((جورج كلوني )) قمر اصطناعي في خدمة جيش حكومة الجنوب !!

[JUSTIFY]نجم (هوليوود) والعداء المستمر ضد الخرطوم
“جورج كلوني”.. الدخول إلى حلبة السياسة بدعم التمرد في السودان!
* كيف تحول كلوني من نجم هوليوودي مُهتم بالحيوانات الأليفة إلى خبير في شؤون السودان!
* (….) هذا ما فعلته الحكومة لمواجهة نشاط قمر كلوني الاصطناعي!
* سناء حمد لـ(السوداني): حزمنا أمرنا وقررنا تقديم شكوى لمجلس الأمن!
* تفاصيل الحارس الأمريكي للتتبع الدقيق للجيش السوداني!
* من هو الشخص الذي يحصي عدد الدبابات من الفضاء لجورج كلوني!

أصبح للمشاهير في الغرب عموماً، وأمريكا على وجه الخصوص دوراً كبيراً في الحشد وصنع وتوجيه الرأي العام والتأثير على السياسات الحكومية في العديد من القضايا التي تدور حول العالم. وقد انتبه مؤسس منظمة (كفاية) الأمريكية والناشط في مجال حقوق الإنسان “جون برندرقاست” للدور الذي يلعبهُ المشاهير في هذا الإطار حيث قام بتجنيد العديد منهم في القضايا المرتبطة بالسودان مثل قضية الجنوب، وقضية دارفور، ومؤخراً قضية جبال النوبة وجنوب كردفان. وقد دخلت منظمة (كفاية) التي تنشط في مجال محاربة ووقف الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في العديد من الشراكات مع هؤلاء المشاهير، من أجل توجيه صناع القرار ورفع الوعي لدى المواطن الأمريكي والغربي، بقضايا حقوق الإنسان في إفريقيا بما فيها وقف الإبادة في السودان، و صراع تجارة المعادن القاتلة في جمهورية الكنغو الديموقراطية.

وقد ناصر المشاهير تلك القضايا من خلال المشاركة بالظهور في أشرطة الفيديو والحوارات، والسفر إلى إفريقيا بصحبة مشروع كفاية، وكتابة مقالات الرأي في الصحف، إضافة للمبادرة بإقامة مشروعات لدعم الاهتمامات المتزايدة بأوضاع حقوق الإنسان.
وفي هذا الإطار الأخير سافر نجم هوليوود المعروف جورج كلوني بصحبة جون برندرقاست إلى السودان في أكتوبر من العام 2010 وأطلق مشروع القمر الإصطناعي الحارس “سنتينل”، الذي يستخدم أحدث التقنيات للتصوير وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في السودان.
لفتت التصريحات المثيرة للسيِّد ” ناثانيل ريمون” مدير مشروع القمر الاصطناعي الحارس “سنتينل” الذي انشأهُ ويقوم بتمويله الممثل جورج كلوني أنظار الصحفيين والسياسيين وحتى العسكريين عندما قال : “أنا الشخص الذي يحصي عدد الدبابات من الفضاء لجورج كلوني”. قال ذلك في مؤتمر صحفي وأمامه خريطة ولاية جنوب كردفان.

الأمر المثير هو أنَّ الأقلام كانت تحدِّد على الخريطة تفاصيل دقيقة لمواقع تمركز القوات المسلحة السودانيَّة، ولأماكن اللاجئين في منطقة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان. وفي الحائط المجاور للسيِّد ريمون علقت مجموعة من الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية من ارتفاع مئات الكيلومترات لدبابات وعربات عسكرية.
مشروع القمر الاصطناعي الحارس بحسب فريق من التقنيين الأمريكيين تم تطويرهُ بمساعدة شركة “غوغل” و شركة “ديجيتال غلوب” بهدف مراقبة الأوضاع في جنوب كردفان، وقام بتمويله جورج كلوني الذي تحوَّل من مُجرَّد نجم هوليوودي ليبرالي مُهتم بالحيوانات الأليفة إلى خبير وناشط في شؤون السودان. وتقوم مبادرة ” هارفارد الإنسانيَّة ” التابعة لجامعة هارفارد بإدارة العمليات اليومية للمشروع، وتطوير منهجيَّة العمل وتحليل الصور، وكتابة التقارير. و قد بدأ القمر الاصطناعي عملهُ منذ 16 شهرًا.

ويقول موقع ميل آند جارديان إنَّ مكاتب المشروع تقع قرب ميدان هارفارد بولاية ماساشوستس، في ضاحية بوسطن من جهة كامبريدج، حيث يرأس ريمون فريق صغير من الموظفين والطلبة المتطوعين، يراقبون الأحداث على أرض الواقع في منطقة الحرب، ويستقبلون كل يوم الأخبار والتقارير الواردة من جنوب كردفان، ثم يحللونها فيما يطلق عليه (غرفة العمليات)، ويقارنون صور الأقمار الاصطناعية مع قاعدة البيانات المأخوذة من صور سابقة، بحثاً عن تغييرات حدثت مثل الطرق العسكرية الجديدة أو المخيمات.
وعلى الرغم من أنَّ مشروع القمر الاصطناعي الحارس هدف في البداية إلى المراقبة وجمع أدلة يمكن استخدامها في المستقبل في أي محاكمات لجرائم الحرب، إلا أن نشاطه بحسب قارديان آند ميل – لم يعد يقتصر على ذلك ولكن أصبح له تأثير قوي على مجريات الأحداث في الأرض.
ففي سبتمبر العام الماضي، كشفت تحليلات لمجموعة من الصور عن الهجوم الوشيك للقوات المسلحة السودانيَّة على مدينة الكرمك في ولاية النيل الأزرق، وكشفت صور فوتوغرافية عما لا يقل عن ثلاثة آلاف جندي مزوَّدين بالدبابات والمدفعية، وطائرات الهيلوكبتر، وهو الأمر الذي مكن المشروع من إصدار تحذير وإعطاء فرصة للكثيرين كي يتمكنوا من الفرار.

وفي هذا الإطار قال ريمون بثقة: لا أحد يفعل ما نقوم به الآن، وشبَّه عمل المشروع باللحظة “الذريَّة” الفارقة في تاريخ جماعات حقوق الإنسان لأنها لن تقف بعد الآن شاهدة فقط ولكنها ستساهم في منع الانتهاكات.
لم يقتصر اهتمام كلوني بقضيَّة السودان على إنشاء مشروع القمر الاصطناعي الحارس، بل تعدى ذلك للمشاركة في الاحتجاجات والتظاهرات، والسفر لجبال النوبة، والشهادة أمام الكونغرس، فضلاً عن مخاطبة الرئيس أوباما.
دخل كلوني دون علم الحكومة السودانية إلى جنوب كردفان ومعه جون برندرقاست، وعضو الكونجرس الأمريكي عن دائرة “فرجينيا”، فرانك وولف، والصحفي الأمريكي نيكولاس كريستوف، مما دفع السودان إلى تقديم احتجاج ضد هذا المسلك، باعتبار أنه يهدف للقيام بأعمال مساندة للحركة الشعبية قطاع الشمال.
وبعد يوم واحد من عودته إلى أمريكا من السودان أدلى كلوني بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس التي يرأسها السيناتور الديموقراطي جون كيري، حيث قال إن ما يحدث في جبال النوبة هو كارثة حقيقية لا بد من إيقافها بكل السبل.

في 16/3/2012 شارك كلوني في مظاهرة أمام السفارة السودانية بواشنطون ضمت أعضاء في الكونغرس وناشطين في حقوق الإنسان، وتحدث هو وبرندرغاست عن رحلتهما الأخيرة إلى جبال النوبة وطالبا الحكومة الأمريكية بالتحرك بكافة الوسائل لإزاحة النظام الحاكم من السلطة في الخرطوم.
و نادت المظاهرة بإغلاق السفارة السودانية وطرد دبلوماسييها من واشنطن، وقام البوليس السري الأمريكي المعني بحماية البعثات الدبلوماسية بتحذير الجموع الثائرة ثلاث مرات من تجاوز الخط المرسوم لهم على الأرض- لأنَّ السفارة السودانية تعتبر تراباً سودانياً يجب حمايته بحسب قوانين الأمم المتحدة المتعارف عليها- لكن المتظاهرين رفضوا الانصياع إلى أوامر الشرطة التي كررتها عليهم ثلاث مرات، مما حمل الشرطة على اعتقالهم بتهمة العصيان المدني. وتم اطلاق سراحهم لاحقاً بعد قيام جورج كلوني بدفع الكفالة عنه وعن الآخرين.
في 13/4/ 2012 وجَّه جورج كلوني وجون برندرقاست نداءً للرئيس أوباما، نشرتهُ مجلة “تايم” وجاء تحت عنوان، أزمة دولتي السودان: الحاجة المُلحَّة للتعاون الصيني الأمريكي.
وقد طالب كلوني وزميله برندرغاست في ندائهما إدارة أوباما والصين بقيادة مجموعة عمل دولية عالية المستوى للتدخل السريع والفاعل وفرض اتفاقية سلام شامل وكامل على دولتي السودان، لحل المشاكل العالقة بين الدولتين، وحل مشكلة دارفور، ومشكلة ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، حلا نهائياً، لا رجعة فيه.

وقالا إن الصين استثمرت أكثر من عشرين بليون دولار في صناعة النفط في دولتي السودان، وتستورد 6% من نفطها من دولتي السودان، وبالتالي فإن من مصلحتها السعي لتحقيق السلام داخل وبين دولتي السودان.
كما طالبا أوباما بالحيلولة دون زيادة سعر المحروقات في أمريكا (في سنة 2012 الانتخابية)، بسبب خروج بترول دولتي السودان، وبترول إيران، من السوق النفطي العالمي، وأن يراهن ويسعى هوالآخر لبسط السلام في وبين دولتي السودان.
وأكدا أنَّ تعاوناً بهذا الشكل بين الصين وإدارة أوباما سوف ينقذ آلاف الأرواح من الهلاك ، وملايين النازحين واللاجئين من معسكرات الذل والهوان، كما أن السلام سيفتح فرص التنمية والتقدم لدولتي السودان لرفاهية مواطني البلدين.

قرية العالم
بالعبارات أعلاه انهى التقرير المترجم ولكن كان لابد من طرح بعض التساؤلات على المختصين للإجابة عليها، سيما الكيفية التي يمكن لأي جهة أن تقوم بحماية أراضيها وصون سيادتها أمام مواجهة الحصول على المعلومات لجهات خارجية، حيث طرحنا تلك التساؤلات على الخبير في شؤون الاتصالات البروفيسور عوض حاج علي عند طرح التساؤلات عليه بشأن ما ورد في التقرير المترجم أعلاه بدأ حديثه ضاحكاً، وقال: “بغض النظر عن التفاصيل التي وردت بداخله.. العالم أصبح قرية يا حبيبي ومافي دس تاني حتى للمواطن العادي”، ويقول إن بإمكان المواطن العادي أن يدخل عبر القوقل ويشاهد أي موقع في الدنيا على الفور، ويؤكد البروفيسور عوض حاج علي في حديثه لـ(السوداني) عدم وجود قانون دولي يمنع أي جهة من النظر والمشاهدة حتى للجيوش والمقاتلين، ويقول إن الجيوش والمقاتلين في العالم يعلمون جيداً أنهم مراقبون، ويستدل على ذلك بما تعرضه القنوات الفضائية من صور حية للكثير من الأحداث التي تدور في مواقع عسكرية يصعب الدخول إليها للتصوير، ويؤكد أن تكلفة إيجار القمر الاصطناعي غير عالية، وأنها عادية جداً.

حديث رسمي
وزير الدولة بوزارة الإعلام سناء حمد العوض قالت في تعليقها على التقرير وما حواه من معلومات تتعلق بإطلاق القمر الاصطناعي، بدأت حديثها بتأكيد أن الحكومة السودانية شرعت فعلياً في تقديم شكوى لمجلس الأمن فيما يتعلق بنشاط ذلك القمر الاصطناعي، وقالت إن ذلك يمثل خرقاً كبيراً للسيادة السودانية، وذهبت إلى أن مناصرة كلوني ومجموعته للمتمردين على سلطان الدولة يمثل إطالة لأمد الحرب بجانب كونه خرقاً يهدف للحد من حق الحكومة السودانية في بسط الأمن والاستقرار على كامل أراضيها وإنهاء وضعية أن يكون في البلد جيشان، وهاجمت سناء بشدة كلوني والتقارير التي صدرت عنه والتي تتحدث عن أنها ستكون مرجعية للمحاكمات في المستقبل، ورفضت ذلك وقالت إن على كلوني إن كان ذو ضمير حي هو ومجموعته فليطالب بمحاكمة جورج بوش، وأضافت “ليس للعدالة وجهان”، وشددت على أن جمع المعلومات عن السودان لن يدين أحداً لأنه يدافع عن أرضه وكرامته، وذهبت سناء إلى أبعد من ذلك حينما قالت إنه لا توجد محكمة دولية حتى لو كانت الجنائية يمكن أن تعتد بما يقوله وما يفعله كلوني ومجموعته، وإن ما يفعله ليست له قيمة قانونية، وأضافت “إلا إذا كانت تلك المحكمة على رأسها شخص مثل أوكامبو تنظر بعين واحدة وباتجاه واحد نحو إفريقيا وتغض الطرف عن دماء الآلاف التي سالت في غزة”.

وقالت سناء لـ(السوداني) إن ما يفعله جورج كلوني ومجموعته يشكل إحراجاً للحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي، وحملت كوني بوصفه مواطناً أمريكياً ما يحدث من أسر ممنهج للمواطنين السودانيين، عبر من اسمتهم بمجموعة كلوني ولوردات الحرب المستفيدين من خلال تجارة السلاح أو جمع التبرعات باسم الشعب السوداني، وعدت سناء أن ذلك يحمل رسالة لإفريقيا مفادها أن احترام آدميتكم كأفراد غير مراعى من الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها تتعامل مع الأفارقة كحقل لتجريب التكنولوجيا والأدوية والأسلحة الجديدة، وأضافت “الرسالة أيضاً يمكن أن يخاطب عبرها الشعوب الإفريقية بأنكم لا سيادة لكم على دولكم”، ورأت أن ذلك يهدف ليقول إن الدول الإفريقية لاتستطيع أن توفر الحماية لشعوبها بسبب وجود شبكة العلاقات الشخصية والشركات الدولية التي تقتات على دماء الشعب الإفريقي، وأضافت “هذا ما يفعله كلوني ومجموعته”.[/JUSTIFY]

صحيفة السوداني

Exit mobile version