[ALIGN=CENTER]طاقة باقانية [/ALIGN]
لا استطيع أن أخفي إعجابي بجسارة هذا «الباقان أموم» ولا تعجبوا مني إخوتي وإحبائي الشماليين.. ومصدر الإعجاب أن لهذا الرجل موقف واحد تجاه إيمانه بقضيته لا يحيد عنه بكل قوته ليستميت في ذلك اختلفنا أو اتفقنا معه ومع طريقته إلا أنه يعطينا الإحساس بأن الأمل في الحصول على الوحدة عبر معبره مستحيل وهو مسؤول السلام الذي لا يرى إلا الانفصال سلاماً.. ففي إشارته الضمنية للتسجيل في المركز المقام في ضريح الراحل «د. قرنق» دلالات يفهمها باقان على أنها إستراتجية حيث يرى أن الضريح مقام مقدس وقد سجل ورفاقه من الحركة خاصة القادة في هذا المركز الذي قبروا فيه الداعي لمشروع السودان الجديد الذي يقول عنه باقان إنه مشروع سينفذ بعد الانفصال في شمال السودان «عرفتم الآن سر إعجابي بعزيمة هذا الرجل» فبعد أن يقيم دولته يطمح في أن يشكل لنا سوداننا الشمالي.. سودان الجلابة الذي ينفيه عن دولته الوليدة أن تكون «جلابة تو».. وحقيقة لا أريد أن أبخس همة أبناء الشمال ولكني أتمنى أن أرى «باقان الشمالي.. الجلابي» الذي يوازي الطاقة التي يتحرك بها هذا الباقان الجنوبي الانفصالي.. وهمته تعجب في زمن الإحباط والتساهل في الإيمان بالقضية أياً كانت القضية.. فليت الكل يتحرك بهذه الطاقة الباقانية التي يستمدها من تاريخ حياته في سنين السياسة «لتها وعجنها» ولأنني شمالية طيبة السريرة لا أنظر لهذه الطاقة الباقانية على أنها طاقة مجحفة وعنصرية وكارهة للشمال بقدر ما أنظر إليها بأنها مشروع ومخطط عمل الرجل لأجله بكل ما أوتي من قوة دون اعتبار لما يحدث في الواقع السوداني من تمازج وتصاهر بين الشمال والجنوب فكلنا في نظره جلابة حتى الحكومة التي أجلسته على دفتها في وقت ما ما وجدت منه إلا الوصف «بأنها حكومة الدولة الفاشلة».. إذن الخط الذي يذهب فيه هذا الرجل يوضح بجلاء أنه لم يكذب على نفسه أو على الآخرين فقد كان واضحاً في إحساسه وعمله تجاه الجلابة من البداية حتى النهاية ويطمح الآن في تشكيل دولتنا بعد أن يقطع منها الجنوب استقلالاً مسنوداً من القوى العالمية الجامدة.
ü آخر الكلام
بالتأكيد الإيمان بالقضايا يعطي طاقات تفوق أحياناً طاقات الآلية الحديثة لأن مواردها هذا الإنسان مفجر الثورات.. ودمتم.
سياج – آخر لحظة – 2/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com