صحيح أن المال يمكن أن يشتري يختا جميلا وعطلة في جزر الكاريبي أو المالديف وبيتا واسعا و مدارس محترمة للاولاد وذهبا وفضة والماس ولكنه حتما لم ولن يشتري السعادة ولا راحة البال ….
بالامس القريب فاز زوجان من كندا باليانصيب الوطني وقيمته عشرة ملايين وتسعمئة الف دولار كندي عدا ونقدا … الزوجان منتوفان ويعيشان كفاف يومهما في قرية صغيرة نائية في ضواحي مونتريال ….
تصوروا ما الذي فعله الزوجان بالعشرة ملايين وتسعمئة الف ؟
تبرعا بعشرة ملايين ومئتي الف دولار لبعض افراد الاسرة ودور العبادة وإدارة مكافحة الحرائق والهلال الأحمر والمستشفيات وبقي لهما سبعمئة ألف دولار ( كندي وليس أمريكي ) من أجل الأمانة بالنقل ومن أجل أن تحسبوا المبلغ بالريال حسب أسعار الصرف علما أنني لاعرف كم يساوي الدولار الكندي ولكن الأكيد الأكيد أنه أقل بشوية من شقيقه المتغطرس الأمريكي …
طبعا حاشرو الأنوف في كلّ ماليس لهم به علاقة أستغربوا هذا الكرم الغير طبيعي وارادوا فحص عقليَ الزوجين لأن حالتهما أساسا بالويل فكيف يتبرعان بكل هذا المال ولايشتريان أي شئ لنفسيَهما ؟؟؟
العبرة جاءت من القناعة ايها السادة … فالزوجة كانت مصابة بمرض السرطان ورب العالمين منّ عليها بالشفاء والمنزل الذي يعيشان فيها هو منزل عائلة الزوج وبناه جدّه منذ 147 عاما وهما مرتبطان به بشدة إذ شهد أحلى وأقسى ايام حياتهما وهما ينتميان لضيعة او قرية صغيرة اهلها يحبّون بعضهم البعض والأهم أن أحتياجاتهم من الحياة ليست كبيرة بل على قد لحافهما يمدان أرجلهما وعندما بات اللحاف ( بساطا احمديا ) لم يتغير الزوجان بل بقيا على قناعتهما بأن المال لم ولن يشتري السعادة وهما أقسما أن لايشتريا اي شئ لايحتاجانه بالفعل ….
وأعرف سيدات أجبرن أزواجهن على بيع ” الحديدة ” حتى يذهبن في أجازة باريسية أو لندنية لا تتماشى مع امكاناتهم المالية فقط لكي تكيد لقريبتها او جارتها أو تتبروظ على صديقاتها وأعرف سيدات أجبرن أزواجهن على شراء شنظة جلدية بثلاثين واربعين ألف ريال رغم أن الرجل موظف ( منتوف الريش ) سيارته تحتاج لدفشة كي تمشي …
وأعرف سيدات دفعن ستين الف ريال لتبييض أسنانهن ويبخلن بمئة ريال على اولادهن من اجل درس خصوصي ….
مافعله الزوجان القنوعان درس لكل شجع وشجعة ولكل معتقد أن الدراهم كالمراهم …
مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com