تعهدات الخرطوم وجوبا .. هل ستنجح في إسكات صوت البندقية..؟

ألقت الأحداث الأخيرة لهجوم الحركة الشعبية على منطقة هجيليج بظلال سالبة على مسار المفاوضات الجارية بين الطرفين، فيما يخص القضايا العالقة، كما قللت من فرص نجاح وقيام القمة المرتقبة بين البشير وسلفاكير، كما أنها احدثت ضجيجاً وغضباً كبيراً في أوساط الشعب السوداني والمسؤولين بالدولة، الذين رحبوا بالجنوبيين بعد توقيعهم لاتفاق الحريات الأربع، الأمر الذي يؤكد عدم احترام حكومة سلفا للمواثيق والعهود، الذي أكد على أنه يريد إزاحة «العصابة الحاكمة في الخرطوم»- على حد قوله- بشنه لبعض الغارات التي تصدت لها القوات السودانية، وتحسباً لعدم تكرار مثل تلك الهجمات، وحفاظاً على الابتعاد عن الحرب والعمل نحو السلام، تعهدت الدولتان على تخفيض التصعيدات في المواجهات العسكرية الحدودية، التي وضعتهما على شفا الحرب والعودة اليها مرة أخرى، وفي هذا الإطار قال وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان- في تصريحات صحفية- إن الخرطوم لا ترغب في الحرب، ولا تريد الدخول في حرب مع جوبا، ولكن إذا أرادت التصعيد فسندافع عن أنفسنا، واستبعد رحمة الله قيام القمة بين سلفا والبشير في الوقت الراهن، وفي الجانب الآخر قال باقان أموم- كبير مفاوضي دولة الجنوب- قال إنهم سيوقفون القتال، ويضمن ألاَّ يتحول إلى حرب بين الجانبين وفي السياق قال وزير الدفاع الجنوبي مجاك اقوت إن ما حدث في الأيام الماضية على الحدود كان ضرورة تكتيكية فرضتها الظروف الواقعية وعلى ضوء هذه التعهدات يرى بعض المراقبين أن مثل هذه التعهدات تعمل على ترطيب الجو المسخن بحرارة التصريحات، التي لم تغب يوماً عن الجانبين، حيث يرون أن التعهدات من شأنها أن تعمل على خلق جو يساعد على مواصلة المفاوضات، حتى وإن لم يتم قيام القمة المرتقبة بين البشير وسلفاكير، واستدامة الهدنة أمر مطلوب هذه الأيام، وخاصة أن الطرفين بحاجة لبعضهما، وبالأخص البترول الذي يعتبر مورداً اقتصادياً، غيابه أثر على الطرفين، ومن هنا تأتي الدعوة لتجنب السير في اتجاه اشعال فتيل الحرب أمر مهم جداً.
فيما ذهب أبو الحسن فرح القيادي بالحزب الاتحادي الأصل إلى أن التعهدات تعني أن الاثنين خائفان من بعض، والحركة الشعبية تعلم أن الوضع الاقتصادي بالجنوب سيئاً جداً ولا يتحمل تبعات الحرب، وكذلك الحال بالنسبة للمؤتمر الوطني، والحزبان الحاكمان في الدولتين خائفان، وهذا فيه فائدة كبيرة للشعب الجنوبي والشمالي، وقال أبو الحسن إن الخرطوم تعلم أن حرب جوبا ليس حرباً للجنوب، والحكومة الجنوبية تعلم أن أمريكا والداعمين لها لا يمكن أن يرضى عنها، إذا قامت بحرب تجاه الخرطوم، واستبعد قيام الحرب، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بعد وصول الطرفين إلى حافة الهاوية، وأشار أبو الحسن إلى أن وقف اطلاق النار يظل مؤقتاً وليس دائماً، لأن ذلك مرتبط بحل الملفات العالقة، مؤكداً أن المخاطر كبيرة، ويجب أن يعي الطرفان ذلك ومراعاة مصلحة الشعبين، وأن يسعى الجانبان إلى الوصول للحلول التي ترضي الجميع، محذراً من مغبة تجاهل ذلك، لأنه لا يمكن أن يمر هذا العام والسودان على هذا الحال، إما أن يلحقا انفسهما أو ينتظرا الطوفان الذي أصبح يهدد كل العالم من انهيار لمنطقة اليورو والدولار، التي تتعامل مع الدولتين، وخطر المجاعة يهدد الجنوب، وبالنسبة للشمال أحوال الجيش متغيرة، بدليل وجود أبناء النوبة بالجيش السوداني، والمواجهات إذا حدثت ستكون الاسوأ ولا يمكن لأبناء النوبة أن يقاتلوا أهلهم.
آخر لحظة
تقرير: حسن محمد علي
Exit mobile version