وقال الصوارمي للصحفيين إن الوضع في هجليج سيحسم في غضون ساعات، وأضاف أن حكومة الجنوب كانت تخطط للاستيلاء على جنوب كردفان، مشيرًا إلى أن خطتهم تكسّرت أمام صلابة جنود القوات المسلحة. ولفت الصوارمي إلى أن هجليج ليست مسرحاً لعمليات وإنما حقل نفطي. وقال قلبنا الخطة وتقدّمنا نحو هجليج. وفي السياق أحكمت القوات المسلحة سيطرتها على الحدود الواقعة بين ولايات دارفور وكردفان مع دولة الجنوب لمنع تسلل أي مجموعات متمردة أو قوات للجيش الشعبي، في وقت كشفت فيه عن تصدّيها لمجموعة تتبع لفصيل مناوي أثناء محاولتها التسلل عبر ولاية شمال كردفان واللحاق بتحالف الجبهة الثورية للمشاركة في الهجوم على هجليج، في وقت تفقد فيه النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه جرحى العمليات الأخيرة بمستشفى السلاح الطبي وأشاد بدورهم وتضحياتهم.
في وقتٍ رفضت فيه الحكومة على لسان وزير الدولة بالإعلام سناء حمد دعوة جوبا لنشر قوة أممية في هجليج، وقالت إن المنطقة ليست محل نزاع، بينما أكد المهدي رئيس حزب الأمة القومي خلال خطبة الجمعة أمس دعمه للقوات المسلحة ومساندتها، وحث دولة الجنوب على ضرورة سحب قواتها والالتزام بحسن الجوار.
دعم أجنبي
إلى ذلك علمت «الإنتباهة» أن ألفي عنصر خاص تحت قيادة مسؤول العمليات ضد قوات جيش الرب اليوغندي الفريق مبوتو مبور نائب رئيس هيئة الأركان للتوجيه بالجيش الشعبي قادوا الهجوم على منطقة هجليج قبل عدة أيام تحت إشراف مباشر من «3» ضباط كبار ينتمون لدولة أجنبية كبرى تنوقلت روايات متضاربة بالقبض على اثنين منهم من قبل الأجهزة الأمنية السودانية، وكشف مصدر استخباري خاص بجوبا لـ «الإنتباهة» معلومات جديدة حول مغزى الهجوم على هجليج، وقال إن الرئيس سلفا كير دعا لإحكام السيطرة عليها لإدراجها ضمن أجندة التفاوض مع الخرطوم ومساومتها بأبيي، في وقت أعلنت فيه قبيلة المسيرية رصدها بدقة لحشود كبيرة من الجيش الشعبي على منطقة «الدمبلوي» القريبة من أبيي تستعد للهجوم على حقل «دفرة» ووجه رئيس اتحاد المسيرية محمد خاطر جمعة نداء عاجلاً للحكومة لتأمين المنطقة وحماية الأهالي وذكر لـ«الإنتباهة» أمس أنهم يرصدون حشودًا وجماعات تتدفق على منطقة الدمبلوي منذ عدة أيام، وحول تهديد سلفا كير بالاعتداء على أبيي أكد عدم قدرته على ذلك، وأكد أن المسيرية أبلغوا القوات الإثيوبية بذلك محذِّرين من الاعتداء على أبيي.
صرف مرتبات
وفي غضون ذلك أوضح المصدر الاستخباري أن الرئيس سلفا كير وجّه قبل الهجوم علي هجليج بـ 4 أيام بصرف مرتبات القوة، ودعا لرفع التمام في مدينة كادوقلي، وأبان أن نائب رئيس الأركان للتوجيه بالجيش الشعبي وصل لهجليج وخاطب القوة المعتدية، وأضاف أن اجتماعًا لاحقًا ضم سلفا كير وباقان أموم طلب فيه الأخير الإسراع في الضغط العسكري على الخرطوم لقبول زيارة البشير إلى جوبا لعقد القمة الرئاسية بحضور رئيس الجبهة الثورية مالك عقار الموجود هذه الأيام بمقاطعة الرنك في أعالي النيل، ونوه بأن باقان دعا سلفا كير لطرح فكرة إقامة نظام «كونفدرالي» للخرطوم من خلال القمة تقبل من خلاله إعادة والي النيل الأزرق المعزول وعبد العزيز الحلو يشمل فترة زمنية محددة وتكون الولايتان تحت قيادة رئاسة البلدين مقابل إعادة ضخ النفط عبر الأراضي السوادنية من جديد، وفي سياق غير بعيد طالب مجلس أحزاب الدينكا الرئيس سلفا كير في اجتماع أمس بضم كافة المناطق المتنازع عليها مع السودان باعتبارها مناطق جنوبية.
فلول متمردين
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد لـ«إس إم سي» إنهم تمكنوا من ردع فلول التمرد التي تفرقت في جيوب صغيرة، مشيراً إلى أن هذه المجموعات تحركت من شمال دارفور بمناطق بير مزة وأنا بجي ومنطقة شرق الجبل بجنوب دارفور مؤكداً أن القوات المسلحة في حالة استنفار لسد أي ثغرة حتى لا يتسلل منها المتمردون. من جانبه كشف الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب دارفور أحمد الطيب لـ«إس إم سي»» عن دحر مليشيات الحركة الشعبية عن مناطق بحر العرب وتمساحة بواسطة القوات المسلحة التي ظلت تطاردهم حتى عادوا أدراجهم داخل الجنوب مؤكداً أن الموقف الأمني على الحدود تحت السيطرة تماماً. وأبان أن حكومة الولاية قد جهزت أعداداً من المجاهدين وألوية الردع التي هي رهن الإشارة للتوجه لجنوب كردفان.
تدخل دولي
وفي ذات السياق قالت دولة جنوب السودان أمس إنها قد تنسحب من حقل هجليج حال نشرت الأمم المتحدة قوات محايدة في المنطقة.
وجاء في بيان رئاسي أُعلن في سفارة جنوب السودان في نيروبي: «يمكن أن يحدث مثل هذا الانسحاب إذا التزمت الأمم المتحدة بنشر قوات محايدة في هجليج يمكنها أن تظل بالمنطقة إلى حين التوصل لتسوية بين الطرفين».
وشجب الاتحاد الإفريقي الجمعة احتلال دولة الجنوب لهجليج ووصفه بأنه غير قانوني وحثّ خصمي الحرب الأهلية السابقة على تفادي حرب «كارثية».
انزلاق للحرب
حذرت صحيفة لوس أنجلوس الأمريكية من أن دولتي السودان والجنوب تقتربان من الانزلاق في أتون حرب طاحنة، وقالت إن البلدين يشهدان توترًا كبيرًا في علاقاتهما في ظل رفض جنوب السودان سحب قواتها من منطقة هجليج النفطية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين القول إن موجة من الغضب تسود في السودان، في أعقاب قيام قوات دولة جنوب السودان بالسيطرة على هجليج.
تصرف طائش
من ناحيتها علقت صحيفة «التليجراف» البريطانية على الأوضاع المتوترة بين دولتي السودان وجنوب السودان، لافتة إلى أن غزو جوبا لأراضي السودان يعد تصرفًا طائشًا.
وقالت الصحيفة ــ في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني ــ إنه على الرغم من أن الوضع السوداني يختلف عن الحرب الأهلية في سوريا التي أودت بحياة آلاف الأشخاص؛ وأن اندلاع القتال في السهول النائية بإفريقيا لا يحظى باهتمام دولي، إلا أن القرار المتهور الذي اتخذته جنوب السودان بغزو أراضٍ تابعة لجارتها الشمالية والاستحواذ على حقول النفط الحيوية ينذر ببدء حرب جديدة مع عواقب قد تنتشر إلى أبعد من حدود البلدين.
وأوضحت الصحيفة أن الخرطوم قد لا يكون لديها الآن خيارات عديدة للرد على تصرف جوبا سوى القيام بهجوم مضاد. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن هذه اللعبة من قبل الجنوب غير مسؤولة، حيث شرد القتال بين الخرطوم وجوبا ما يقرب من «100» ألف شخص، وأن سلفا كير إذا أخطأ في تقديره للموقف واندلع الصراع بين البلدين فسوف يستحق كير الإدانة من شعبه والعالم بأجمعه.[/JUSTIFY]
الانتباهة