ولكن في سياق رحلات التطور والتقدم والانفتاح على العالم، أصبحت هناك محلات متخصصة في الخرطوم لتقديم خدمات المساج للزبائن، وعلى ايدي خبراء متمرسين، ولكن ما يثير حفيظة الكثيرين هو أن هذه الخدمة تقدمها الفتيات للرجال، وهذا ما يتعارض مع ثقافتنا الاسلامية وعادتنا والتقاليد عامة، ولكن هل سيأتي يوم يكون فيه مثل هذه المحلات جزءاً من تفاصيل حياتنا اليومية؟
وهذا ما استنكرته إنعام السيد «ربة منزل» في حديثها لنا، حيث قالت: إن مثل هذه الاماكن تساعد على تفشي الفساد وسط الشباب خاصة، ولا بد من وضع ضوابط صارمة لعمل هذه الاماكن، وأن تكون تحت اشراف سودانيين حتى لا يترك الحبل على الغارب للأجانب حتى ينشروا ثقافاتهم.
ولكن شادية النور ذهبت إلى اكثر من ذلك، لتطرح تخوفاتها مباشرة، قائلة إن ذلك من شأنه فرط عقد الاسر خاصة بالنسبة للرجال المتزوجين، الامر الذي رده حسين عمر الي تقصير الزوجات في دورهم تجاه ازواجهم، وخروجهن الى العمل وصب اهتمامهن عليه، في وقت نجد فيه أن هناك من تخرج للعمل ليس للحاجة، مما يكون حتماً خصما على ادائها لواجبها على أكمل وجه، الأمر الذي يضطر الرجل إلى البحث عمن يقدم له خدمات التدليك وان كان بمقابل مادي، وانه لو قدمتها الزوجة لزوجها لكان افضل بالتأكيد.
وفي الجانب الآخر لا يرى نورين سالم الطالب الجامعي أي ضير من ذلك، بحجة قوله انه محل تجاري يقدم خدمات للجمهور، وإن كانت هناك أية مقاصد من وراء العمل فيه لكان من الافضل تقديمها في الخفاء من وراء حجاب، واستدرك بقوله ان الاحتجاج على محلات المساج يرجع الى رفض القيم ومعتقدات المجتمع السوداني لهذا السلوك.
أما الحاجة فاطمة «بت أحمد» التي على ما يبدو في منتصف العقد السادس من عمرها، فقد عقدت حاجبها استغرابا وهي تسمع الي حديثي قبل أن تنبس ببنت شفة لتقول لي في بادرة قولها: «مخير الله». وبعدها أضافت قائلة: «في زمنا كان في بصير في الحلة يخدم الصغير قبل الكبير، وكان هناك أحمد الخبير، وبقولوا ليهو الخبير لأنه بيعرف أي شيء.. بيطلع الفلايت والقطايع وبجبر الكسر والشق، وكانت فاطمة بت أبوها بتعرف الضلع الغاطسة وتطلع الشراشيف والقطايع والفلايت، وتقول ليك اتمسح بي زيت السمسم تصبح الصباح زي الحصان نشيط .. وتواصل شغلك زي العجب، ولكن تبدل حال الزمان وما معروف الناس ماشة لي وين.. بس ربنا يهون» صحيفة الصحافة