وكان النفط يمثل 90 بالمئة من الصادرات لكن الاقتصاد الحكومي تعرض لصفعة قوية عندما حصل جنوب السودان على استقلاله في يوليو تموز وأخذ معه أغلب احتياطيات الخام المعروفة.
ويحاول السكان منذ ذلك الحين التكيف مع التضخم الذي يبلغ نحو 30 بالمئة وتراجع سريع في قيمة العملة في دولة يعاني اقتصادها بالفعل من عقوبات تجارية وتكلفة تجدد القتال مع الجنوب ومع متمردين.
وقال الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض في حديث مع رويترز أجري في الخرطوم في الفترة الأخيرة “كراهية النظام تتعمق وهذا أمر في غاية الخطورة. إذا خرج الجياع في ثورة سيحطمون ويدمرون… أتوقع ألا يتأخر ذلك كثيرا.”
وكان الترابي من أبرز الشخصيات السياسية في السودان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ومازالت تصريحاته تجتذب اهتمام الكثيرين.
لكن الزعيم الإسلامي والمرشد الروحي السابق للرئيس عمر حسن البشير شهد تراجعا كبيرا في نفوذه منذ ان اختلف الرجلان.
ورفضت الحكومة السودانية تصريحات الترابي قائلة إن الأوضاع الاقتصادية ليست بهذا السوء.
وقال ربيع عبد العاطي مستشار وزير الإعلام السوداني إن ما يقوله الترابي ليس مبنيا على الواقع والوضع الاقتصادي ليس بالسوء الذي يصوره. وأضاف إن الأوضاع كانت أسوأ كثيرا في الثمانينات.
وتابع أنه لم يكن هناك بنية اساسية أو نفط أو تنمية أو كهرباء. مشيرا إلى أن الأوضاع اختلفت كثيرا.
ورسمت احدث البيانات صورة قاتمة للاقتصاد السوداني.
فقد ترك فقد إيرادات النفط البلاد بفجوة قدرها 2.4 مليار دولار في المالية العامة فضلا عن عجز تجاري قدره 540 مليون دولار في نهاية هذا الربع من العام بالمقارنة مع فائض قدره 1.7 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
ورفعت الحكومة الرسوم الجمركية وضريبة التنمية الاجتماعية بنسبة 66 بالمئة.
وقال الترابي “الحكومة مفلسة تماما. إذا زاد الجوع بين الناس إلى جانب اسباب أخرى للغضب… نشعر بالقلق من ثورة قادمة تقود إلى الفوضى.”
ولم تنجح احتجاجات استلهمت انتفاضات الربيع العربي في ان تترسخ في السودان حيث حرية التعبير مقيدة بدرجة كبيرة لكن احتجاجات الخبز أسقطت حكومات سابقة في دولة كانت من قبل من أكبر دول افريقيا.
وفي عام 1985 قادت مظاهرات استمرت عشرة ايام فقط ضد ارتفاع الأسعار إلى الإطاحة بالرئيس جعفر النميري.
وإلى جانب الصراعات الحدودية مع الجنوب يواجه الجيش السوداني تمردات من جانب جماعات في دارفور وميليشيات في ولايات حدودية أخرى يتهم جنوب السودان بدعمها لكن حكومة الجنوب تنفي ذلك.
وفقد السودان ثلاثة أرباع انتاجه من النفط الخام الذي كان يبلغ 500 ألف برميل يوميا مع استقلال الجنوب بموجب اتفاق أبرم في 2005 لانهاء حرب أهلية استمرت نحو 20 عاما.
وقال الترابي إن أكبر خطأ ارتكبته الحكومة هو تدمير القطاع الزراعي الذي كان يمثل في أوائل التسعينات الصادرات كلها تقريبا.
وقال “إنها سياسة غبية. الزراعة قتلت في السودان بسبب النفط
رويترز