[ALIGN=CENTER]صحة وهنا [/ALIGN]
في ظل بحثنا المتواصل عن الفرح العصي.. تأتينا بعض الفرص النادرة .. كبسولة العيد الموسمية التي تعالج بعض من الترف الحزين الذي صار يجري في دماء بعضنا حتى ظنوا أن الأصل في هذه الحياة الحزن أما الفرح فهو محل الاقتناص والمجاهدة.. ورغم أننا نعلم علم اليقين أن ليالي العمر تحوي في ثناياها النحس والسعود إلا أن تعجلنا لتذوق الفرح يجعلنا دائماً في حالة التهلف والشفقة من تصاريف الأيام.. الموسمية فرحة العيد التي نتظرها بشئ من التميز في الاستقبال على مستوى البيوتات والمظهر الخارجي باتت أخيراً نوعاً من الطقوس التي تمارس بصورة ديناميكية لا نقول مجردة من الانفعال حيث لازال الصغار يقتنصونها بهجة ولعباً ولهواً.. ومازالت لبعض الكبار فرصة للصفح والعفو والعافية مادامت نفوسهم تحتمل بعض من التشاحن والتباغض والحسد وإضمار شيئاً في دهاليز السوداء.. وربما طلت هذه الأيام ممراتها بلون أبيض أنه لم يزل ذلك السواد فإنه يخبئ من إمتصاصه لشحنة الضياء الإنساني.. كما أنه مازال البعض يؤقن أن التسامي فوق بعض الصغائر يحتاج لموسم مثل هذا العيد لعلهم بذلك يرجعون نظرية التنازل لسمو إيامه وفرصة أنه الأقرب إلى حرمة التخاصم.. جاء العيد بكل إحساساته الموجبة والساكنة.. إزدات البيوتات ودواخل المنازل.. واكفهرت شوارع الخرطوم عن وجهاً سعيد لكنه متزدان بالوان النفايات البغيضة التي تجعل العاصمة دون عواصم العالم لها ألف لون ولون.. بتدرجات الوانها من أكياس بلا ستكية وروث الكباس محل الاحتفاء والعبرة.. وذبح المستطيعون اضحيتهم ونشروا الروائح الشهية أول يوم العيد فابتت بقايا الكباش من محتوى الكروش والأمعاء مصدراً للروائح النتنة التي تعبث على الهجرة من داخل أحياء العاصمة السودانية حقاً مازالت سلطاتنا الصحية والبيطرية عاجزة عن حسم أمر ذبح الخراف بالمنازل بالله كيف ينحر هؤلاء الملايين من الحجيج دماء فدائهم دون أن تشم رائحة واحدة لها أو تلحظ (قدلة ذبابية) أمام ناظريك أريحونا من الذبائح على أعتاب المنازل حتى نأمن النظافة والرائحة المقبولة على مداخل ومخارج الاحياء العاصمية أقلاه أنه لم نقل كل الأحياء بالولايات السودانية .
آخر الكلام:
فمن المسؤول الذي ( بدق صدره) ويصدر القرار بمنع الذباح بالمنازل وإنشاء مسالخ صغيرة تستوعب احتياجات الأحياء.. وعيد سعيد وصحة وهنا.. ودمتم.
سياج – آخر لحظة – 21/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com
