ما أغنى عنه ماله وما كسب ؟!

[ALIGN=CENTER]ما أغنى عنه ماله وما كسب ؟! [/ALIGN] المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين والتكرار يعلم الحمار.. هذا في كل بلاد الدنيا، ولكن بلادنا استثناء، فلا الحمار تعلم من كثرة التكرار، ولا المؤمن اتعظ من كثرة اللدغ، وليس لأحد تفسير أو تبرير لما يحدث، ولماذا يحدث .. ومتى يتوقف!!* فى كل عام يأتي الحجاج السودانيون بعشرات القصص عن المعاناة والمآسي التي واجهوها في الحج بسبب سوء التنظيم الحكومي السوداني في السفر وأداء الشعائر والعودة إلى الديار والأهل، ولكن يزداد الحال سوءاً كل عام وتتضخم المأساة .!!* قد يكون من العبث أن نورد هنا بعض أمثلة ما تعرض له الحجيج هذا العام من المعاناة والآلام، فهي لا تختلف عن ما حدث في العام الماضي وقبل الماضي وقبل قبل الماضي وقبل عشرين عاماً، هي هي نفس المشاكل ونفس القصص ولكن على ألسنة مختلفة، وقد تأتي على نفس الألسنة، وتنصب اللعنات على نفس المسؤول الذي لا يتعلم من فشله المتكرر، ولا يريد في نفس الوقت أن يترك المهمة لغيره، بسبب المال الذي يجنيه في الدنيا ثراءً ونعمة، وسيجنيه في الآخرة لظى ولهيباً وخلوداً في النار ..!!* أربعة أيام بلياليها ظل فيها الحجيج يقيمون بمطار جدة ينتظرون الطائرة التي لا يعرف أحد متى تأتي، قضوها في معاناة لا يحتملها الجبابرة العتاة، فما بالك بمن تجاوز عمره الستين والسبعين وليس لديه ما يشترى به زجاجة ماء، ولولا ما تكرمت به عليهم سلطات مطار جدة من بعض ماء وطعام لماتوا من العطش والجوع وظلم حكومتهم التي تفضل عليهم حفنة مال زائل ..!!* ثم ليتكم رأيتم نظرات الشفقة والسخرية التى ينظر بها جميع من في المطار إلى حجاج السودان الذين تتركهم حكومتهم أربعة أيام بلياليها بلا حتى مجرد جواب لسؤال ظلوا يرددونه عن موعد عودتهم إلى السودان وسط الدموع والآهات والإحساس القاتل بالدونية والهوان مقارنة ببقية الحجيج، ولا أحد يتطوع بالإجابة !! لا شك أنك لو كنت أحد رعايا العالم المحترمين الذين رأوا هوان الحجيج السودانيين ودموعهم في مطار جدة، لتساءلت في دهشة واستغراب .. (لو كانت هذه هي المعاملة التي يجدها حجاج بيت الله من حكومتهم التي تدعي العبودية لله والحكم بما أنزل بل، فكيف تتعامل مع غيرهم ؟)، أو لربما كان السؤال ..(لو كانت هذه معاملة الحكومة المسلمة لرعاياها، فكيف تكون معاملة الحكومة الكافرة ؟!).* وليت معاناة الحجيج توقفت على مطار جدة، فهاهم الذين تكدسوا في مطار جدة أربعة أيام، يتكدسون ويذرفون الدموع في مطار الخرطوم ولا يعرفون متى يعودون إلى أوطانهم ..!!* نفس المأساة تتكرر كل عام، ونفس المقالات تمتلئ بها الصحف كل عام ونفس أحاجي الأطفال تتفوه بها الحكومة كل عام، والحال هو نفس الحال، فهل نحن أكثر كفراً من أبي لهب أم أغبى من الحمير؟!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
29/11/2010م

Exit mobile version