أبـيـي .. مـديـنـة تـشـغـل بـال الجنـوب!!

ربما كان رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت في «كامل وعيه» أو في نصف وعيه.. المهم أن الرجل ولدى مخاطبته برلمان بلاده أمس رفض انسحاب قواته من منطقة هجليج بل وذهب في اتجاه آخر له ما بعده بكل حال إذ هدد بالسيطرة على منطقة أبيي، ومضى في اتجاه وضع اشتراطات للانسحاب من هجليج ــ والتي تمضي خطوات كبيرة بشأنها من جانب القوات المسلحة ــ إذ طالب سلفا الأمين العام للأمم المتحدة بدعوة الحكومة بسحب القوات المسلحة من أبيي، وهدد بدخول الجيش الشعبي«عنوة» إلى أبيي حال لم ينسحب الجيش السوداني. من هنا يتكشف جزء من ملامح تفاصيل خطة دولة الجنوب ومسار علاقتها بالسودان، تلك العلاقة القائمة على مظان وحذر وتآمر خفي ارتقى الآن وبشكل علني إلى مرتبة العداوة من خلال مهاجمة الجيش الشعبي الجنوبي إلى مدينة هجليج.
أطلّت أبيي الآن إلى واجهة الأحداث مجددًا عقب الهدوء النسبي الذي سيطر عليها عقب الأحداث الدراماتيكية التي عاشتها المنطقة في مايو من العام الماضي في أعقاب نصب الجيش الشعبي لكمين أوقع شهداء من القوات المسلحة كانوا عائدين برفقة قوة أممية من المنطقة، مما قاد الحكومة إلى إعلان المنطقة منطقة حرب وقامت باجتياحها والسيطرة عليها. ثم أخذت المنطقة طابعاً مختلفاً فاتحة هذا العام في أعقاب وصول قوات إثيوبية إلى أبيي وانتشارها هناك والتي يفترض أن يكون قوامها وبشكل نهائي«4400» جندي.
ومع صدور قرار التحكيم الدولي بخصوص المنطقة إلا أنها ما تزال منطقة متنازعاً حولها على الأقل.. إن الملف الخاص بها في الجنوب يتولاه أبناء أبيي المتنفذون في دولة الجنوب أمثال لوكا بيونق ودينق ألور إذ ما تزال قضايا الحدود عالقة على شاكلة من يحق له التصويت في الاستفتاء الخاص بالمنطقة؟ وتضع الحركة العقدة على المنشار من خلال تحديدها الشخص الذي يحق له التصويت والذي يبقى عاماً كاملاً في المنطقة، ما يتعارض مع سكان المنطقة من المسيرية الذين يتجولون والذين يرفضون رؤية الحركة رغم الحوافز الأمريكية التي طرحت على طاولة مفاوضات أديس أبابا من قبل للمسيرية ومن شأنها مساعدتهم على الاستقرار مثل حفر آبار مياه، وكان الرد الطبيعي من المسيرية أنفسهم قبل الحكومة من خلال رفع القبيلة لـ «لاءات ثلاث»: لا لقرار المحكمة، لا لتعديل الحدود، لا لتقرير المصير.
وهناك علاقة بين أبيي وهجليج خلافاً لمحاولة الربط بينهما التي أشار إليها سلفا كير وهو ما ذكره معتمد أبيي السابق اللواء د. عبد الرحمن أرباب مرسال في حوار صحفي عندما أشار إلى أن هجليج ووفقاً لتقرير الخبراء كانت مضافة إلى أبيي هي ومنطقة أخرى تقع غرب أبيي وملاصقة أو محازية للميرم، ويوجد بها بترول بكميات كبيرة وبالتالي الصراع قوامه الثروة سيما وإن أبيي منطقة بترولية. وهاتفت «الإنتباهة» أمس اللواء عبد الرحمن أرباب واستفسرته حول مدى تنفيذ سلفا كير لتهديداته باجتياح أبيي؟ وقال إن المهم في غزو أي منطقة هو النجاح في التمسك بأرضها مستبعدًا صعوبة سيطرة الجنوب على أبيي وتوقع خروج جيشه حتى من هجليج وفقاً للنظرية العسكرية التي ذكرها ــ التمسك بالأرض ــ وأشار إلى ما حدث العام الماضي من فشل مُني به الجيش الشعبي عقب محاولته السيطرة على أبيي.
بالمقابل لا يمكن إغفال تهديدات الرئيس سلفا كير سيما وأن أبيي تبعد نحو «45كلم» فقط من الحدود الجنوبية لولاية بحر الغزال، مدينة واراب، غير متناسين أن العازل المائي ممثلاً في بحر العرب الذي يبعد من المنطقة نحو «13كلم» من الممكن أن يعيق تقدُّم الجيش الشعبي بعض الشيء.
ومهما يكن من أمر فيبدو أن دولة الجنوب تريد أن تعيد الأوضاع في أبيي إلى سيرتها الأولى من خلال تعكير الأجواء بالمنطقة أو صرف الأنظار عن مسائل أخرى إلا أن إعلان المسيرية استنفار سبعة آلاف مجاهد لدعم القوات المسلحة سيربك حسابات جوبا.
اسامه عبد الماجد
الانتباهة
Exit mobile version