و هناك بعض الإسلاميين يعملون على تغيير هذا النظام من داخله بالعنف والقوة حتى يحافظوا على وحدة السودان).
هكذا صرَّحت السيدة (الدكتورة مريم الصادق المهدي) من بعد إحجام طويل للصحف.. وآليات التغيير التي تحدثت عنها الدكتورة «أُنيبت» لصعوبة التنفيذ في ظل هيمنة السلطة.. فالتغيير المدني مقيّد بقوانين ترى الدكتورة أنها محفوفة بترويع أجهزة الأمن، وأن بعض منسوبي النظام يمارسون الإقصاء لإخوانهم داخل المؤتمر الوطني.. وهي طريقة خطيرة ويجب أن تُغيَّر.. وترى الدكتورة أن سيناريوهات الإصلاح لا تناسب الوضع والأجدى التغيير، خاصة وأن هناك أوصافاً مخيفة مثل سيناريو يوم القيامة والخراب ومثلها تجر البلاد إلى سيناريو الوصاية الكاملة..
مثل هذا الحديث يحتاج لوقفة فهل وصل المؤتمر الوطني للدرجة التي يحتاج فيها لتغيير كامل ليصل طائعاً لإفساح المجال لحكم جديد حتى يجنب البلاد المآلات المتوقعة؟!.. وهل حقاً عمد النظام الإنقاذي لإجراء التغيير من الداخل ليتفادى خيار التغيير والبعد من سطوة الحكم؟… فهل سأل أهل النظام أنفسهم عن مدى صحة هذا الرأي؟… وفي دنيا السياسة لا ينفصل عالم الآراء عن بعضها الأخذ بالاعتبار مهما كان فحواها.. وأضحكني رأي أحد المعلقين الذين يمكن أن تصنفهم بالأقرب إلى المعارضة منها للحكومة، عندما قال مخاطباً بعض المنظراتية «إنتوا أكان قايلين الجماعة ديل بفكوها ليكم ساي بتضحكوا على روحكم وما تقولوا الانفصال بضعف حكمهم.. والله ديل حيتمسكوا بالحكم لو وصلوا حد حكم محلية صغيرة…»… وهكذا هو عالم الحكم إن حاولت أن تجد فيه مداخل ومخارج للزهد صعب عليك ذلك.. فالملك يهبه الله لمن يشاء وينزعه نزعاً إن أراد ذهابه.. وليفطن الناس لكلمة النزع التي لا تعني التنازل طوعاً أو النزول عنه إلا تحت وطأة «الشديد القوي».. ففي الدول العظمى هذا الشيء القوي هو الانتخابات النزيهة والديمقراطية الممبرمجة.. ولك أن تتخيل مدى الالتزام الكامل الذي يمارسه هؤلاء تحت وطأة الانتخابات ونتائجها في فترات زمنية معقولة… ورغم أن بلادنا الآن في مفصل تاريخي إلا أن أمر التغيير يجب أن يكون فيما بعد تحديد المصير الذي أصبح محتوماً حتى يتجنب الشمال المصير المجهول.. أم ترى الدكتورة غير ذلك.. والكلام بعد الاستفتاء.. ورأي آخر يخيف الشارع الآن صرح به الأستاذ غازي سليمان فحواه أن الشمال سيرى وجهاً آخر لنظام الحكم بعد انفصال الجنوب عبَّر عنه بأنه سيكون «نظاماً طالبانياً»… فسرى هذاا لقول في الشارع كما تسري النيران في الهشيم وصار الناس يتوقعون درامات مثلها مثل ما حوى نظام طالبان من فصول وأحداث… رغم أن الحكومة في شقها الشمالي في آونتها الأخيرة أبدت وتبدي بعضاً من المرونة والسهولة، لكنها لم تصل مرحلة «ترك الحبل على الغارب»…
حال البلاد في هذه الأيام يشبه نفسه حيث لا شيء يناسب التشبه إلا ما هو قائم… فهل علا صوت الوطن فوق الأجندات الضيقة ورفع الكل التمام لهذا الوطن الذي يتهدده «بلع» كل الأجندات وتبريرها و«هضم» مراراتها على صعوبة طعمها، حيث يستعصى بعدها إخلاء الأمعاء..
آخر الكلام:-الكل له رأي… الكل ينظر من زوايا مختلفة.. ونصف رأيك عند أخيك فهل أخوك قدر هذا الرأي والظروف مكاناً وزماناً… هذه الأيام يجب أن يتسامى الكل عن ما يرى لتتسع حدود الرؤية الكاملة… ودمتم في رحاب سودان من حلفا إلى (…..) حسب ما ترضون منه موقعاً…
سياج – آخر لحظة – 8/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com