ميشلين وحسني

[ALIGN=CENTER]ميشلين وحسني [/ALIGN] لا يخامرني شك في أن وسائل الإعلام العربية في معظمها صارت ميالة إلى اجتذاب الجمهور بالتركيز على توافه الأمور، فمثلا قلّ أن تجد صحيفة يومية أو مجلة اسبوعية لا تفرد حيزا لأخبار التافهين والتافهات ممن يعملون في مجالي التمثيل والغناء.. فالمحترمون والمحترمات في هذين المجالين يبتعدون بحياتهم الخاصة عن الصحافة والكاميرات، وأذكر جيدا كيف كتبت قبل نحو تسع سنوات عن فرحتي بالإفراج بكفالة مالية عن ميشلين خليفة، وما كان ذلك حبا فيها، فأنا في واقع الأمر لا اعرفها ولا أريد ان اعرفها، بل ولم أسمع بها إلا بعد ان دخلت السجن بتهمة إصدار شيك بعشرين ألف دولار بدون رصيد، وسر سعادتي بدخول مطربة او ممثلة السجن، كان لكون المبلغ تافها (عشرون الف دولار بس؟ هذه نقوط خمس دقائق لمطربة او راقصة من ذوات الثدي العابر للطاولات).. وكتبت مقالا أناشد فيه صحفنا العظيمة أن تنسى ميشلين هذه بعض الوقت لتحدثنا عن قضايا أهم، مثل عملية شد الوجه الجديدة للمطربة صباح التي تتزامن مع ذكرى أول حفل غنت فيه وكان بمناسبة ختان اخناتون، وعندما قرأت خبر دخول ميشلين هذه السجن أول مرة، حسبت ان الأمر يتعلق بوكيل إطارات ميشلين الشهيرة في لبنان، ولكن حرص الصحف على تثقيفنا جعلني أدرك مدى جهلي بمجريات الأمور في وطننا العربي، وافهم أنها مطربة تورطت للمرة الثانية في إصدار شيك بدون رصيد، وهي جريمة خطيرة لأنها ضرب من عدم الأمانة، وأعلنت في المقال استعدادي لتنظيم حملة تبرعات لسداد المبلغ المطلوب من ميشلين، ليس حبا فيها ولكن لضمان ان تكف الصحف عن إبلاغنا كل يوم بما آل اليه أمرها.
وبما ان الشيء بالشيء يذكر فلابد ان أعود للتذكير بالطريقة التي عالجت بها صحفنا موضوع وفاة الممثلة سعاد حسني وأقول في كلمة واحدة: ذبحونا!! فطالما نحن نعرف أن إكرام الميت يكون بدفنه فلماذا كان ذلك الحرص الغريب على نبش جثتها وسيرتها: نحروها ام انتحرت؟ آخر حوار أجرته قبل وفاتها (وتكتشف انها لو صدقت الصحف لم تسكت قط عن الحوارات، وكانت تجري المقابلات الصحفية أثناء الأكل والنوم)، آخر صورة لها في لندن.. ما مصير مجوهراتها (وتنسى الصحيفة التي تكتب حول هذا الموضوع أنها فلقتنا بالحديث قبلها عن انها ماتت فقيرة معدمة) وهل هي فلسطينية الأصل ام سورية؟ هل “تفرق” ما اذا كانت سورية او سويدية الأصل؟ هل كانت تحب عبدالحليم حافظ ام حافظ ابراهيم؟ ولي سؤال للذين ينصبون سرادق عزاء مفتوح على سعاد حسني: إذا كانت قلوبكم عليها لماذا لم تقفوا معها في محنتها التي امتدت عشر سنوات او اكثر؟
يا جماعة انا لا اكره سعاد حسني بل بالعكس كنت متيما بها على عهد المراهقة وكنت لا أمانع في الزواج بها، ولكن تلك مرحلة و”عدّت” واليوم صرت اشتري الصحيفة لأخرج منها بجمل او معلومة مفيدة ولا يهمني في كثير او قليل ان مطربة او ممثلة راحلة او “حية” تسعى تحب الملوخية بالثعالب او اشترت فستانا من سوق براغ او سوق الحراج، وأعود فأقول ان قراءة سير المشاهير ممتعة ومفيدة ولكن فقط اذا كان فيها درس وموعظة ولا اعتقد ان كون سعاد حسني كانت تحب عبد الحليم حافظ يقدم او يؤخر في حياة او ثقافة أي منا!

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

Exit mobile version