وقال مجاك دينق داقوت نائب وزير الدفاع في حكومة جنوب السودان من مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة بجنوب السودان للجزيرة إن طائرات الخرطوم قصفت سوق بانتيو وأحياء مدنية، وإن “القصف موثق بالصور”.
وذكر مراسل لوكالة رويترز أنه رأى طائرة مقاتلة تسقط قنبلتين قرب جسر يربط بين بانتيو وبلدة روبكونا المجاورة، وأنه رأى أكشاكا في السوق تحترق في روبكونا وجثة تحترق.
لكن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد سعد نفى للجزيرة أي قصف من ذلك القبيل، مؤكدا أن القوات السودانية على الحدود الدولية “ولم نتقدم خطوة”.
وعن سؤال بشأن مصدر القصف الذي تعرض له الجنوب، قال “لماذا نتهم نحن والأعداء كثر في هذه المنطقة. هناك عشرات الآلاف من المتمردين على حكومة الحركة الشعبية، وقد حدث شيء من هذا من قبل في بانتيو نفسها وغيرها من المدن والقرى بجنوب السودان”.
وحذر الصوارمي مما تضمره الحركة من “نوايا عدوان”، مشيرا إلى أن هذه الاتهامات يمكن أن “تتحول إلى رد فعل واعتداء جديد على السودان”، ملمحا إلى سيطرتها الأخيرة على هجليج قبل أن تدحرها القوات السودانية “عنوة واقتدارا”، بحسب رواية الخرطوم، أو “تنسحب” منها بحسب رواية جوبا.
الخرطوم اتهمت جوبا بتخريب متعمد لمنشآتها النفطية في هجليج (الجزيرة)
أرقام
وبشأن ما أسفرت عنه معارك هجليج، قال القائد بالجيش السوداني اللواء الركن كمال عبد المعروف -الذي قاد المعارك في هجليج- إن القوات السودانية قتلت 1200 من أفراد قوات الجنوب، لكن مجاك دينق داقوت نائب وزير الدفاع في حكومة جنوب السودان نفى للجزيرة تلك الأرقام.
وذكر مصور لوكالة الصحافة الفرنسية أنه شاهد نحو مائة جريح في مستشفى بالخرطوم.
وكان جيش جنوب السودان قد أعلن في وقت سابق أن 19 من جنوده قتلوا في المعارك، إضافة إلى 240 جنديا سودانيا.
وفي هذه الأثناء، قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير اليوم -مخاطبا قواته في ثكنة عسكرية بهجليج- إنه لن يتفاوض مع حكومة جنوب السودان “لأنها لا تفهم سوى لغة البنادق والذخيرة”.
ووصل البشير في وقت سابق اليوم إلى هذه المنطقة النفطية الهامة. وقال مراسل الجزيرة في الخرطوم الطاهر المرضي إن زيارة البشير لها دلالة كبيرة جدا بالنسبة للسودانيين وتؤكد العمق الإستراتيجي للمدينة بالنسبة للسودان.
وأضاف أن الزيارة تبعث برسالة واضحة إلى السودانيين بأن هذه الأرض لا يمكن التفريط فيها, مع رسالة أخرى إلى الجنوب مفادها أن السودان قادر على حماية أراضيه.
وفي سياق متصل, دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ الطرفين لوقف القتال واستئناف المفاوضات, وقال إنهما بحاجة للتحلي “بالحنكة السياسية”، والتوقف عن البيانات التحريضية “التي لا تعقد الموقف الحالي والحساس فقط ولكنها تقوض احتمالات إقامة علاقات أخوية بين الدولتين”.
وبينما وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انتقادات حادة, دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستئناف المفاوضات المتوقفة بشأن الخلافات على الحدود والنفط، معتبرا أن الفرصة لا تزال قائمة لتفادي الحرب.
لكن وزير الدولة السوداني للنفط إسحاق آدم جامع اعتبر أن فرص التوصل لتسوية قريبة لا تزال بعيدة, وتحدث عن احتمال أن تطلب الخرطوم تعويضات عن الأضرار التي لحقت بهجليج قبل أي محادثات. وكشف عن فقدان الخرطوم نحو أربعين ألف برميل يوميا من الإنتاج النفطي بسبب القتال, لكنه أشار إلى أن لدى بلاده احتياطات كافية لتسعة أشهر.
الجزيرة نت