لا بدّ من إعادة القراءة كرتين.
٭٭٭
لأنَّ السياسيين كانوا يظنون أنّ الشعب السوداني بعيد..وفي حالة سبات وبيات.. كانوا يظنونه مشاهداً فقط، ينظر من مقاعد المتفرجين،على المباراة الطويلة المملة بين الحاكمين والمعارضين.
٭٭٭
الشعب السوداني أثبت أنه في قلب الحدث.. وفي قلبه غَلبة يستطيع أنْ يغلب بها السياسيين.
٭٭٭
لقد عبر شعبنا عن تضامنه المطلق مع القوات المسلحة، التي تبذل المهج والأرواح من أجله.. ولم يخرج من أجل السياسيين.. وحتى خروجه.. وهو يرفع جزءاً من شعاراته باسم الرئيس البشير.. فالشعب السوداني لو أراد أنْ يؤيد المؤتمر الوطني، لذهب إلى مقره الرئيسي بالعمارات..!.
٭٭٭
إذن.. هناك مستحقات يجب على المؤتمر الوطني ألا يناور حولها.. وألا يلتف ّعليها.. فقد«تكتك» مافيه الكفاية..
إن «المناورة» في شأن الوطن جعلت الحركة الشعبية تصمت لست سنوات انتقالية عجاف.. مصت فيها من دم شعبنا، مخصصات ونثريات وبدلات وعربات وموبايلات.. وقد كانت تظهر الوحدة، وتضمر الانفصال.. حتى تدرب كوادرها في الحكومة ووزارة الخارجية والمالية والعسكرية .
٭٭٭
لقد أخطأ المؤتمر الوطني .. وهو يهرول حتى «قبيل» احتلال هجليج بالتفاوض مع الحركة الشعبية.. حتى أنهم استقبلوا «باقان» ووفده.. واستلموا رسالة من سلفاكير.. وكاد الرئيس أن يذهب إلى جوبا.
لولا أن أشرار الحركة الشعبية انتهكوا حرمة بلادنا، واحتلوا جزءا عزيزاً من أرضنا..
٭٭٭
السؤال المحير: لماذا كانت حكومتنا ومن خلفها المؤتمر الوطني تهرول نحو الحركة الشعبية،؟.
ولكن يجن جنون الحزب الحاكم لو جاء الحديث عن الوفاق الوطني، والمشاركة الحقيقية لأحزاب الشمال في حكومة موسعة حقيقية..؟.
٭٭٭
الاستحقاق الأكبر كرد لجميل الشعب السوداني.. هو في أمرين أساسيين:
– الكرامة والتي تعني الحرية.. ولا يكون ذلك إلا بفك الاحتكار والوصاية.
– تحسين الوضع الاقتصادي. ومحاربة المظاهر السالبة، الممثلة في أنماط من الفساد والمحسوبية وخلافهما.
٭٭٭
هذان العاملان «الكرامة والوضع الاقتصادي» كانا وقود الربيع العربي الذي أطاح بأنظمة عاتية، ما كان لأحد أن يتصور أنها ستنهار بهذه البساطة، وبتلكم السرعة..!.
رئيس تحرير صحيفة الوطن السودانية
[email]adilsidahmad@hotmail.com[/email]
0912364904