الخرطوم تطلب من جوبا التعهد كتابةً بالكف عن دعم التمرد .. باقان: وفد السودان غادر لحظة استعدادنا للتوقيع
[JUSTIFY]رهنت الخرطوم وصولها لاتفاق نهائي مع جوبا في جولة المفاوضات الحالية بالتعهد كتابةً على عدم دعم التمرد. وكشف الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع لدى وصوله الخرطوم أمس قادماً من أديس أبابا عن طلب الوفد من الوساطة، فسحة من الوقت للتشاور حول الورقة التوفيقية التي قدمتها الوساطة والمتعلقة بالقضايا الخلافية الأمنية، وقال للصحفيين أمس: (الاجتماع الذي تمّ للجنة الأمنية العليا لم يكن دورياً بل طارئاً، وقدّمت لنا الوساطة ورقتها التوفيقية، ودرسناها دراسة أولية، وقدرنا أنها تحتاج لمزيدٍ من الدراسة والتحليل، وأبلغنا الوساطة بضرورة العودة للخرطوم لأن الورقة تمس قضايا سياسية وعسكرية وأمنية ولابد للأجهزة المختلفة أن تراجع هذه المسائل، لنتمكن من الرد عليها بعد التشاور مع القيادة حتى تكون اتفاقية عملية تحقق السلام على الأرض)، واستنكر عبد الرحيم نفي حكومة الجنوب إيواء حركات مناوئة للشمال على أراضيها، معتبراً الإنكار بداية خاطئة للتفاوض، وقال: (لدينا قضايا أساسية ورئيسية وذهبنا من هنا بقلوب مفتوحة جداً وطلبنا أن يقر الطرف الآخر بوجود حركات مناوئة هناك بكل شفافية وصدق، لكن أن يقولوا إنه لا توجد أصلاً حركة معارضة للشمال نأويها وليس هناك عمل مضاد من الجنوب مطلقاً وليست هناك مجموعات من النيل الأزرق وجنوب كردفان، نكون بدأنا بداية غير مبنية على الصدق والوضوح)، وكشف عن مطالبتهم بتضمين ذلك في الورقة التوفيقية، وأكد وزير الدفاع حرص السودان على توقيع اتفاق يعيش على الأرض بأن يبنى على الوضوح والصراحة، وأوضح أنهم أبلغوا الآلية بعودتهم إلى طاولة المفاوضات خلال أسبوع أو عشرة أيام متى ما كانت الأرضية صالحة، وبَرّر ذلك بالحرص على بناء اتفاقية سلام ذات قاعدة قوية. ونَوّه إلى قناعة الخرطوم بأن الحروب لن تحل مشكلة وأن أي حرب تنتهي بجلوس ومفاوضات، وقال: (نحن حريصون على وقف الحرب والانتقال إلى مرحلة التفاوض)، وأضاف: (لم نوقع على أيّة ورقة.. تحاورنا وتحدثنا لكن لم نوقع على شئ). من جانبه، جدّد العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، تأكيدات الوفد بعدم توقيع أي شئ، وحدد ما تم الاتفاق عليه في وقف العدائيات والتصعيد العسكري والإعلامي. في المقابل، قال المهندس إبراهيم محمود وزير الداخلية، إنّه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق رسمي الأسبوع المقبل بعد زيارة يقوم بها رئيس الآلية الأفريقية ثابو امبيكي إلى كل من الخرطوم وجوبا، وأضاف: نحن مُصمِّمون على التوصل لوقف العدائيات، وأن يتوقف كل من الطرفين عن دعم أية مجموعة متمردة على أراضي الآخر. من جانبه، وصف باقان أموم رئيس وفد الجنوب المفاوض بأديس أبابا أجواء التفاوض بأنها لم تكن جيدة، واتهم الوفد السوداني بالانسحاب من المفاوضات. وقال (وفد الخرطوم غادر القاعة في وقت كنا نستعد فيه للتوقيع وسارعوا إلى التهرب). إلى ذلك، حثت الولايات المتحدة، السودان وجنوب السودان على وقف القتال والعودة الفورية إلى المفاوضات بعد فشل مفاوضات أديس أبابا، وقال الناطق باسم الخارجية ندعو الأطراف كافة لضبط النفس، ونُعبِّر في الوقت نفسه عن القلق من استمرار العدائيات على المناطق الحدودية بين السودان وجنوب السودان، وأضاف: ندعو الأطراف إلى وقف العدائيات وضمانة سلامة وأمن المدنيين أولاً ثم التفاوض لإيجاد حل تحت رعاية الإتحاد الأفريقي.
[/JUSTIFY]