واستقبل الأهالي جثامين أحبائهم بمشاعر ممزوجة بالفرح والحزن في آن معاً. ولعل ليلى أبو سليم أحد هؤلاء. فقد حرصت على شراء الحلوى وارتدت ملابس جديدة اشترتها لهذه المناسبة خصيصا. وكان أمجد أبو سليم قتل في 2003 عندما اقتحم مع زميل آخر له مستوطنة شعار تكفا في منطقة قلقيلية، وقتلا مستوطنا، كما قالت والدته ليلى.
وبعد مقتل أمجد، أنجبت الأم ابنا أطلقت عليه الاسم نفسه ويبلغ من العمر اليوم تسع سنوات. وقد جلس بجانبها ينتظر رفات شقيقه.
قصة عائلة أبو سويلم تشبه قصص عشرات العائلات الفلسطينية الذين حضروا الى مقر الرئاسة الفلسطينية لتسلم الجثامين، في حين بقيت عشرات العائلات تنتظر موجة إفراجات عن أسراها الأموات.
وكانت العديد من الأسر تجمعت منتظرة الجثث منذ صباح اليوم الخميس، بعد أن أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية استلامها رفات 91 فلسطينيا من الجانب الإسرائيلي فجرا.
وكانت “اللجنة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء” ذكرت أن إسرائيل تحتجز لديها 299 جثة تعود لفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة.
أما بعد استلام الجثث وخلال مراسم التشييع انهمرت دموع تأجلت لعشرات السنين ومحاولات أطفال الوصول إلى دفء الجثامين، وصراخ أمهات تبحث عن أبنائها لتقيم لهم عزاء آخر ولكن هذه المرة باسم وليس برقم.
فاليوم انتزع الفلسطينيون أرقام الاحتلال عن جثامين أبنائهم ليكتبوا عليها أسماءهم الحقيقية ولتبقى وراء كل رقم حكاية لا يعرف تفاصيلها إلا السجان وصاحب الجثمان.
العربية نت