الإحساس بالزمن

[ALIGN=CENTER]الإحساس بالزمن [/ALIGN] عند كل انبلاج صباحي جديد تجدنا نستيقظ على ارتجالية غير مستقرة زماناً من جدول أعمال اليوم.. ففي خاطرك انك ستجتمع مع مجموعة «ما» الساعة الثامنة صباحاً حسب ما تمت برمجة ذلك قبل يوم.. وانت في الطريق على مداخل موقع الاجتماع يستقبلوك ببرجلة واضحة قائلين «تم تعديل موعد الاجتماع ليصبح الساعة الثانية عشرة.. آسفين فات علينا أن نخبرك بذلك» فتضطر ان تتجاوز هذا الاجتماع باعتبار انك مرتبط بموعد اخر في تلك الساعة وتعود أدراجك الى الموقع المحدد لتجد ان عرقوباً قد غير موعده لأنه تذكر فجأة ان هناك واجباً اجتماعياً يحتم عليه المشاركة فيه فتتجاوزه الى الالتزام الزماني الاخر الذي تراه يترجل من موضعه وزمانه من نقطة لاخرى لتجد حصيلتك في اليوم ترحيل المواضيع الى وقت اخر لتجد انك في حالة ترحال زمني.. ليأتي الزمان الذي تكون فيه مزدحماً لا محالة.. فهل الاحساس بالزمن اصبح ضعيفاً لهذا الحد البعيد في ظل الحوجة للثانية الواحدة.

الزمان زمانك:

.. دائماً ما استحضر مقولة جدي لوالدي الراحل «الصديق ود الحسين».. أيامكم في تحسين.. عندما أجد بعض الابهة او بعض الترف في الشيء الذي أمامي.. فقد كان رحمه الله يكثر من هذه العبارة كلما أحس بأن الذين أمامه يرفلون في ثوب النعمة الزائدة.. فإن وجدهم نائمين نهاراً قال لهم «راقدين.. ايامكم في تحسين» واردف انا معها ترنيمة الغنيوة «الزمان زمانكم».. فعندما يقهرنا من يترأس توزيع الواجبات.. بأن هذه الجزئية الصعبة من نصيبي فيمور صدري همهمة واتناول العبارتين واتحسس ان هذا الموزع قد صارت ايامه في تحسين والزمان زمانه وان زماننا لم يأت بعد فأرفل في ارتجالية سودانية مع مهلة الزمن الذي لم يأت بعد وتشدني رؤى فضفاضة لمقبل الايام التي لم تأت بعد لنقوم فيها بممارسة التحسين هذا ونغني ملء الفوه. فهل ستطيب أيامنا وينداح الزمن فيها دقائق وثواني لنثمنها بحقها وحقيقتها.

مضى الزمن

من بين الوجوه التي تحس انك تراها وانت غارق في لجة بئر عميق فلا تشعر الا بأنها وجوه جاءتك من زمن ماضي من امس سيان ان كان قريباً او بعيداً وان حاولت ان تقفز فوق محاولة المعرفة الى فكرة انك لم ولن تنس احداً ادخل على حياتك فصولاً من الاحداث المفرحة او البائسة.. فهل ان مضى بهم الزمان بعيداً عنك تظل هناك امكانية للعودة بذات الألق والبهاء ام ان الزمن الذي مضى لا تعود فصول احداثه ثانية الا جراحاً ونتوءات مقرحة على جدران إمعاء الثواني والدقائق والساعات.. فهل حقاً مضى الزمن كله بلا عودة.

يا زمن وقف شوية

ليته يسمع الكلمات والامنيات.. ليته يمتلك خاصية ان يتوقف كما تتوقف وسائل مواصلاتنا المتعثرة هذه الايام.. ليته يمتلك اقداماً يمكنه بها الوقوف والتحرك.. ليته وليته.. لكنه يمضي بلا توقف.. انه لا ينظر الا المرور السريع.. حتي إن قلنا إنه ينظر أمامه نراه يمضي بلا تبصر ولاتصبر يمضي فحسب.. يتحرك قدماً نحو المحطات التالية.. فلا جدوى ان تستجديه الوقوف او البقاء.. فالتغافل والتغابي هما وحدهما اللذان يجعلانا نتخيل انه يمكنه التريث والبقاء.. اذن «يا زمن لا تقف شوية» ما دام الوقوف بحجم هذه «الشوية».. فماذا تفيدنا هذه الوقفة مادمت ستواصل.. انت تمضي ولا تعرف احساس هذا المضي الا على خريطة وجوهنا وتجاعيدنا.

اخر الكلام-احسسنا به ام لم نحس.. كان زماننا او زمان غيرنا مضى ام توقف لابد ان يقول الزمن كلمته الماضية.. ودمتم

سياج – آخر لحظة – 9/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version