وانتقد وزير الاعمار والبنية التحتية بالسلطة الاقليمية لدارفور تاج الدين بشير نيام في حديثه لـ «الصحافة» هجمات الحركات قائلا بان الاجواء الان في دارفور ليست مؤاتية او مناسبة للقيام باي اعمال عسكرية مسلحة، واعتبر نيام ما اقدمت عليه الحركات المسلحة في مناطق ولاية شمال دارفور تدميرا للبنية التحتية المتبقية للمواطنين بالاقليم، واوضح ان القوات التي تنشط الآن في الجزء الشرقي من دارفور قد عادت لتوها منهكة ومحبطة من الجنوب بعد ان تم استخدامها من حكومة جنوب السودان في اجندتها الخاصة ضد الخرطوم ، ويرى نيام ان هذا الامر تدلل عليه عمليات النهب التي تمت للوقود والمواد الغذائية، وهو ما يؤكد ان طرق امدادها منقطعة . وقال تاج الدين نيام ان عمليات السلب والنهب التي تقوم بها الحركات المسلحة ضد المواطنين ستزيد من معاناه المواطنين في دارفور وتعطل طرق المواصلات وتفاقم من غلاء المعيشة وتصعب وصول الاحتياجات الضرورية للمواطنين ، مشيرا الي ان هذه الاساليب البغيضة ستعزل الحركات المسلحة اجتماعيا وسياسيا عن المجتمع الدارفوري. واكد وزير الاعمار والبنية التحتية بالسلطة الاقليمية ان عمليات قطع الطرق الذي تقوم به الحركات في دارفور ستجعل من عملية نقل المواد الغذائية لردم الفجوة لدى المواطنين غاية في الصعوبة.
فيما قال معتمد محلية اللعيت جار النبى الدكتور عبدالرحمن يونس لـ«الصحافة» عبر الهاتف أمس ان القوات التي اعتدت على وحدة «فتاحة» الادارية استولت علي جميع المواد الغذائية التابعة للمواطنين والمخزنة بالمنطقة، واحرقت مخازن خاصة بالمواطنين مليئة بالفول المقشور ونهبت جميع متاجر المدينة مما ترك المنطقة بغير مواد غذائية ومحروقات، مضيفا ان المهاجمين كانوا يستقلون عربات مزودة بالاسلحة الثقيلة والعتاد، وانهم اشتبكوا مع قوات كانت تتواجد في حامية صغيرة وقتلوا احد منسوبي الشرطة، مبينا انهم لم يتمكنوا بعد من حصر الخسائر والقتلى واكد معتمد اللعيت جار النبى ان قوات الحركات المعتدية مازالت داخل حدود محلية اللعيت وتتمركز بمنطقة «حجرٍ» مشيرا الى ان عدد سيارات القوات المهاجمة يزيد عن «50» ، وان حكومة الولاية دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة الي محليته بغرض توفير الامن لمواطنيها، وتابع: من الواضح ان القوات دخلت دارفور في حالة سيئة وتفتقد الوقود والمواد الغذائية، ولذلك تقطع الطرق وتهاجم المدن وتعتدي على ممتلكات المواطنين.
ولكن نائب والي شمال دارفور ابو العباس الطيب جدو قدم رواية مختلفة للمكان الذي قدمت منه القوة المهاجمة، فقد قال في اتصال هاتفي مع «الصحافة» ان القوات المعتدية قدمت من ولاية جنوب كردفان ، مؤكدا انها تنتمي لحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح الوحدة وتتنقل في معية « 60» سيارة دفع رباعي، مشيرا الى انها دخلت الاقليم عبر المناطق الحدودية الشرقية لولاية شرق دارفور عبر منطقة المزروب الواقعة على الحدود بين ولايتي جنوب كردفان و شمال كردفان ومن ثم تسللت عبر مناطق حدودية بولاية شرق دارفور لمهاجمة منطقة فتاحة بولاية شمال دارفور، قبل ان تشتبك مع قوة صغيرة من القوات النظامية، واوضح ابو العباس ان حكومة ولايته دفعت بعدة تعزيزات عسكرية الي كل مدن ومحليات الولاية الشرقية بهدف الحفاظ علي ارواح واموال و امن المواطنين، وانها لاحقت المتمردين، واشار ابوالعباس الى ان الاجهزة الامنية قامت برصد حركتها وانها الان تتحرك في المناطق الحدودية بين ولايتي شمال وشرق دارفور وسيتم التعامل معها بكل حسم.
وجدد نائب والي شمال دارفور بان الحركات المسلحة ليس امامها غير خيار الانضمام الى اتفاقية السلام لجهة ان المفاوضات الحالية مع دولة الجنوب ستنتهي الى منعها من استخدام اراضيها في شن هجمات على المناطق السودانية ، وتوقع نائب الوالي انضمام قيادات كبيرة من الحركات المسلحة الى وثيقة الدوحة خلال الفترة المقبلة ، وزاد « هناك محاولات لبعض قيادات الحركات للانضمام الى العملية السلمية» ، وقال ابوالعباس الطيب جدو ان النجاح الذي تحقق في احكام الحدود الدولية مع دول تشاد وافريقيا الوسطى وليبيا افقد الحركات خطوط الامداد، بينما انحسر الغطاء السياسي عنها داخل ولايات دارفور بسبب اعتداءاتها ، الامر الذي يقلل من فرص عودتها للمنطقة ويمنعها من شن هجمات جديدة على مناطق اخرى في دارفور. [/JUSTIFY]
الصحافة – تقرير: عبد الله اسحق