واوضح الخبير الدبلوماسى السفير عبدالغفارمحمد أحمد ان مجلس السلم والأمن الأفريقى لديه خارطة طريق جاهزه ومفصلة تسعى لإخراج دولت السودان من نفق الحرب، حددت سقفاً زمنياً مشروطاً لحسم الخلافات عن طريق التفاوض والا بعد ثلاثة أشهر سيتم تحويل الملف الى مجلس الأمن بصلاحيات الفصل السابع من الميثاق الدولى، وقال عبدالغفار لـ «الصحافة» ان مجلس السلم والأمن الأفريقى يتحرك حالياً فى المحيط الإقليمى وفق صلاحيات البند السادس بتفويض من مجلس الأمن متخذا وسائل دبلوماسية لحل النزاعات فى القارة عن طريق الوساطة وطرح الحلول وحض الأطراف المتنازعة الى طاولة المفاوضات، واضاف ان المجلس الأفريقى حال فشله فى فترة الثلاثة أشهر التى حددها للطرفين بحل خلافاتهما، سيفتح الطريق امام اتجاه الضغوطات منحى أكثر تشدداً من بينه التدخل الدولى عبر البند السابع بحجة حفظ السلام والأمن العالمى، وقال عبدالغفار ان مجلس الأمن الدولى متابع عن كثب للأحداث التى تدور رحاها بين السودان ودولة جنوب السودان بدليل الضغوط التى يمارسها على دولتي السودان وتشديده على وقف القتال وإدانته لإحتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج ومطالبته للسودان بضبط النفس ووقف طلعاته الجوية، واوضح عبدالغفار ان تجدد القتال يفتح الباب لإجراءات إضافية للتدخل الدولى متوقعا حال استمرار الأوضاع على ما هى عليه ان يقدم مجلس الأمن الدولى على تفويض الإتحاد الأفريقى بالتدخل المباشر ونشر قوات دولية افريقية لحفظ السلام ويصبح العنصر أفريقياً الا ان التمويل والتفويض دولى، وارجع عبدالغفار الضغوط الشديدة والمتحاملة على السودان الى الدوافع الكامنة من وراء التحركات الأمريكية، والتى قال انها لعبت دوراً ما فى كواليس ماحدث فى هجليج، ولا يرى ان هذا الدور بعيد عن مخاوفها من تزايد النفوذ الصينى فى افريقيا بشكل عام وفى البلدين بشكل خاص، مشيراً الى ان الصراع الأمريكى الصينى بدا واضحاً للعيان، خاصة وان الغرب كان ينتظر انفصال الجنوب لتحجيم الدور الصينى فى المنطقة، وقال عبدالغفار فى تحليله لسناريو الضغوط على السودان ان الهجوم على هجليج لم يكن صدفة او خطوة منفردة من حكومة الجنوب لأن توقيته جاء ليستبق انتهاء فترة رئاسة امريكا لمجلس الأمن، وهو مايعنى ان هناك تنسيقاً بين جوبا وواشنطون من اجل تصعيد الخلافات بين البلدين وتفجير الأوضاع بغية احالة الملف الى مجلس الأمن ليتم التعامل معه ضمن الفصل السابع وإختطاف دور الإتحاد الأفريقى فى الوساطة بين البلدين.
وفى ذات الإتجاه يمضى المحلل السياسى عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهرى الدكتور آدم محمد احمد فى تحليله لسناريو الضغوط على السودان بأن حكومة جنوب السودان تعرف ان هجليج تتبع للسودان وليس محلاً للنزاع ولكن ارادت بتلك الخطوة رفع سقف المفاوضات وصرحت انها تتبع للجنوب حتى تفتح باب المساومات فى الملفات الأخرى خاصة منطقة أبيى، وقال محمد احمد لـ «الصحافة» ان دولة الجنوب افتعلت الازمة بإعتدائها على هجليج من اجل ادخال طرف ثالث فى النزاع وقد نجحت فى ذلك بإثارة التحركات الدولية الحالية، واضاف هى تريد تدخل الأمم المتحدة وامريكا فى النزاع بينها والسودان، وتوقع محمد احمد نجاح الضغوط الدولية فى إعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات لأنها المخرج الوحيد للبلدين وقال «بعد شوية سيتدخل المجتمع الدولى وهو مايبحث عنه الجنوب وما نخشاه نحن» ويرى ان المخرج الوحيد لحكومة السودان هذه المرة توحيد الجبهة الداخلية وإشراك القوى السياسية فى المفاوضات وان تسقط نظرية «لا اعى لا افهم لا اسمع» لان توحيد الجبهة الداخلية فى البلاد هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة.
الا ان بعض المراقبين يفسرون تحركات المجتمع الدولى وضغوطاته على البلدين بالطبيعى والمنطقى بحسابات ان العالم بات مليئاً وموبؤاً بالصراعات وبؤر النزاع وتوجد ازمات اكبر من دولتى السودان ويكفى افريقيا الأزمة فى الصومال ومالى ووسط القارة، ويدعمون فكرتهم بأن المجتمع الدولى بعد الأزمة المالية التى ضربت العالم اصبح يعانى من الأعباء لهذا المؤسسات الدولية ليست فى حاجة لتجديد الأزمات فى مناطق يمكن ان تحل قضاياها عبر الحوار خاصة وانها فقدت القدرة المالية للدعم الإغاثى واللوجستى لقوات حفظ السلام، ومن هذا الباب يحللون الضغوط الدولية على السودان ودولة جنوب السودان، الا انهم رهنوا نجاح الضغوط الدولية بصدق النوايا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لأنها تملك ضغوطاً مباشرة على حكومتى الخرطوم وجوبا. [/JUSTIFY]
الصحافة