وأكد الدكتور مصطفى عبد العظيم رئيس أمراض القلب بجامعة عين شمس، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس، أن ارتفاع نسبة الكوليسترول فوق المتوسط يؤثر على مئات الملايين من البشر ليصبح من الأسباب الأشد خطورة لأمراض القلب، كما أنه يعد القاتل الرئيس للرجال والنساء في هذا العالم، كما أنه لا يتوقف على كبار السن فقط. ومن الخطأ الاعتقاد بأن الكوليسترول يبقى منخفضاً دون سن الخامسة والأربعين.
وأوضح مصطفى أن أكثر من 45% من السكان في مصر يعانون من ارتفاع مستوي الكوليسترول، وتقدر قلة النشاط البدني بنحو 70% من السكان، وارتفاع مستوي الكوليسترول من أهم العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب وهى السبب الرئيسي للوفاة في مصر بنسبة 42% من إجمالي الوفيات.
كما أكد الدكتور أحمد عبد العزيز رئيس جراحة القلب بجامعة عين شمس، أن الغرض من المؤتمر في المقام ألاول هو العمل على إذكاء الوعي العالمي بخطورة وأهمية مثل هذه الأمراض، إن الكوليسترول المرتفع هو أحد الأسباب الرئيسية للأمراض القلبية والشريانية والجلطات، مشيراً إلى أن الكوليسترول المرتفع يؤدي إلى تراكمه حول الشرايين مما يضيق الفراغ الذي يسمح بجريان الدم، وبالتالي سيعيق مجرى الدم وإن نقص تزويد المواد الغذائية التي ينقلها الدم إلى الدماغ أو القلب ستسبب مرضاً قلبياً أو جلطة.
وأوضح عبد العزيز أن خفض مستوى الكوليسترول عند من لا يعاني من أمراض القلب يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية (الذبحة الصدرية أو خناق الصدر وجلطة القلب أو احتشاء العضلة القلبية) والموت بسببها. وهذا ينطبق أيضاً على من يعاني من ارتفاع مستوى الكوليسترول وعلى من لديه مستوى كوليسترول طبيعي.
وفي نفس الصدد، أوضحت الدكتورة عايدة على وصفي أستاذة الرعاية الصحية بالقصر العيني، أن الكوليسترول له علاقة بالأطعمة الدهنية، مشيرة إلى أن العادات الغذائية الخاطئة سببها أحد أهم أسباب الإصابة بارتفاع الكوليسترول.
أعراض الكوليسترول المرتفع
ليس للكوليسترول أي أعراض خارجية لأن الضرر الذي يسببه يكون داخل الجسم وعلى المدى الطويل، فارتفاع نسبة الكوليسترول يؤدي إلى تراكم وتورم الشرايين، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين، وهى الحالة التي يضيق فيها الفراغ الذي يسمح للدم بالجريان، مما يسبب مرضاً قلبياً، والخبر الجيد بأنه من السهل اكتشاف الكوليسترول المرتفع وهناك طرق عديدة لخفضه.
اختبار الكوليسترولأكد الأطباء أن الأشخاص الذين تتجاوزأعمارهم سن العشرين فيجب إجراء اختبار الكوليسترول مرة واحدة كل خمس سنين، ويكون الإختبار بعد الامتناع عن تناول الطعام لتسع إلى إثنى عشر ساعة، ثم تحليل عينة من الدم لفحص “الليبوبروتين”، حيث يتم قياس الكوليسترول المنتقل في الدم، وتقرّر نتيجة التحليل نسبة الكوليسترول الضار والكوليسترول النافع والشحوم الثلاثية.
فإذا كنت تنتمي إلى إحدى مجموعات الاختطار التالية، فستعاني، على الأرجح، من مستويات مرتفعة من الكوليسترول من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض قلبي وهي :
– التدخين: تدخين السجائر يؤذي جدران الأوعية الدموية فتصبح أكثر قابلية لتكديس ترسبات دهنية في داخلها. وبالإضافة إلى هذا، من الممكن أن يؤدي التدخين إلى خفض مستويات الكوليسترول الجيد “اتش دي إل”. – الوزن الزائد: يسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول. – سوء التغذية: الأغذية الغنية بالكوليسترول، مثل اللحوم الحمراء ومنتجات الحليب الغنية بالدهنيات، ترفع مستوى الكولسترول الإجمالي في الدم. كما إن تناول أغذية مشبعة (التي مصدرها من الحيوانات) والأغذية المصنعة المتوافرة في الكعك والرقائق، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم. – عدم القيام بنشاط بدني: النشاط البدني يساعد الجسم في رفع مستوى الكوليسترول الجيد “إتش دي إل” وخفض مستوى الكوليسترول الضار “إل دي إل”، نقص النشاط البدني الكافي يزيد من خطورة ارتفاع مستوى الكوليسترول. – ضغط الدم المرتفع: ضغط الدم المرتفع على جدران الشرايين يتلف الشرايين، الأمر الذي من الممكن أن يسرع عملية تراكم الترسبات الدهنية في داخلها. – مرض السكري: المستويات المرتفعة من السكر في الدم تؤدي إلى ارتفاع قيم كوليسترول “إل دي إل” وخفض قيم كوليسترول “اتش دي إل”، كما أن القيم المرتفعة من السكر في الدم قد تتلف الطلاء الداخلي للشرايين. – مرضى في العائلة: إذا كان أحد الوالدين أو أحد الأشقاء قد عانى من مرض قلبي قبل بلوغه الخمسين من العمر، فإن المستويات المرتفعة من الكولسترول ترفع احتمال الإصابة بمرض قلبي إلى ما فوق المعدل العام.محيط