وكادت المحادثات الجارية بين السودان ودولة الجنوب تنهار أمس عقب اعتراض وفد جوبا على مسودة الخارطة الإفريقية التي وافق عليها وفد السودان، وقدم وفد الجنوب عدة ملاحظات بشأن صياغة المسودة، ودعا إلى تعديلها مما فضّ اجتماعاً ثنائياً بين الطرفين لم يستمر أكثر من «5» دقائق. واعتمد طرفا التفاوض بين السودان ودولة الجنوب رؤية مشتركة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2046»، واتفقا على خريطة طريق لحل القضايا العالقة. واتفق الطرفان عقب اجتماع اللجنة الثلاثية على الشروع في ترسيم المناطق الحدودية المتفق عليها بين البلدين، وعقد اجتماع للجنة أبيي في السابع من يونيو الجاري لمناقشة قرار مجلس الأمن القاضي بوقف العدائيات بين البلدين ووقف دعم الحركات المتمردة، بجانب تشكيل اللجان المشتركة لمتابعة الاتفاقيات.
وفي غضون ذلك رصدت «الإنتباهة» اجتماعاً استمر حوالى ساعتين بين وفد الحكومة المفاوض والمبعوث الأمريكي ليمان بفندق «راديوسن بلو» بأديس أبابا، فيما كشفت متابعات الصحيفة خلافات حادة بين الخبراء العسكريين والأمنيين بين البلدين، ووضعت دولة الجنوب شروطاً تقضي بالمضي في الاتفاق الأمني بعدم دعم الطرفين للتمرد بينهما، وتبرأ وفد الجنوب من «قطاع الشمال» وأكد أن لا علاقة لجوبا به. وعقد ليمان اجتماعاً مطولاً مع وفد الخرطوم التفاوضي واعتذر في الأثناء عن الإدلاء بتصريحات بشأن الاجتماع وأجندته بينما فضّل رئيس الوفد المفاوض إدريس عبدالقادر القول بأن«المناخ كويس»، ونقلت في السياق نفسه مصادر مطلعة أن ليمان يمارس ضغوطاً مكثفة على الطرفين لإنجاح الجولة الحالية، وأضاف عضو الوفد الحكومي وسفير السودان بجوبا مطرف صديق أن الاتفاق شمل اجتماعاً للجنة أبيي لتنفيذ اتفاق يوليو وتشكيل الإدارية والمجلس التشريعي، وتكوين الشرطة المشتركة، ومتابعة أوضاع النازحين، ولفت إلى اتفاق الطرفين على أن تبدأ الوساطة المشتركة بدعوة الأطراف بشأن القضية.وشدد على أن الخرطوم ستتجه للعمل والفصل في قضايا النفط وأوضاع المواطنين عقب الاتفاق على القضايا السابقة وجعل الحدود ممرات آمنة.
وفي سياق غير بعيد اتهمت دولة الجنوب الخرطوم في بيان رسمي بقصف مناطق بولاية الوحدة لكن في المقابل وصف مطرف دعاوى جوبا بأنه محاولة لتسميم أجواء التفاوض، ونفى في تصريحات صحفية ادعاءات جوبا بقصف السودان لمناطق بدولة الجنوب، ووصف مطرف توقيت الشكوى بأنه قصد به التقليل من خطوة انسحاب القوات المسلحة من أبيي، وقال إن الشكوى لاتتسق مع روح التفاوض.
وزاد: قصد بها التغطية على دعم الجيش الشعبي لحركة العدل والمساواة والدخول للأراضي السودانية للقيام بأعمال عدائية. ومن المتوقع أن يصل اليوم أو غدًا إلى أديس أبابا الوفد الأمني السياسي بقيادة وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني وسط توقعات باجتماع عالي المستوى يضم الوفد السياسي الأمني بين البلدين.[/JUSTIFY]
الانتباهة