الصحافة انتقلت امس الاول الى ضاحية الحاج يوسف بشرق النيل التي لا زالت تحتضن مجموعة من ابناء جنوب السودان . تقول المواطنة فاطمة يوسف بالنسبة لابناء الجنوب الذين تبقوا في السودان فان الواقع الجديد يصنفهم كاجانب بعد انفصال الجنوب ما يعني ضرورة مغادرتهم الى دولتهم الوليدة بعد ان تم عزلهم عن الوظائف التى ظلوا يشغلونها. وتمضي فاطمة الى القول بان الجنوبيين ادركوا بانهم باتوا اجانب وانعزلوا عن النسيج الاجتماعي برغم ان تواصلهم مع الآخرين كان محدودا وترى فاطمة بان الافضل ترحيلهم الى وطنهم الجنوب ، السيدة قديل حماد قالت بانها ظلت على علاقة جيدة بجيرانها من الجنوبيين غير ان تعاملهم في الآونة الاخيرة كان يشوبه التوتر وترى قديل بان التدخلات الاجنبية حرضتهم على الانغلاق على انفسهم وعدم الاندماج في نسيج المجتمع وقابل ذلك ترحيب غير معلن من المواطنين وقد ادى الانفصال الى بعد الشقة اكثر بين الطرفين، واصبح الجميع يعتبرهم اجانب وزادت حالة من الريبة والشكوك حولهم خاصة بعد التوجهات العدوانية لدولتهم وطالبت قديل بضرورة اجلائهم الى وطنهم في الجنوب .
بشير رمضان قال بان من تبقى من الجنوبيين سيظلون اخواننا الذين تربوا بين ظهرانينا والعلاقة مع ابناء الجنوب ظلت وستبقى بالتآلف والتداخل الايجابي وذلك للتعايش السلمي الذي يميز الحياة بين الناس مشيرا الى ضرورة استمرار التعاون الجيد ومراعاة المصالح المشتركة، ويرى بشير ان انعكاسات السياسة مهما كانت حادة الا انها لن تنجح في احداث وقيعة بين الطرفين.
خديجة عباس قالت ان من تبقوا من الجنوبيين باتوا منعزلين عن الناس والافضل لهم الذهاب الى دولتهم وفي النهاية تتمنى لهم التوفيق في دولتهم وان تكون علاقتهم متواصلة مع السودان ونهت خديجة عن قطع العلاقات نهائيا ، فيما ذهب عبد الجبار عبد الرسول الى القول بانهم عاشوا في جوار مع الجنوبيين منذ سنين طويلة و بينهم ملح وملاح وعشرة ومداخلات اجتماعية و لم يسمعوا منهم سيئة حتى الآن مشيرا الى ان بعضهم رفضوا الذهاب الى وطنهم وان غالبية من بقوا في الشمال يرفضون تصرفات حكومة الجنوب .
انتصار عيسى قالت انها لم تلمس اي تغيير في التعامل مع الجنوبيين بعد الانفصال غير انها عادت لتشير الى حالة من الحزن باتت ترتسم في وجه من تبقى من ابناء الجنوب بعد اعلان الانفصال وزادت ملامح الحزن في اعقاب التوترات الاخيرة بجنوب كردفان وقالت انتصار انها فخورة بالتعامل الذي يجده اولئك الذين حرصوا على التمسك بالعيش بسبب حالة التوالف والتوادد مع المواطنين برغم الخلافات السياسية.
جمعة جيمس من ابناء جنوب السودان قال انه وبرغم ان الاغلبية من ابناء الجنوب قد باعوا منازلهم واراضيهم وذهبوا وتبقى القليل الا انه لا يشعر باي نوع من الغربة فلا يزال التواصل والتداخل هو السمة وان الحال كما هو في الماضي ولا يرى جمعة اي تغيير في التعامل. وبشأن انعكاسات حالة الاحتقان بين الدولتين قال جمعة انها السياسة تجمع وتفرق اما العلاقة بين الشعبين فستظل نسيجاً وحدها في العالم ويحلم جمعة بعودة الجنوب الى السودان مجددا وان تعود للخرطوم الوانها المحببة وتشير ميري مجوك الى انها لم
تلمس اية تغييرات على مستوى الشارع بعد الانفصال ولا تخفي مجوك عن تمنياتها بعودة الجنوب الى احضان الوطن، ولا تخفي احساسها ويقينها العميق بالعودة ذات يوم غير انها تريد ان تعايش ذلك اليوم لتستمتع بحلاوته كما ذاقت مرارة الانفصال، وتجزم ميري بان الانفصال لم يكن ذات يوم مطلبا لابناء الجنوب ولكنه تحول الى اجندة وهدف للسياسيين في الشمال والجنوب. وبشأن تداعيات حالة الاحتقانات وتبادل الاتهامات بشأن الاعتداءات واثرها على من تبقى من ابناء الجنوب بالشمال قالت ميري ان حالة الوعي التي عرف بها اهل السودان هي الواقي الذي يحجب عنهم الاذى مؤكدة انها لا تخشى على اطفالها في شوارع الخرطوم مهما بلغ شأن الاحتقانات بين حكومتي الشمال والجنوب . [/JUSTIFY]
الصحافة