أحداث هجليج.. هل تغير المعارضة مواقفها؟

[JUSTIFY]تحدٍ جديد على طاولة الأحزاب والقوى السياسية المعارضة مع تصاعد الأحداث العسكرية الأخيرة والظروف التى تمر بها البلاد من اعتداءات على أراضيها، جعل الكثيرين يدعون قيادات الأحزاب للتخلي عن أية خلافات بينها وبين الحكومة على الأقل في الظروف الحالية، الأمر الذي دعا الأحزاب السياسية بالنيل الأزرق تدعو إلى توحيد القوى السياسية والتكاتف لاستعادة هجليج، لكن ما يلاحظ هو العمل الجمعي الرافض علانية لكل تلك الأفعال، وباختيار الهجوم الأخير على منطقة هجليج الذى وجد الادانة بالفعل من قبل القوى السياسية، الا أنها لا تخرج من كونها تصريحات يصعب تنفيذها على أرض الواقع الذى يحتاج فعلاً الى تخلي هذه القوى السياسية والمعارضة عن أي ارتباط أو توحد مع هذه الحركات التى تعارض أو تحارب الحكومة، وذلك ما دعا اليه الفريق د. عبد الباقى محمد كرار الذي اشار الى أن الدعوات من قبل القوى السياسية يجب أن تنفذ على ارض الواقع، وأن تتجاوز الإدانة الشفهية، على الرغم من أن وزيرة الدولة بالإعلام سناء حمد قد امتدحت فى لقاء اذاعي سابق دعوة الأحزاب السياسية إلى الحفاظ على السلام وأمن واستقرار البلاد، مؤكدة مباركة الدولة لهذه الخطوة، الا أن مراقبين لا يرون أن دور القوى السياسية يرقى للأحداث التى تمر بها البلاد، خاصة بعد تطور الأحداث العسكرية أخيراً والاعتداءات الأخيرة التي قامت بها دولة الجنوب.

فكرة توحيد القوى السياسية التى دعت اليها الاحزاب بالنيل الازرق أول أمس ودعوتها إلى تكوين مجلس حرب بهدف الحفاظ على وحدة البلاد، تبدو شاقة عملياً، وحتى إن تم تكوينها وتنفيذها فربما قد تجد التعارض مع مهمة هيئة الأركان بالقوات المسلحة التي مهمتها التخطيط والإشراف والمتابعة للعملية العسكرية سلماً أو حرباً ووضع الخطط.

إلا أن الفريق عبد الباقي كرار يذهب برأيه خلال حديثه لـ «الإنتباهة» الى أن الأزمة والحرب مع دولة الجنوب قد خرجت من الحل السياسي، وذلك ما وضح من خلال فشل وفد التفاوض في الوصول إلى أية نتيجة، الأمر الذي جعل الأزمة التي تحكمها عدة عوامل يستعصى حلها بواسطة رؤية سياسية فقط، ولا يمكن وحدها أن تؤدي إلى حل سليم. وتتلخص هذه العوامل في مسائل عسكرية واقتصادية واجتماعية، فالعلاقة متوترة مع الجنوب منذ زمن بعيد، وازدات توتراً بعد الانفصال. ويضيف الفريق عبد الباقى أن دولة الجنوب ومع بداية الحرب ظلت تعاني ضيقاً شديداً داخل الدولة، وبالتأكيد ستؤدي إلى حدوث مجاعة لا محالة، وهذا جانب المتضرر الأول منه دولة الجنوب، على الرغم من أن الأزمة التى بين الدولتين أزمة دولية وتقف وراءها دولة بكامل إرادتها السياسية، وهذا عبارة عن مخطط ينفذ خطوة خطوة حسب ما وضع له من سيناريو عرض على الكنسيت الاسرائيلى وتمت إجازته.
وما يحدث الآن من تطورات على الساحة عسكرياً وتزايد الأزمة بين الحين والآخر، يحمل مؤشرات تقول إن التعامل مع هذه الأزمة يحتاج لحلول أخرى وتعامل بآلية أخرى غير التي تتبع الآن، مما يفتح الباب للتعامل مع الحرب بطرق أخرى أهمها المقاومة الشعبية والخدمة الوطنية، وهي مقاومة مدربة، وقد تمت تعبئتها مع تطور الأحداث فى هجليج، وهذا النوع من المقاومة له تأثيره الكبير كما هو واضح فى حزب الله بلبنان وحماس فى فلسطين، مع الوضع في الاعتبار أن هذه المقاومة تعمل بأحدث الأجهزة العسكرية.
إلا أن الناظر لمواقف القوى السياسية والمعارضة يلحظ وبشكل مباشر عدم ثبات مواقفها على مبدأ واحد، فتارة تدين الحرب وتارة أخرى تلوذ بالصمت، خاصة تصريحات بعض قادة المعارضة على رأسهم فاروق أبو عسيى الذي لم ينكر علاقته الطيبة بالجنوب والجبهة الثورية. وتظهر مواقف بعض القوى السياسية متضاربة، مما يصعب تنفيذ تلك الدعوة التى أطلقتها الأحزاب بالنيل الأزرق.[/JUSTIFY]

تقرير: هنادى عبد اللطيف
الانتباهة
Exit mobile version