وأفاد المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد أنه في تطور جديد للأحداث بولاية جنوب كردفان توغل الجيش الشعبي التابع لحكومة جنوب السودان داخل حدود السودان امس بمسافة ثلاثة كيلومترات في منطقة التشوين بمنطقة هجليج. واعتبر الصوارمي الخطوة خرقاً واضحاً لكل المواثيق الدولية.
ورفضت جوبا طلب الخرطوم بإدراج الزامها بنزع سلاح ابناء جبال النوبة وخروج جيشها من جنوب كردفان كأولوية في المناقشات، وقطعت بعدم صلتها بقضية جبال النوبة اطلاقا، وغادر رئيس هيئة اركان جيش دولة الجنوب الفريق جيمس هوث مقر المفاوضات على خلفية غياب وزير الدفاع ورئيس هيئة اركان القوات المسلحة.
وابلغ مصدر موثوق بمقر المفاوضات باديس ابابا «الصحافة» ان السودان اشترط كأولوية لاستئناف المفاوضات في القضايا العالقة مناقشة امر قيام الجنوب بنزع سلاح ابناء جبال النوبة كأولوية ضمن اجندة المفاوضات، بجانب التزام جوبا بإخراج جيشها من ولاية جنوب كردفان، واشار الي ان وفد المفاوضات الجنوبي رفض تماما ذلك واكد ان الجنوب لا سلطات له على ابناء جبال النوبة ليقوم بنزع اسلحتهم.
وقال المصدر ان الجدل حول الاجندة ادى لرفع المفاوضات التي استمرت ليوم واحد وقال ان الجنوب كان بصدد اعادة وفده الامني برئاسة وزير الدفاع لاسيما بعد ان اصر الجانب السوداني في بادئ الامر على عدم حضور وزير الدفاع الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين الا بعد الاتفاق حول الاجندة، واوضح ان رئيس الوفد الجنوبي باقان اموم ابلغ الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي بعودة وزير دفاع الجنوب ورئيس هيئة اركان الجيش الشعبي لولا ان الخرطوم عدلت عن قرارها واكدت ان وزير الدفاع سيصل اليوم لاديس ابابا، وذكر ان المفاوضات المباشرة وغير المباشرة متوقفة تماما حاليا لحين وصول وزير الدفاع والوقوف على ما يحمله من اراء من الخرطوم، واعلن المصدر عودة رئيس الاركان جيمس هوث لجوبا .
وقال رئيس وفد جنوب السودان الى المفاوضات باقان اموم للصحفيين في اديس ابابا «هاجمت حكومة السودان (منطقة) مانجا اليوم (امس) عند الساعة الثانية صباحا.. تعرضت باناكواش ايضا في ولاية الوحدة لقصف جوي شمل هجمات بطائرات هليكوبتر.» وأضاف «بينما نتحدث الان يقصف السودان جنوب السودان.»
وقال اموم رئيس وفد جنوب السودان «حكومة السودان لم ترسل رئيس وفدها. بات من الواضح الان ان لديهم نوايا مختلفة.»
لكن المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد نفى هذه الاتهامات، وقال انه لم تنفذ أية عمليات عسكرية امس.
وكان من المفترض ان يستأنف الجانبان المحادثات في مطلع الاسبوع لكن مسؤولي الاتحاد الافريقي قالوا ان اعضاء اساسيين في وفد السودان مثل وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان لم يصلوا بعد.
وقال عضو بوفد السودان لرويترز انه من المتوقع وصول هذين المسؤولين الى اديس ابابا «الليلة او صباح الغد.»
في غضون ذلك قدم الوفد السوداني إلى رئيس الآلية المشتركة الأفريقية، ثامبو أمبيكي، تقريراً بشأن اعتداءات جنوب السودان وحشد قوات الجيش الشعبي لمهاجمة هجليج وقصف منطقة تلودي الأمر الذي يمثل عائقاً أمام المفاوضات بين البلدين.
وقال وزير الداخلية، إبراهيم محمود حامد، لـ(الشروق) من أديس أبابا: «نقلنا لأمبيكي أن اعتداءات الجيش الشعبي وهجومه على هجليج والاعتداء على تلودي واشتراك الفرقة الرابعة للجيش الشعبي في عمليات لصالح المتمردين تجعل من المستحيل الاستمرار في التفاهمات».
من جهة أخرى التقى الوفد الحكومي المفاوض رئيس الوزراء الأثيوبي، ملس زيناوي، وقدم تقريراً عن اعتداءات جوبا الأخيرة على منطقتي هجليج وتلودي.
وزارت لجنة أمن ولاية جنوب كردفان، برئاسة الوالي أحمد هارون، محلية تلودي ووقفت على الأوضاع فيها عقب الهجوم الذي شنته قوات مشتركة من قوات الجيش الشعبي وحركة العدل والمساواة على بعض أجزاء المحلية.
واتفق المفاوضون من السودان وجنوب السودان بأديس أبابا على أن الأولوية الراهنة هي كيفية تجاوز حالة التصعيد الراهنة وتهدئة الأوضاع بين البلدين عسكريا وسياسياً.
وقطع المؤتمر الوطني بعدم وجود تناقضات في مواقف الحكومة في التفاوض مع جنوب السودان، واكد ان المباحثات التي تجري الان بين البلدين في اديس ابابا في اطار الترتيبات الامنية وليس الوضع السياسي، وجدد تمسكه بطرد الجنوب للحركات المتمردة ومنع التشوين وترحيل الفرقتين التاسعة العاشرة للجيش الشعبي بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، ووقف العدائيات كشروط للتوصل لاتفاق. وكشف عن عمليات رصد ومتابعة عبر الاقمار الاصطناعية لخطوط الامداد والتشوين والقادة العسكريين للجيش الشعبي بجنوب كردفان.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير العبيد مروح ان الطرفين دخلا أمس بأديس أبابا في أول اجتماع مباشر بحضور الوسيط الافريقي ثامبوأمبيكي، موضحا ان الوفدين اتفقا على نقل الحوار المباشر من اللجنة الفرعية الى اللجنة الرئيسية، واضاف مروح أنه تم الاتفاق أيضاً على أن يقدم كل طرف رؤيته ومقترحاته لكيفية احداث التهدئة وتقديمها لاجتماع يعقد اليوم.
ومن المنتظر ان يتوجه وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، الى أديس أبابا اليوم للالتحاق بوفد التفاوض.
وفي الخرطوم، قال المتحدث باسم المؤتمر الوطني بدر الدين احمد ابراهيم للصحافيين عقب اجتماع القطاع السياسي برئاسة رئيس القطاع نائب الرئيس الحاج ادم يوسف امس ان الاجتماع بحث الاوضاع في جنوب كردفان والوضع الانساني وكيفية ايصال المساعدات لأهالي المنطقة، مؤكدا وقوفه مع مواطني المنطقة والقوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى.
ورفض ابراهيم ان تكون هناك تناقضات في مواقف الحكومة في التفاوض مع حكومة جنوب السودان وقال ان ما يدور من مفاوضات في اديس ابابا في اطار الترتيبات الامنية وليس الوضع لسياسي، وان وفد التفاوض الان برئاسة وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد وزاد «ان رئيس اللجنة هو وزير الدفاع لكن نسبة للاحداث الدائرة الان لا يمكن للجيش ان يقاتل ويدافع ويذهب للتفاوض».
وجدد المتحدث باسم المؤتمر الوطني، تمسك الحزب والحكومة بالترتيبات الامنية وان يكون الملف الامني اولا وسحب جوبا للفرقتين التاسعة والعاشرة بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وطرد الحركات المسلحة ووقف العدائيات. وقال «لا يمكن التفاوض مع حكومة الجنوب وهي تحتضن الحركات المسلحة التي تتحرك من داخل اراضيها وتقدم لها الدعم اللوجستي والعسكري».
واضاف «يجب ان تتعامل حكومة الجنوب كدولة مستقلة مع السودان واذا لم تفعل ذلك ستظل هي المسؤولة عن كل ما يجري من احداث مع الشمال،» وقال ان احداث منطقة هجليج بجنوب كردفان هي برعاية حكومة الجنوب، وهناك رصد كامل عن طريق الاقمار الصناعية لخطوط الامداد والتشوين والقادة العسكريين وكل العمليات التي تدور بالمنطقة.
[/JUSTIFY]
الصجافة