وأشار الكاتب الذي يوصف بأنه خبير في الشأن السوداني إلى أنه لم يكد يمر عام على انفصال جنوب السودان حتى بدأ وكأنه يتوجه إلى الحرب مجددا مع جيرانه في السودان، بل إن المهمشين في السودان نفسه، ثائرون ضد حكومة الرئيس السوداني عمر البشير.
وأضاف أنه صحيح أن المجتمع الدولي دعا السودانيين إلى وقف إطلاق النار وإلى التفاوض من أجل السلام، ولكن العودة إلى العنف يمكن أن لا تكون مؤشرا سيئا.
وعلل الكاتب قوله بأنه عندما يقتل بعض الجنود بعضا في المعركة، فإن النتيجة تكون أقل تدميرا بشكل كبير من ترك آلاف الأطفال والنساء يتضورون جوعا حتى الموت، وهم ينتظرون مفاوضات سلام لا يلوح في الأفق وربما لن يأتي أبدا.
“الجنود عندما يقتل بعضهم بعضا في المعركة، فإن النتيجة تكون أقل تدميرا بشكل كبير من ترك آلاف الأطفال والنساء السودانيين يتضورون جوعا حتى الموت، وهم ينتظرون مفاوضات سلام لا يلوح في الأفق وربما لن يأتي أبدا”
التضور جوعا
وقال إنه لا يمكن الوثوق بحكومة البشير بدعوى أنها نقضت الاتفاقيات بشكل ممنهج على مدار سنين، ولأنها وقعت عشرات المعاهدات، ثم سرعان ما نقضتها، مضيفا أنه من المفارقة أن اندلاع حرب أهلية شاملة في السودان قد تكون الطريقة الفضلى للإطاحة بالبشير والتقليل من حجم الخسائر، وأن الصراع المنخفض الحدة من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية.
وشكك الكاتب في مقولة إن الصراع بين السودان وجنوب السودان كان صراعا دينيا، بين مسلمين في السودان ومسيحيين في الجنوب، واعتبر أن سببه استغلال الحكومة “العربية” للجماعات غير العربية بما فيها من مسلمين ومسيحيين على حد سواء في أنحاء البلاد.
وضرب الكاتب أمثلة على ذلك باستغلال الخرطوم للمسيحيين في جنوب السودان والمسلمين في دارفور في الغرب والبجا في الشرق والنوبيين في الشمال والنوبة في كردفان، وقال إن حكومات الخرطوم استغلت كل تلك الشرائح السكانية منذ القرن التاسع عشر الميلادي.
وأضاف أن أهالي جنوب السودان هم الوحيدون إلى وقت قريب الذين أدركوا هذا الاستغلال، وذلك لأنهم ليسوا عربا ولا مسلمين، موضحا أن السكان في بقية أنحاء البلاد عاشوا أكثر من 150 عاما تحت وهم اعتقادهم أنهم يشتركون في القيم الأساسية مع ما سماه المركز العربي.
كما أشار الكاتب إلى انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، داعيا إلى ربيع سوداني من أجل الحرية، حتى وإن كان ذلك عن طريق الحرب بوصفها الحل الأخير للصراع المتفاقم.[/JUSTIFY]
الجزيرة