نساء الشعبى ..في إختبار الأمانة

[JUSTIFY]عرف بانحيازه (الواضح) للمرأة حتى وصف بانه نصير النساء ، فهو اول من دعا الى ان تتاح فرص لمشاركة المرأة بالمكتب القيادى ومجلس الشورى بحزبه منذ الستينيات . د.حسن الترابى الامين العام للمؤتمر الشعبى الذى شغل الرأى العام فى وقت سابق بآرائه الفقهية (الشهيرة) التى اباح فيها ان تتزوج امرأة مسلمة من رجل كتابى، واباح لها ان تؤم الرجال فى الصلاة ، فجر ( مفاجأة) اخرى حينما كان يخاطب جمعا من نساء حزبه بمؤتمرهن الثالث ،وقطع بامكانية ان تخلفه امرأة فى الامانة العامة للحزب .
دعوة الترابى هذه وجدت استهجانا من البعض، واعتبروا انه يقصد فقط تأكيده على اهمية دور المرأة فى العمل السياسى ،وانها جديرة ان تتقلد مناصب قيادية على رأس الاحزاب السياسية. واعتبروا ان حديث الترابى يصعب انزالها على الواقع السياسى بالسودان الذى مازالت تهيمن عليه السلطة الذكورية، بجانب ان طبيعة المرأة الفيسيلوجية تحجمها عن العمل فى هذا المنصب .
البعض الآخر اعتبر ان حديث الترابى اقرب الى واقع المؤتمر الشعبى، باعتبار ان الترابى لديه الكاريزما التى تجعل حديثه يجد طريقه للتنفيذ ،لانه يؤمن بان المرأة لا تقل كفاءة عن الرجل، وتستطيع ان تنجح فى المهام التى توكل لها . ودللوا على ذلك بحديثه فى مؤتمر نساء الشعبى بقوله (انه يفكر فى التنحى عن منصب الامين العام وربما كانت خليفته امرأة وستكون استحقت المنصب بكفاءتها ومقدرتها ولن يتم ذلك بالبركات او القربى من زعامات او قيادات الحزب) .
فيما رأى آخرون استحالة ذلك لعدم وجود نساء بالمؤتمر الشعبى رائدات فى العمل السياسى يستطعن ان يملأن فراغ د. الترابى بعد تنحيه عن امانة الحزب .
ولكن بعض قيادات المؤتر الشعبى لم يستبعدوا ان تشغل منصب الامين العام للحزب امرأة . و اكدوا فى حديثهم لـ (الرأى العام) ان الترابى حينما اطلق هذا الحديث ،كان يعنى ما يقول، وليس بغرض الاستهلاك السياسى او لتعظيم مكانة المرأة بالحزب فقط ، وقطعوا بان بالحزب نساء كثر قادرات على ملء هذا المنصب بخبراتهن وقدراتهن التراكمية فى العمل السياسى والحزبي .
وفى هذا السياق قال عبد الله حسن احمد نائب الامين العام للمؤتمر الشعبى ل ـ(الرأى العام) لا يوجد ما يمنع ان يتم ترشيح امرأة لمنصب الامين العام او نائبه، لان بالحزب نساء كثيرات تولين مناصب قيادية، كما بالاحزاب السياسية الاخرى، وهن الآن بهيئة قيادة الحزب ومكتب الشورى، لذا فالمناصب مفتوحة للمرأة دون حرج ويمكن ان تحتل أعلى المناصب. واضاف لدينا نساء لديهن تجارب عظيمة فى العمل السياسى شغلن مواقع قيادية فى المكتب السياسى والامانة العامة عبر الانتخاب ، واستطعن ان يتبوأن ذلك بخبراتهن السياسية المتراكمة .فلا يوجد فرق بين رجل وامرأة فى النشاط السياسى .
وصال المهدى قرينة د. الترابى قالت فى حديثها لـ (الرأى العام) ان (شيخ) حسن كان يعنى ما يقول حينما قال ان المرأة يمكن ان تخلفه فى امانة الحزب، لانه (دائما) نصير النساء. واعتبرت ان حديثه( ليس) مستحيلا، ويمكن ان يتحقق فى القريب العاجل، ولكن ربما لايكون الآن لان هذا الامر يصعب تحقيقه فى السودان. واضافت يوجد بالشعبى نساء لديهن خبرات سياسية متراكمة ويستطعن ان يملأن هذا المنصب . وصال لم تشأ ان تتحدث عن نساء بعينهن لشغل هذا المنصب. وقالت يمكن ان تكون خديجة كرار اول امينة المرأة او وصال المهدى ، وزادت شيخ حسن نفسه قال هذا الحديث على اطلاقه باعتبار انه يمكن يحدث ولم يقل انه سيحدث الآن .
ولكن محمد الامين خليفة القيادى بالشعبى قال انه لا يوجد حرج فى ان تتولى المرأة بالحزب هذا المنصب. واضاف فى حديثه لـ(الرأى العام ) انه وخلال انعقاد المؤتمر العام ان تم ترشيح امرأة لمنصب الامين العام ،وتم الاتفاق على انها تستحق هذا المنصب فلا غضاضة فى ذلك ،بل نشجع ان تكون المرأة فى موقع قيادى. واستبعد ان يكون عنى د.الترابى فى حديثه ان تعين وصال المهدى ،لانه شخص لا يورث المناصب بل يعمل بالكفاءة كما قال فى حديثه (ربما تكون خليفة الامين العام امرأة وستكون استحقت المنصب بكفاءتها، ولن يتم ذلك بالبركات او القربى من زعامات او قيادات الحزب ). و قال بالحزب نساء كثر لديهن خبرات سياسية متراكمة يستطعن ان يقمن بما يقوم به الرجال مثل د. خديجة كرار مساعد الامين العام وكانت فى السابق نائب الامين العام وخلال غياب الترابى كانت تقوم بمهامه وكنا فخورين بها. وساق امثلة اخرى كنجوى يوسف وايمان احمد الحسين ولبابة الفضل ولكنها الآن خارج السودان .
بعض المحللين السياسيين استبعدوا ان يتم ترشيح امرأة لمنصب الامين العام سواء بحزب المؤتمر الشعبى او اى حزب آخر لاسباب عديدة ، اولها هيمنة المجتمع الذكورى بالسودان التى لا تقبل ان ترأس امرأة حزبا سياسيا بجانب ان طبيعة المرأة الفسيلوجية لا تساعدها على تقلد مثل هذه المناصب. وقال د. الطيب زين العابدين المحلل السياسى المعروف لـ (الرأى العام) ان اختيار امين عام للحزب يترك للمؤتمر العام، ولان هذا المنصب يصعب ان تشغله امرأة بالسودان لطبيعة (التركيبة) الذكورية التى تسيطر على الاحزاب، او الفهم الاسلامى الذى يحظر ان تولى امرأة لقيادة الرجال او للمصلحة الحزبية لان طبيعة المرأة الفسيلوجية تقلل من فرص نجاحها، فيصعب ان ترشح امرأة لذلك ، بجانب ان الشعبى لا توجد به امرأة مؤهلة سياسيا تستطيع ان تملأ فراغ الترابى بعد تنحيه من الموقع ، زين العابدين اعتبر ان حديث الترابى هذا ربما يتوافق مع افكاره التى تنحاز الى جانب المرأة منذ الستينيات، فكان اول من اقترح باعطاء النساء فرص لتمثيلهن بالمكتب القيادى. ولكن ربما اطلقه للاستهلاك السياسى فقط فهو احيانا يطلق بعض الحديث برغم علمه استحالة تنزيله الى الواقع وليؤكد انه نصير للمرأة .
ومهما يكن من امر، فحديث الترابى بامكانية ان تخلفه امرأة فى امانة المؤتمر الشعبى، ربما تواجهه بعض المتاريس بسبب طبيعة الاحزاب التى تهيمن عليها الثقافة الذكورية ، وربما تستطيع ان تخترق المرأة بالشعبى هذه المتاريس ، بمناصرة الترابى الذى ربما يجعل حديثه ذاك ملامسا للواقع. [/JUSTIFY]

الراي العام

Exit mobile version