ويعرف هذا الفيتامين علمياً باسم حمض “الاسكوربيك”، كما يوجد بوفرة في المصادر الطبيعية مثل الملفوف والجريب فروت، والفلفل الأخضر والأحمر والجوافة والليمون وعصير البرتقال والشطة الحمراء الحارة والحلوة والبطاطس والسبانخ والفراولة واليوسفي والطماطم والجرجير والتوت والبقدونس والكراث واللفت والموز.
ورغم أن الكثير من الناس يحرصون علي تناول جرعات كبيرة من هذا الفيتامين كمادة غذائية مكملة، إلا أنه في حقيقة الأمر سلاح ذو حدين ينطوي على فوائد عديدة، ويحفز في الوقت نفسه علي ظهور مواد مركبة ذات علاقة بالإصابة بالسرطان.
وولا تخفى فوائد البرتقال أو الفواكه التي تحتوي فيتامين “سي” على أحد فقد كشفت أبحاث طبية حديثة أن الاكثار من تناول البرتقال يساعد على الوقاية من الإصابة بالسكتات الدماغية.
وكان الباحثون بجامعة “هارفارد” الأمريكية، قد أجروا أبحاثهم على أكثر من 70 ألف ممرضة حيث تم دراسة نمط أنظمتهم الغذائية بالإضافة إلي معدلات تناولهم لمضادات الاكسدة والفلافونويد”، طبقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”.
وأشارت المتابعة إلي أن الممرضات اللاتي أكثرن من تناول الحمضيات خاصة البرتقال نجحن فى خفض فرص إصابتهن بالسكتات الدماغية بصورة ملحوظة بالمقارنة بالممرضات اللاتى لم يتناولن البرتقال.
فوائد فيتامين “سي”
أكد باحثون أن فيتامين “سي” يلعب دوراً مهماً في الوقاية من أخطر انواع السرطانات، فقد أكد علماء أمريكيون أن حقن المصابين بالسرطان بجرعات عالية من فيتامين “سي” يمكن أن يؤدي إلى وقف انتشار المرض لدى الفئران المصابة.
وحذر باحثو الأكاديمية الأمريكية الوطنية للعلوم في الوقت نفسه من أخذ جرعة مرتفعة من الفيتامين عن طريق الفم، وشددوا على ضرورة تناوله حقناً في منطقة البطن أو في الدم بشكل عام.
وتوقع العلماء أن يؤدي استخدام الفيتامين إلى نتائج مباشرة لدى الإنسان أيضاً خاصة في مواجهة الأورام التي تمتلك قدرة كبيرة على مهاجمة الجسم والتي لا تشخص غالباً بالشكل الصحيح.
وبحسب الأطباء، فإن فيتامين “سي” ينتمي إلى ما يعرف بمضادات التأكسد والتي تمنع تأكسد جزيئات المواد الاخرى التي تساهم في تكون السرطان.
وقام الباحثون تحت إشراف مارك ليفين من المعهد الوطني الأمريكي للصحة في مدينة بيتسيدا بولاية ماريلاند بحقن الفئران المصابة بالسرطان بجرعات مركزة من فيتامين “سي” في منطقة البطن، فوجدوا أنه أوقف انتشار السرطانات السريعة الانتشار في البنكرياس والمبايض والمخ بنسبة 41 الى 53%، ولم تتضرر الخلايا السليمة جراء استخدام الفيتامين بجرعات عالية.
وكان العلماء يعتقدون لفترة طويلة أن فيتامين “سي” وغيره من مضادات الأكسدة، تحارب النمو السرطاني عبر التقاط الأكسجين في الجزيئات ذات الجذور الحرة ومنع هذه الجذور الحرة من إتلاف الحمض النووي للخلايا، لكن باحثين في جامعة جون هوبكنز في بالتيمور بولاية مريلاند لاحظوا أن مضادات الأكسدة تلعب دوراً مختلفاً، فهي تقوم بتقويض قدرة الخلايا السرطانية على النمو في وسط ينقصه الأكسجين.
وقد توصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد إصابة فئران مختبر بنوعين من السرطان ينتجان الكثير من الجذور الحرة وقاموا بإعطائها مواد مضادة للتأكسد مثل فيتامين “سي”.
ولاحظ الباحثون أن الفئران التي لم تتناول مضادات الأكسدة لم تكن تعاني من تلف يذكر في الحمض النووي الخلوي، مما يعني أن الدور الذي تلعبه مضادات الأكسدة لا علاقة له بالحمض النووي.
وأشار بنج جاو أحد معدي الدراسة، إلى أن هذه الدراسة دفعت الباحثين إلى التفكير في طريقة أخرى تعمل بها مضادات الأكسدة وهي التخلص من بروتين معين مرتبط بالجذور الحرة، وهو ما حدث بالفعل حيث كان البروتين منتشراً في الخلايا السرطانية للفئران غير المعالجة، لكنه اختفى لدى الفئران المعالجة بفيتامين “سي”.
وأضاف الباحث تشي دانج أن البروتين يساعد الخلية المتعطشة للأكسجين على تحويل السكر إلى طاقة دون استخدام الأكسجين، كما يتيح انطلاق عملية بناء الأوعية الدموية لتوفير كمية جديدة من الأكسجين للخلايا.
ونصح الباحثون بعدم التهافت على تناول فيتامين “سي” لأن دراستهم لا تزال في مراحلها الأولية.