وان كان قد اصبح من العادي والعادي جدا ان يدخل موظف المؤسسة بعد الدوام، ولكن لماذا لا يرتضي البعض لانفسهم المساءلة؟
«حب العمل من حجم العائد»، كانت هذه هي بداية حديث الموظف هيثم خالد الذى قال إن تأخير الموظفين وعدم الالتزام بالمواعيد المحددة فى المؤسسات الحكومية والخاصة بات سمة مميزة لها، فالموظفون يأتون الى مكاتبهم من غير رغبة، والاسباب واضحة ولا تحتاج الى تفسير، فكثير من الموظفين عندما يتم استيضاحهم عن اسباب التأخير يعزونها الى صعوبة المواصلات واسباب واهية، لكن الذى يريد ان يلتزم بمواعيده يمكنه فعل ذلك، فالمواصلات ليست سبباً مقنعاً، واضاف هيثم قائلاً: اذا كانت المؤسسة تكفل للموظف حقوقه ومرتبه يغطي جميع احتياجاته لما اصيب بالملل وعدم الرغبة فى الحضور والالتزام بالمواعيد المفروضة، وبث شكواه من غياب البيئة الاجتماعية فى المؤسسات الحكومية والخاصة التى تسهم فى اداء العمل على أكمل وجه، لكن هنالك مجموعة من الاشياء تراكمت مما أدى الى استياء الموظفين.
وقد لاحظ أحد مديري المؤسسات الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه، ان اغلبية الموظفين لا يعطون ادنى اعتبار للالتزام بالمواعيد، فعندما تستوضح احدهم لمعرفة اسباب تأخره تأتي الاجابة بأن هنالك صعوبة في المواصلات، ولكنها تبدو غير مقنعة. وقال ان تسيب الموظفين واحد من اسباب الخلل بالمؤسسات العامة، واضاف قائلاً إنه بجانب التأخير نجد كثيراً من الموظفين مصابون بالتوتر وعدم الاستقرار الذى يتضح من خلال حركتهم داخل وخارج المؤسسة، لكنه رجع واستدرك قائلاً ان الظروف الاقتصادية والضائقة المعيشية لها اثر على حياة الناس، وبات الموظفون يبحثون عن زيادة دخلهم لتلبية احتياجاتهم اليومية التى لا يكفيها المرتب، مما يؤدي الى ارهاق الموظف الذى يأتى فى صبيحة اليوم التالى بخطى متثاقلة.
ولكن نهاد عبد المعز قالت إن المشكلة الأساسية التى دفعت الموظفين وجعلتهم في حالة تسيب دائم، هي افتقار بعض المؤسسات الى ادوات الرقابة والضبط، فالانسان بطبعه اذا لم يجد من يقف عليه فمن المؤكد سيعمل بما يرضيه فقط ولا علاقه له بما حوله، لذلك يجب على رؤسائهم ان يتعاملوا معهم بحسم وجدية حتى لا تعم الفوضى المؤسسة.
وبعد الحديث مع نهاد التقينا موظفة من موظفات إحدى المؤسسات التي فضلت حجب اسمها، وقالت: ليست لدينا مساحة للتسيب والتأخير عن الزمن المحدد، فإدارة المؤسسة توفر ترحيلاً للموظفين.
غير أن وجود الكثير من الموظفين ليس الا حضور جسماني وغياب عن ساحات العمل، بحيث يحضر البعض الى مكاتبهم ويقضون جل وقتهم به، ولكنهم يعيشون مللاً يضطرون معه للخروج الى معتركات أخرى وساحات بعيدة عن نشاطهم، لنجدهم يلهون انفسهم بتصفح الانترنت او الانشغال بحل الكلمات المتقاطعة وشرب الشاي، أو التجمع في مجموعات يسترجعون فيها احاديث الماضي وحكاوي الحاضر، ولكن تتكرر الأعذار لتخرج النتيجة واحدة في النهاية بأنه لا يوجد عذر منطقي للتأخير عن بداية الدوام، وطالما ارتضى الموظف لنفسه هذا العمل فبالمقابل عليه الالتزام والايفاء بالتزامه تجاه المؤسسة التي يعمل بها. [/JUSTIFY]
الصحافة – تهاني ..هويدا ..هند