مطر الحزن عاود الهطول مرة أخرى، ليقطف الفنان الشاب نادر خضر وعازفيه فى مشهد كارثي بشارع التحدي، الأمر الذي أعاد للأذهان مسلسل طويل من حوادث المرور التي أزهقت الكثير من الأرواح بشكل جعل السودان يتربع على عرش الدول العربية في قائمة حوادث المرور.
إعداد: فريق السوداني
حوادث النجوم.. بانوراما الرحيل
قبل أن يُجيب المُجيب على سؤال ( إلى متى؟!) الذي كان شعاراً لأسبوع المرور لهذا العام؛ حصد شارع التحدي أمس الأول أربع أرواح من مبدعي بلادي بقيادة الفنان الرائع المبدع المهذَّب نادر خضر.. وبالطبع يذكر الناس جيداً قبل هذا الحادث المشؤوم حوادث كثيرة راح ضحيتها خيرة أبناء السودان في شتى المجالات.
(1)
ففي مجال السياسة فقدنا سياسيين من الوزن الثقيل كنائب رئيس حزب الأمة د.عمر نور الدائم الذي اختطفته يد المنون في حادث حركة مروِّع قرب القطينة في أكتوبر 2003 وقد رحل معه أمين أمانة الوكلاء في هيئة شؤون الأنصار الفكي عبدالله إسحاق بينما أصيب اللواء محمد عبدالمجيد د. عمر الشهيد والطاهر حربي وسائق العربة.
وقالت إدارة المرور وقتها إن الحادث وقع عند مدخل الخرطوم قرب قرية الشيخ الياقوت عندما اصطدمت عربة نور الدائم بعربة لوري أخرى كانت تقف على الطريق من دون أن تضع إشارات عاكسة، وأفادت التحريات أن السيارة التي كانت تقل الفقيدين والمصابين انحشرت تحت العربة اللوري.
وكان نائب دائرة أم بدة في نهاية الثمانينات صلاح الصديق المهدي شقيق زعيم حزب الأمة قد رحل بذات الطريقة، وعلى ذات الدرب مضى إسلاميون كالتجاني أبوجديري وأحمد حسن أوهاج.
(2)
أما القيادي الاتحادي الشاب محمد إسماعيل الأزهري فما أن فرغ من اجتماع لتوحيد الفصائل الاتحادية حتى منتصف الليل، حتى توجه لمنزل صهره في سبيل إكمال مراسم زواجه بعد عقد قرانه – وفي طريق عودته لمنزله بعد منتصف الليل عبر طريق السيد علي ببحري اصطدمت عربته بعربة نفايات في منتصف الطريق في إبريل من العام 2006.
وقالت إدارة المرور حينها إن الحادث وقع بشارع السيد علي الميرغني بالخرطوم بحري عند الثانية صباحاً حينما كان الفقيد يقود عربته من الجنوب إلى الشمال بسرعة عالية وانحرفت السيارة لجهة اليمين واصطدمت بمؤخرة عربة نظافة ولاية الخرطوم التي كانت تقف على الجانب الأيمن للطريق.
(3)
وفى يونيو 2007 رحل مستشار الرئيس مجذوب الخليفة وشقيقه في حادث بمنطقة البكاش بولاية نهر النيل على بعد 120 كلم شمال الخرطوم على طريق التحدي، وعُزي الحادث إلى انفجار إطارات السيارة مما أدى إلى انقلابها أكثر من مرة.
وفى نوفمبر من العام 2008 دخل الأمين العام لحزب الأمة د.عبد النبي على أحمد في قائمة شهداء الإسفلت بعد حادث مروري على طريق الخرطوم مدني.
أما الداعية الإسلامي محمد سيد حاج فقد رحل في العام 2010 في حادث مروري وهو في طريق العودة من القضارف بعد أن انحرفت سيارته على جانب الطريق واصطدمت بجبل.
(4)
أما في المجال الرياضي فيبقى حادث بعثة فريق المريخ الرياضي بمنطقة أم مغد بالجزيرة فى مارس من العام 2003؛ في ذاكرة كل الرياضيين حيث فقدت جماهير الرياضة قاطبة وجمهور المريخ على وجه الخصوص كفاءات بقامة المدرب المقتدر صديق العمدة والإداري الفذ عز الدين الربيع، و عبد اللطيف الحاج السيد من اتحاد الخرطوم.
(5)
أما أهل الفن فلم يسلموا من حوادث الفن من قبل نادر خضر، فقد سبقهم الشاعر المبدع محمد الحسن سالم حميد بذات الطريقة في حادث حركة بشارع شريان الشمال في مارس الماضي، وكذلك رحل المبدع مجدي النور، وقبلهم غادر دُنيانا بنفس السيناريو معظم أعضاء فرقة الصحوة للإنشاد الديني وفرقة النور الجيلاني الموسيقية، ونجمة نجوم الغد بالإمارات نعمات موسى، وقبلهم قائد فرقة (جاز الديم) عمر عبدو الذي اشتهر بأغنية (حاجة كولن كولن).
أما على صعيد أهل الإعلام فإن أعدادهم لا تحصي ولكن أبرزهم المقدم التليفزيوني محجوب عبد الحفيظ مقدم برنامج (الصلات الطيبة)، وكذلك الأمر مع المذيعات ليلي وهيام المغربي مع شقيقتهما مها إثر حادث حركة بالسعودية وهن يؤدين مناسك الحج في مارس 1999م، أما المبدع مجدي النور فقد رحل في ديسمبر2005 إثر تعرضه لحادث مروري بكبري المنشية.
أما الصحفيون فلم يسلموا من حوادث السير فقد راح بسببها الصحفي بالمشاهد محجوب محمد أحمد والذي انتقل إلى جوار ربه إثر حادث حركة بشارع العيلفون، وأيضاً غادر دُنيانا بذات الكيفية رئيس القسم الاقتصادي بالحرة كمال عثمان.
كل هؤلاء المبدعين غادروا الفانية قبل أن يُلوِّحوا لنا بالوداع ذهبوا إلى الدار الآخرة وفي معيتهم مخزون إبداعي لم ينفد بعد.