‘الفصائل الفلسطينية’ و’انقسام السودان’.. شاهدان علي عمر سليمان

’رجل دولة’.. تلك الصفة التي أطلقها أنصار عمر سليمان، نائب الرئيس السابق حسني مبارك ورئيس جهاز المخابرات وقت حكمه، مؤكدين أن تلك الصفة كفيلة باختياره رئيسا في هذه المرحلة الانتقالية بعد الثورة التي أطاحت بنظام مبارك.

ومن المعروف أن عمر سليمان إلتحق بالقوات المسلحة، وترقي بالوظائف بها إلي أن وصل إلي منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، قبل أن يتولي منصب مدير المخابرات العسكرية، ثم رئيسا للمخابرات العامة في عام 1993، حتي ثورة يناير 2011.

وأثناء تلك الفترة التي عمل بها رئيسا لجهاز المخابرات.. لعب سليمان دورين سياسيين هامين، وهما: إدارة المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والمفاوضات بين الفلسطينين والإسرائيلين بتكليف مباشر من مبارك، بالإضافة إلي مهمته في دولة السودان قبل انقسامها، ونتيجة هاتين المهمتين تعبران عن مدي نجاحه أو فشله في تأدية الدور السياسي المكلف به.
المصالحة الفلسطينية وتبادل الأسرى:

بعد سنوات طوال من محاولات للصلح بين فتح وحماس، تمت المصالحة في يونيو 2011، أي بعد ابتعاد سليمان، حيث أعلن الطرفان الفلسطينيان في وثيقة إعلان الدوحة الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية تضم كفاءات مهنية مستقلة برئاسة الرئيس عباس ‘تكون مهمتها تسهيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبدء بإعمار غزة’.

كما أعلنت وزارة الخارجية والتخطيط الفلسطينية عن امتنانها وشكرها للدور المصري في إتمام توقيع المصالحة الفلسطينية وطي صفحة الإنقسام، التي استمرت لـ4 سنوات، لم تتم فيها المصالحة.

وعن صفقة تبادل الأسرى والتي تمت في الشهر الأخير من عام الثورة 2011، تمت الصفقة بتبادل الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط الذي كان محتجزا لدي حركة المقاومة الإسلامية ‘حماس’، مقابل 1028 أسير فلسطيني بالسجون الإسرائيلية.

وأعرب الأسرى والأسيرات الفلسطينيون سواء المحررين أو الذين مازالوا فى السجون الإسرائيلية وقتها عن تقديرهم للجهد الذى بذلته القيادة المصرية فى إتمام صفقة التبادل، الذي لم ينجح فيها عمر سليمان.
انقسام السودان:

شهدت السودان حربا أهلية استمرت منذ إعلان الاستقلال في عام 1956 حتى 2005 تخللها بعض فترات السلام، نتيجة صراعات عميقة بين الحكومة المركزية في شمال السودان ذات الأغلبية المسلمة، وحركات متمردة في جنوبه الذي تسوده الأغلبية المسيحية، وانتهت بتوقيع اتفاقية السلام الشامل التي وضعت حدا للحرب الأهلية، بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، وأصبح إقليم جنوب السودان يتمتع بحكم ذاتي أعقبه استفتاء قبل قيام الثورة المصرية بأيام، حول البقاء موحداً مع السودان أو الإنفصال. وجاءت نتيجة الاستفتاء بالانفصال.

وأجري الاستفتاء في الفترة من 9 يناير وحتى 15 يناير 2011 حول ما إذا كان سكان جنوب السودان يرغبون بالبقاء بدولة واحدة مع السودان أو الانفصال بدولة مستقلة، بعد سنوات طوال حاول فيها رئيس المخابرات المصرية السابق عمر سليمان إحداث التوافق بين الشمال والجنوب، وهو ما لم يتم، وتحولت السودان لدولتين شمالية وجنوبية، وسط استمرار للصراعات بينهما علي المناطق النفطية.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه خبراء علي أن انفصال الجنوب يخدم المصالح الإسرائيلية، وفرصة للضغط علي الجانب المصري من خلال مياه النيل، وإدخال الامتداد المصري الجنوبي في نفق مظلم.

مصراوي
Exit mobile version