العاشر من مايو .. أربع سنوات على غزو أم درمان

[JUSTIFY]يوافق هذا اليوم مرور أربع سنوات على الهجوم الغادر لحركة العدل والمساواة على مدينة أم درمان.. أراد خليل إبراهيم حينها الاستيلاء على السلطة بالقوة واستطاعت القوات المسلحة دحر هذا الهجوم المسنود وقتها بجهات خارجية أرادت شرخ وتقسيم جسم السودان الوحد..

كثير من اللغط والآراء تبعت هذا الحدث منها كيف لهذه القوات أن تدخل بهذه السهولة وتعيث فساداً في أطراف أم درمان ثم بعد ذلك يتم صدها بشراسة لتتراجع وتلملم أشلاءها مدحورة مذمومة

وقائع الهجوم والفوائد

أغلب الآراء توافقت على أن تخطيط خليل إبراهيم باء بالفشل الذريع ليس في أم درمان وحدها، ولكن من قبل في غبيش والفاشر ولم يكسب سوى العداء وكره المواطنين، إلى جانب أن قوات خليل لم تفلح في معرفة وتحديد اتجاهاتها داخل أم درمان مما أفقدها عنصر المفاجأة حتى شك البعض أن هناك طابوراً خامساً كان من المفترض أن يوجهها فضلاً على أن القتال داخل المدينة لوجود مبانٍ لم يؤت الثمار التي كان خليل وقواته يريدون قطفها لو لم تقطع القوات المسلحة أياديهم وتدخل في قلوبهم الرعب.. ويبدو أن الدروس السابقة لم تستفد منها حركة العدل والمساواة ولا غيرها حتى الحركات التي ما زالت خارج ركب السلام الذي يمكن أن يحوي الجميع لكن بشرط العقلاء فقط وليس الهمج ومن ينفذون أجندة الغرب.

هناك الكثير من ما تناولته وسائل الإعلام حول هذا الشأن يرى بعضها أنه كان من المفترض مجابهة المعتدين خارج أم درمان باعتبار أن الأضرار التي نجمت كانت أقلّ مما كان، بينما يؤكد آخرون أن الهجوم داخل أم درمان عجل بالقضاء على المرتزقة وذلك لتصدي المواطنين مع قواتهم النظامية وهو الذي كان.

أما القوات المسلحة استفادت برأي عدد ممن أدلوا بآرائهم حول الحدث منها، على سبيل المثال لا الحصر، تم تعزيز تأمينات إضافية على مداخل المدن وزادت من طول «قوة استشعارها» بطول حدود البلاد مما كان له الأثر في الأمن والاستقرار الذي عاشه المواطن عقب تلك الفاجعة.

سياسياً تكشف للمهتمين بهذا الشأن أن وراء هذا الهجوم أيادٍ خارجية عادت السودان بإرادتها أو وجدت نفسها مرغمة على ذلك وكالعادة ووفق سياسة التروي التي تتبعها الدولة استطاعت أن تقلب الموازين السياسية وجعلت عدو الأمس صديقا ثم شقيقاً، بل زاد فضل السودانيين على الآخرين بأن أصبح الشقيق أيضا صهراً واختلطت الدماء، فلا عداء بعد اليوم- يرى البعض أيضا أن وراء هجوم أم درمان كان دفع خليل وقواته كبش فداء ربما لحكمة كان يعلمها الله وهل من كانوا يسندونه أرادوا حرقه تماماً زد على ذلك أن قواته كانت تضم مجموعة مرتزقة أراد منهم خليل أن يكونوا نواة لدولته التي كان يحلم بها ونسي أنه بفعلته هذه قام نهاراً جهاراً باستفزاز الشعب وليس القوات المسلحة وحسب.
دروس وعبر:

كانت أم درمان التاريخ تلقن المستعمر دروساً وها هي الآن وبجدارة تذكر كل من تسوِّل له نفسه أنها ما زالت بذات القوة وتشكل سداً منيعاً لكل من أراد التربص ليس بها وحدها فكل المدن السودانية تصرخ أنا أم درمان.

وبحسب المحللين أنه كل ما كان هناك جلل أصاب أهل السودان إلا وقويت شوكتهم واتحدت كلمتهم وتداعى الجميع «أن حيى على الفلاح وحماية الأرض والعرض»، لكن مع هذا كله يتساءل البعض أليس من المنطق العسكري رد العدوان قبل أن تزيد نبضات ونزوات التشفي والغدر في روحه.. مع الأخذ بأن روح الدفاع في كل الأحوال بحسب عسكريين أقوى من روح المعتدي نتج عن ذلك قلة خسائر أرواح ومملتكات القوات المسلحة بينما لحق الدمار بالقوات المعتدية.

ما بين أم درمان وهجليلج

ذات القوة الخارجية تكرر مآسيها مرة أخرى، دروس وعبر كثيرة هي تلك التي يمكن أن يستفاد منها-ليس يوم العاشر من مايو 2008 فقط، بل سبقتها دروس هجوم كسلا على يد الحركة الشعبية والأمثلة كثيرة على تلاحم الشعب مع قواته المسلحة والدفاع الشعبي.

قضية إسقاط النظام من خارج السودان أصبحت أملاً مكشوفاً والالتفاف حول أناس ونفر لتأدية هذا الدور أصبح هو الآخرغير مجدي، لغة السلاح والمواجهة العنيفة لا مكان لها في أرض الواقع.. هجليج هي الأخرى صرخت بأعلى صوتها «أنا أم درمان» وما كان لمن سمعها مدوية إلا أن تراجع تماماً عن فكرة شل اقتصاد السودان و من ثم تأجيج الوضع بالداخل هنا في هذه اللحظة بالذات لابد من تنظيف وتجفيف منابع الخيانة والعمالة الكثير من المهتمين بالشأن يلحون ويطالبون أن يكون الاستعداد مائة المائة، لأن مسلسل الاعتداءات لن يتوقف وحلقات الدروس والعبر من القوات المسلحة بدورها على استعداد تام لإفهام من لم يفهم بعد، مع العلم أن الدعوة مفتوحة بأن تعالوا إلى السلم كافة. [/JUSTIFY]

تقرير: حالي يحيى
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version