ولم تثبت نتائج هذه الدراسة التي نشرت مؤخراً في جريدة العناية بالسكري أن تناول الفواكه والخضروات يحمي من الإصابة بالسكري، وهو المرض المرتبط بالبدانة وكبر السن، بالرغم من ذلك يري الباحثون أن هذه الدراسة تحفز الناس على الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة بشكل يومي.
وقد اكتشفت الدراسة التي أجريت على ما يقرب من 3,700 شخص بالغ ببريطانيا، أن الأشخاص الذين يتناولون أكبر كميات من الفواكه والخضروات بالأسبوع تقل لديهم مخاطر الإصابة بالسكري على مدار 11 عاما، في مقابل من يتناولون أقل مقدار من هذه الأطعمة الصحية.
وقد قلت احتمالات الإصابة بالسكري أيضاً بين الأشخاص الذين يتناولون أنواعا مختلفة من الفواكه والخضروات بصرف النظر عن كمياتها، هذا يعني أن الأشخاص يجب ألا يركزوا فقط علي كمية الخضروات والفاكهة التي يتناولونها يومياً بل وتنوعها أيضاً.
وتشير النتائج لأهمية تنوع ما نحصل عليه من فواكه وخضروات، لأنها توضح أنه بالإضافة للفائدة التي يحققها الشخص بزيادة كميات هذه الأطعمة، فإن إمكانية الحصول على فوائد إضافية وهامة تتحقق من اختيار أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات كجزء من نظام غذائي متوازن.
في هذه الدراسة تفحص الباحثون بيانات 3,704 شخص بالغ ممن تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 79 عاما كجزء من دراسة أكبر عن التغذية والأمراض المزمنة، ومن بين هؤلاء الأشخاص أصيب 653 بالبول السكري النوع الثاني على مدار 11 عاما من المتابعة.
عند بدء الدراسة سجل جميع المشاركين النظام الغذائي الذي يتبعونه علي مدار الأسبوع. وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين سجلوا أعلى مقدار من الفواكه والخضروات المتنوعة كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري عبر السنوات التالية.
ويختلف محبو الفواكه والخضروات عمن لا يفضلون هذه الأطعمة في طرق متعددة، بما في ذلك أوزانهم ومقدار ممارستهم للتمارين الرياضية وعادة التدخين ومستوى التعليم، وقد أخذ الباحثون تلك العوامل الأخرى في الاعتبار، لكن ظل الإكثار من الفواكه والخضروات يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بالسكري بنسبة تصل إلى 21%.
عندما يتعلق الأمر بتنوع الفواكه والخضروات التي يتناولها الشخص، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون أنواعا مختلفة من الفواكه والخضروات تصل إلى 16 نوعا بالأسبوع تقل لديهم مخاطر الإصابة بالسكري بنسبة 40%، بالمقارنة بمن يتناولون ثمانية أنواع فقط.
هذا التنوع في الفواكه والخضروات يساعد على الحصول على سلسلة من المواد الغذائية تتضمن الفيتامينات والمعادن، بل والألياف ومكونات نباتية تعرف بالأصباغ النباتية التي تساعد في حماية الخلايا من العطب، وبالتالي تمنع الإصابة بالأمراض المزمنة.
وأشارت الباحثون إلى اختلاف حاجة كل شخص للكمية المناسبة من الخضروات والفاكهة وفقا للوزن وللنشاط البدني الذي يقوم به. إلا أنها عادت لتوصي بأربعة إلى خمسة مقادير من كل نوع. وهذا المقدار يماثل نصف قدح من الخضروات الناضجة أو ثمرة فاكهة متوسطة الحجم.
وفي النهاية ينصح الباحثون بتجنب السمنة التي تمثل أكبر عامل خطورة للإصابة بالسكري مع ممارسة التمارين وملاحظة السعرات الحرارية في الطعام.[/JUSTIFY]
العربية نت