وتابع: «رفضنا هذا المنهج ورفضنا خريطة لجنة الحدود». وكشف نيال عن استمرار الخلاف بين الجانبين، متوقعاً في ذات الأثناء تقديم الوساطة مقترحات لتجاوز الخلاف واستدعاء لجنة ترسيم الحدود لأديس أبابا. وكان دهب قد كشف عن طرح دولة الجنوب مسائل قال إنها جديرة بالاعتبار لكنها ليست ذات صلة بالقضايا الأمنية، وتشكل انحرافاً عن العمل العام الذي بصدده جلس الطرفان للمفاوضات. وأضاف أن الجولة ناقشت ثلاثة موضوعات فقط سادتها أجواء التوتر وانفضت دونما التوصل لحلول، منوهاً باستئناف الجولة خلال الساعات القادمة. ولفت دهب إلى أن النقاش انحصر في العدائيات وإيواء الحركات المتمردة وانسحاب القوات. وأضاف دهب أن وفد جوبا قدم موضوعين إضافيين شملا إنهاء حالة الطوارئ على الحدود وتبادل السفراء، مشدداً على أن الموضوعين شأن داخلي لدولة السودان، وقال: «نحن الذين نقرر متى تفرض ومتى تنهي حالة الطوارئ»، واصفاً الموضوعين بأنهما من المطالب الثانوية، مؤكداً أن السودان متمسك بخريطة الطريق الإفريقية، موضحاً أن الاجتماع انفض بسبب الفشل في عدم التوصل لرؤية مشتركة حول الموضوعات. وأكد دهب أن اجتماع لجنة أبيي سوف يلتئم غداً دون ارتباط بإحراز اختراقات كبيرة وتقدم في مسار المفاوضات داخل أعمال اللجنة السياسية الأمنية المشتركة. ومن ناحيته ذكر وزير الخارجية بدولة الجنوب نيال دينق نيال، أن الطرفين اختلفا حول نقاط ترسيم المناطق الحدودية، وأنهما سيناقشان الموضوع مرة أخرى بمشاركة أمبيكي.[/JUSTIFY]