هنالك دراسات أجريت حول أسباب فشل الأبناء في الدراسة أكدت أن غياب دور الأب داخل الاسرة بسبب العمل أو غيره وترك المسئولية كاملة ملقاة على عاتق الأم، هو من أهم أسباب هذا الفشل.. بينما دراسة حديثة أكدت ان إهتمام الآباء بدراسة الأبناء وتمضية الوقت معهم يساعدهم في الحصول على علامات أفضل في امتحاناتهم.. وكشفت الدراسة أن الاطفال الذين لهم علاقة وطيدة مع الأب تكون نسبة ذكائهم فوق المتوسط ويتمتعون بشخصية أقوى، كما يتميزون بملكة لغوية متطورة عن الأطفال الذين يفتقدون وجود الأب في حياتهم.
الآباء الذين استطلعتهم (الرأي العام) يرون أن دورهم في هذه الشراكة هو تأمين المأكل والمشرب والملبس فقط.. أما باقي المسئوليات فهو على الزوجة من دخول الأبناء الروضة مروراً بالمدرسة وحتى الجامعة.. وأكدوا على إنهم غير مسئولين عن التربية في كثير من الأحيان.. وقالوا هذا ما تعودنا عليه من آبائنا واجدادنا.
أما حديث الامهات فقد كان فيه ثورة غير معلنة وغضب على الازواج. (أم سلمة) ربة منزل قالت: وحدها الأم سواء أكانت ربة منزل أو عاملة هي من تتحمل عبء مذاكرة الدروس مع الأبناء والمتابعة في المدرسة والاحتفالات وحضور إجتماعات مجلس الآباء، وقالت: يفترض أن يسموه مجلس الأمهات، لأن أغلب الآباء يديرون ظهورهم رافعين راية (أنا مرهق)، (لا وقت لدى) و(أنا زهجان).. أما (بدرية) موظفة فقالت: لدى ثلاثة أبناء وأنا من أقوم بتدريسهم، أما زوجي فتقتصر مهمته على تدريس مادة الرياضيات ولم يسبق له أن قام بمتابعة وتدريس بقية المواد معتذراً عن القيام بهذا الأمر بسبب عمله ودائماً يقول (أنا تعبان) وخففوا عني، ورغم كل ما أتحمله من أعباء.. يقول لي (خلي شوية) مسئولية عليك.
بينما قالت: (هبة) موظفة إنها في فترة من الفترات ظلت تطرح على زوجها أن يبقى بالبيت وهي تقوم بالعمل على معيشتهم حتى يرى ويشعر بالتعب الذي أحمله أنا، وقالت: دائماً عندما اطلب منه متابعة بعض الدروس مع الأطفال يتعلل بالتعب مع العلم إنني موظفة مثله وبعد نهاية الدوام أرجع إلى البيت واقوم بكل واجباته والمذاكرة مع الأبناء وخدمته هو.. وقالت.. هناك عدم عدالة من الآباء وهم غير مبالين بما يحدث ويعتقدون أن الحياة (أكل وشراب).. وقالت.. دائماً ألحظ رغبة الاولاد في أن يدرسهم والدهم.. واضافت (نجوان) ربة منزل بقولها إنها ترمي اللوم على الزوجات وليس على الرجال، فنحن من سمح لهم بالهروب والتنازل عن واجبهم تجاه هذه المسئولية وقالت: أنا لدى مبدأ أعمل به وهو (زوجك على ما تعوديه عليه، يمشي عليه) وزوجي مثل أغلب الازواج يتعذر دائماً عن القيام بهذه المهمة الصعبة.
وأوضحت الباحثة الاجتماعية (نهلة حسن بشير) إنه ملاحظ في مجتمعاتنا أن مسئولية التدريس دائماً تقع على عاتق الأم بحجة أن الأب مشغول ومتعب، أو بسبب عدم سيطرته على نفسه وضبط أعصابه. وقالت: إن المشكلة تكمن في اعتقاد الأب الخاطيء أن أبوته تتمثل في العمل خارج (البيت) وتوفير حياة كريمة لأسرته، ولكن على الأب أن يهتم بمتابعة النشاط الدراسي لأبنائه كجزء مهم من أولوياته، وأن يمضي الاوقات الكافية معهم. واشارت إلى أن الزوج لابد أن يتذكر ان الزوجة شريكة حياته، وفي إهتمامه بدروس الأبناء ومذاكرتهم يكون قد أدى دوره في هذه الشراكة.. وقالت هناك بعض الاطفال حسب ملاحظاتي يحبون أن يقوم الأب بتدريسهم، وأتمنى أن يحدث ذلك في كل البيوت لان ذلك في غاية الأهمية لتنمية القدرات العقلية لهم، فعلى الآباء أن لا يرمون هذه المهمة على الزوجة وأن يتسلموا زمام الأمور وتولى مهمة مراجعة الدروس والمتابعة في المدرسة. الراي العام
الخرطوم: خديجة عائد