هل يقولها باعة العماري : رمضان ولي هاتها يا سافّّي

لفراق التمباك في نهارات رمضان صداع خاص وخرم لا يعرفه حق معرفته إلا متذوقوا العماري الجيّد ، فلو سألت أحدهم عن تعريف الصيام في دين الاسلام لربما قال لك : هو الامتناع عن شهوتي البطن والفرج منذ طلوع الفجر الي مغيب الشمس
، ولزادك ايضاحاً بقوله : والامتناع ايضاً عن شهوة الدماغ …! فسلطان الكيف ينشر جنوده وحشمه ابتداء من أخمص الشفتين حتى اعلى الرأس والاذنين .
ابوبكر بوش يعد من اشهر بائعي التمباك في مدينة ود مدني قال لصحيفة حكايات ان بيع التمباك ينخفض بصورة ملحوظة اول رمضان لكنه يستقر بعد ذلك ثم ينتعش عند اقتراب العيد لسد احتياجات قرى الريف التي تجاور مدني ، صاحب محل هواري للعماري في بري المعرض سألناه ان كان خشي من رمضان ان يجذب عنه زبائنه المعتادين قال لنا : خير وبركة ، يكون الله قد هداهم ، لكن يؤكد لنا ان التمباك تجارة مربحة نسبة لزبائنها الكثيرين ، وسوقي لم يتأثر في رمضان بدليل انني افتح يومياً كالعادة وزبائني هم زبائني .. هذا هو كلام الضو ادم محمد شاب في العشرينات من عمره وجدناه يضع طبلية التمباك بالقرب من جامعة افريقيا العالمية قال لنا انه يبيع حوالي الثلاثين قنطاراً من التمباك في اليوم .
العلم ، والدين ، والحرب هذه الثلاثية بكل سلطانها لم تفلح في وقف تجارة التمباك في السودان فلا الجو الايماني لرمضان ولا فتاوي العلماء المحرمة للتمباك ولا نصائح الاطباء المحذرة من سرطان الفم استطاعت ان توقف بائعي التمباك عن تجارتهم المفضلة حتى الحرب في دارفور لم تفلح في ايقاف مد دارفور لانحاء السودان بمسلتزمات هذه التجارة من تمباك وعطرون صحيح انها زادت من التكلفة قليلاً الا انها لم توقف التجارة ولم توقف المدمنين .

Exit mobile version