فيلم روماني يهاجم المؤسسة الدينية المسيحية

[JUSTIFY]عود المخرج الروماني المثير للجدل “كريستيان مينغيو ” إلى الواجهة، ليفجر كعادته القضايا والتأملات في قضايا الإنسان في بلاده والعالم، منتقداً هذه المرة “الكنيسة” والمؤسسة الدينية ونظامها الصارم، الذي يطبق في الأديرة المسيحية في المدن والقرى الرومانية.
المخرج الروماني المثير للجدل كريستيان مينغيو

وفاجأ المخرج نقاد مهرجان كان بجمالية فيلمه “الحادث” منذ بدايته المبكرة عام 2002 عندما أثبت أنه موجود، وقادم بقوة، حيث تعرض لفترة حكم الرئيس الروماني الأسبق “أندريه تشاوشيسكو”.

وأعاد نفس أسلوبه مع فيلمه الرائع “4 أشهر و3 أسابيع ويومان” الذي نال عنه السعفة الذهبية لمهرجان كان عام 2007، فهو فيلم لا يزال يعرض في الملتقيات والمهرجانات السينمائية، ويحدث الكثير من الجدل والحوار، لأنه يعري الحقبة الشيوعية ويفضح ممارسات الحزب الشيوعي الروماني السابق لبلاده، عبر حكاية فتاة تريد التخلص من حملها قبل انهيار النظام الشيوعي والشيوعية.

ويعود المخرج الروماني “كريستيان مينغيو” بفيلمه خلف التلال، ليفضح الممارسات الفادحة التي تمارس داخل أسوار الكنائس المسيحية، عبر حكاية تعتمد على نص روائي للكاتبة الرومانية تاتانيا نيكوليسكو.

وتذهب بالمشاهد هذه الحكاية والفيلم وهذا المخرج الكبير إلى أجواء أحد الأديرة المسيحية في إحدى القرى الرومانية النائية. تصلها فتاة رومانية كانت تعيش في ألمانيا وجاءت لزيارة صديقتها التي كانت تعيش معها في إحدى دور الأيتام ونشأت بينهما علاقة يلمح لها الفيلم تلميحا على أنها علاقة مقرونة بالعاطفة والجسد.

مشهد من الفيلم

وترفض الفتاة التي أصبحت راهبة ودخلت الدير أن تعود إلى سابق تلك العلاقة، لتتفجر أحاسيس تلك الفتاة القادمة من ألمانيا رغبة منها في التعبير عن حبها لصديقتها القديمة التي عاشت الغربة وساقها الحنين لبلادها ولمن تحب، وحينما يأتي الرفض، وتبدأ تجتاح الصديقة حالة من الألم والهذيان والصراخ، وهو أمر يرفضه الراهب المسؤول عن الدير ومجموعة الراهبات.

ومع تزايد الحالة يتم تقييدها بسلاسل وتربط على لوح خشبي شبيه على شكل صليب داخل إحدى غرف الدير ويتم إقفال الباب بشكل محكم.

وتتطور المواجهات، وندخل زمنا جديدا، حيث البرد يجتاح تلك الأنحاء البعيدة في رومانيا. ويتحول ذلك الدير إلى قطعة من الثلج الأبيض، الذي يحمل دلالات تجمد الأحاسيس وهيمنة السلطة الدينية والفكر الكنسي الذي يقف أمام تلك العلاقات المثلية.

وفي إحدى الليالي تبادر صديقتها إلى فك قيدها، كي تتمكن من مغادرة الدير، وحينما يصبح الصباح.. تظهر تلك الفتاة العاشقة وعلى وجهها ابتسامة، لأنها اكتشفت أن صديقتها لا تزال تحبها. ولكن جسدها المرهق لم يتحمل التعب والتعذيب والصلب والبرد فتموت في ذات اللحظة.

ويتم استدعاء الإسعاف وتجد أنها أمام جريمة، لتصل بعدها الشرطة وتبدأ في التحقيقات التي تشير إلى تورط الدير الذي تشرف عليه المؤسسة الدينية الكنسية في عملية الاغتيال.

وهنا تبدء بداية ثانية للفيلم، إذ يتم ترحيل الراهب وعدد من الراهبات ومن بينهن صديقة الفتاة المتوفاة من قبل البوليس إلى العاصمة للتحقيق معهم، لينتهي الفيلم بمرور سيارة البوليس، حتى تمر سيارة أخرى مسرعة وسط بركة من المياه لتلقي كماً من الأوحال والقاذورات على سيارة الشرطة في مشهد يعطي دلالة عن حالة السوء والفوضى والعفن التي يعيشها الإنسان في تلك الأنحاء، حيث سيطرة المؤسسة الدينية والخلل في المؤسسة الأمنية والإصلاحات.

[/JUSTIFY]

العربية نت

Exit mobile version