لا ندري لما لم يصل بنا أجدادنا الأوائل إلى تلك المصاف الأولى.. ألم يكونوا يعملون بجد واجتهاد؟ ألم يكونوا أصحاب همة وعزائم؟ ألم يعمروا أرضهم؟.. ولكن سؤال واحد يجعلنا نصمت عن التساؤل ومحاولة إلقاء اللوم على الأجيال الأولى.. وماذا فعلنا نحن للقادمين من بعدنا؟.. ربما كانت الإجابة على المستوى الفردي مقنعة.. ولكن على المستوى الجماعي لا بد من قليل اجتهاد.. فربما قلت «إنني عملت في مجالي ما استطعت ووفرت المنزل وتلك العربة وتركت لأبنائي هذا المشروع المدر للأرباح.. ألا يكفي ذلك» نعم تكامل الإنجاز الشخصي يبدأ كلبنة في بناء النجاح الكلي، ولكن يبقى شيء مهم أننا كشعب في دولة عالم ثالث ما زلنا غير قادرين على فرض احترام بعض السلوكيات الحضرية، وما زال الوقت لدينا «ماهلاً» لا يحتاج للاحترام والتقدير.. فماذا يضير عالمنا إن بدأنا العمل باكراً أو متأخراً ما دام العمل نفسه فاتراً وعاجزاً؟؟ ما ضر العالم إن قررنا أن ننشئ منشأة عامة في ثلاثة أشهر أو عاماً؟.. ماذا هناك إن تأخرت بعض الإنجازات عاماً أو أعوام؟؟.. وحادينا في ذلك «الشفقة في شنو.. وحبل المهلة يربط ويحل.. ودرب السلامة للحول قريب.. وكدي اقعدوا في الواطه..».. كما أننا ما زلنا غير قادرين على إعطاء كل ذي حق حقه ما دمنا نجامل هذا وذاك ونرتفع بالأقرباء والمحسوبين فوق حواجز الكفاءة والجد والبذل.. بالله عليكم ألا يكفي أن نثبط الهمم بمثل هذه النظرات القاصرة.. كما أننا ما زلنا ننظر للمقتنيات العامة كأنها بلا صاحب.. فقد أدمنا أنها «حق الحكومة» وكل ما هو حق الحكومة لا يأبه به مثل الخاص، وربما همهمت في نفسك «عفارم على الخصخصة».. إننا ما زلنا غير قادرين على التخطيط والنظرة المتقدمة للأمور، فالارتجال هو طابع حياتنا العامة والخاصة.
ü آخر الكلام:
متى ما شحذنا هممنا بالجد والتخطيط والعمل من أجل الحياة الأفضل.. كنا الأكثر قرباً للحضارة العصرية.. ومتى ما استطعنا أن نحول كلامنا من مجرد إنشاء إلى تطبيق لايخل بمحتوى هذه الإنشاء.. كنا أمة آمنة متقدمة متحضرة ومتطورة..
سياج – آخر لحظة – 22/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com