إبن يطرد والدته من المنزل بأمر زوجته ويرسلها الى دار المسنين

[JUSTIFY]تتوقف ساعات الفرح وتعلن ساعات الحزن بداية دورانها عندما نرى ان أعز الناس يتألمون ولا نستطيع مواساتهم ويبكون ونعجز عن التخفيف من معاناتهم . هكذا يكون الحال عندما ترى الحاجة حواء الأمين وتبدو على وجهها علامات الهم . لأنها كغيرها من الأمهات حملت إبنها في بطنها تسعة أشهر ، بكت لبكائه ، سهرت معه الليالي ، جاعت ليشبع ، فماذا نتوقع من الأم غير هذا ؟ ..
هي أم لإبن واحد خرجت به من الدنيا بعد ان توفى زوجها إثر حادث مروري ، قامت بتربيته وتعليمه احسن تعليم بعد ان قاطعها أهل زوجها المتوفي لأنها رفضت بيع نصيبها في المنزل وفضلت البقاء فيه . اصبحت وحيدة في ذلك المنزل بالكلاكلة شرق بصحبة شقيقتها الوحيدة التي تزوجت لاحقا وإنتقلت للعيش مع زوجها في مدينة كوستي . وعندما بلغ إبنها 24 عاما قررت تزويجه كأي ام لتفرح بجديده ويعوضها أبناؤه عن الحرمان الذي عاشته طويلاً . لم تكن تدري ان ذات الحرمان كتب عليها ، وبدل ان يشعر جسدها المتعب بالراحة أضحى لا يحمل سوى الألم . قرر إبنها خريج كلية المحاسبة جامعة النيلين أن يدخل في مشروع إستثماري يكلفه آلاف الجنيهات ، ولم يكن يملك ذلك المبلغ حينها ، وضع خطة محكمة بصحبة زوجته وقام ببيع المنزل دون علم والدته ، وجاءها ذات يوم قائلا انه تسلم عملاً جديداً في أمدرمان ولا يستطيع الذهاب والعودة الى الكلاكلة بصورة يومية ، لذا إستأجر شقة في ( السبيل ) ولابد ان ينتقلوا للعيش فيها مؤقتاً . ووفقت الأم لطيبة قلبها ، خرجت ولم يكن تدري انه اليوم الأخير لها في منزلها . لم يستطيع ابنها البقاء في المنزل جاءه عقد عمل بوظيفة سائق في السعودية بواسطة شقيق زوجته ، فرحل دون أن يخبر أمه بالحقيقة ، تركها وحدها بالشقة بعد أن عادت زوجته لاهلها في إنتظار ان تلحق به ، ثم صارت بلا مأوى ، إذ صار جزاؤها الشارع عندما طردها إبنها وزوجته من المنزل وإنتهى بها المطاف في دار المسنين بعد فترات طويلة من المعاناة خارجها ، الآن شارفت على التسعين من العمر وإتخذت من الدار ملجأ ومسكناً لها … مما يترك بعض التساؤلات : كيف يسمح إبن لنفسه برمي أمه بتلك الطريقة .. وهل هو راض عن نفسه بعد ما أغضب والدته ليرضي زوجته ؟؟ كما قالها احد الشعراء :

حليلك يا الضميرك مات ودست قيمنا وإتوضيت
تـــابـع نــفسـك الأمــارة حــدك فـوتـو وإتـعـديت
قــول لــي يـاخ لـو بالـجد عـقـلـك فيك وما جنيت
تسمع كيف كلام مرتك وترضى أمك تفوت البيت[/JUSTIFY]

الأهرام اليوم

Exit mobile version