انقسام في أوساط المغتربين حول اتفاقية الحريات الأربع

حظي الاتفاق الإطاري بين وفدي دولتي السودان وجنوب السودان باديس اباب، بجدل كثيف لايزال يحتدم حول الاتفاق بين الرفض والقبول.. المغتربون السودانيون في المملكة العربية السعودية انقسموا بين مؤيد للاتفاق ومعارض له، ووصفه بعضهم خلال احاديثهم لـ «الصحافة» بأنه لا يتسق مع حالة التعبئة التي أعلنها رئيس الجمهورية، وهو يمثل هدية مجانية للجنوبيين، ولطمة للشماليين.. فيما يرى فريق آخر أن مثل هذا الاتفاق من شأنه أن ينزع فتيل التوتر ويعيد العلاقات الى المستوى المأمول، وينعش حركة التبادل التجاري بين جوبا والخرطوم. وتنص الاتفاقية المختلف حولها على تطبيق مبدأ الحريات الأربع وهي «حرية التنقل وحرية الإقامة وحرية التملك وحرية العمل».
وانتقد د. فيصل الأمين الاتفاق الإطاري، ووصفه بأنه يمثل أعظم هدية مجانية للجنوبيين، في حين يمثل «لطمة» غير مبررة للشماليين الصابرين على الازمة الاقتصادية، وتساءل كيف لوفد الحكومة أن يتوصل إلى مثل هذه الاتفاقية في وقت تدعم فيه دولة الجنوب المتمردين في جنوب كردفان والنيل الازرق، وتعتدي على الاراضي السودانية، وتحاول حبس الانفاس بوقف ضخ النفط. وأكد أن نيفاشا كانت مليئة بالأخطاء الجسيمة، ورغم ذلك صبر الناس على مضض، وفضلوا ان يذهب الجنوب دولة مستقلة عن الشمال، وهؤلاء الناس الذين هم اهل الشمال لا أحسب انهم سيصبرون على أي تنازل آخر وبدون ثمن واضح. ودعا الحكومة إلى عدم المضي قدماً في هذه الاتفاقية التي إن تم التوقيع عليها فإنها تمثل كارثة حقيقية.
ورأى عبد السلام زين العابدين أن الاتفاق الاطاري عمل متقدم في سبيل إرساء أسس متينة في مسيرة علاقات البلدين، مؤكداً أن مثل هذه الاتفاقية من شأنها أن تنزع فتيل التوتر بين جوبا والخرطوم. وقال: لا أجد أي مبرر للرافضين للاتفاقية، فأهل الجنوب هم الاقرب الينا، حيث كنا شعباً واحداً منذ الأزل، وإن فرق بيننا اتفاق سياسي فلن نفترق بوصفنا شعباً تعايش سلمياً عبر تاريخه الطويل.
وأوضح مأمون خالد العبيد أن الوفد الحكومي حينما وقع على الاتفاق الإطاري يبدو أنه تناسى تماماً حالة الاحتقان التي يصعب معها هضم مثل هذا الاتفاق المتقدم، وكان يجب على الوفد الحكومي أن يتأمل ما خلقته الحركة الشعبية في أطراف بلادنا، من تأزيم للأوضاع ودعم متواصل للمتمردين. وأشار إلى أن بعض أعضاء فريق التفاوض يتعامل معنا «بفوقية» حينما ننتقد الاتفاق، وكأن ما يأتون به أمر مسلم به ولا يقبل القدح فيه، ومن هذا المنبر ندعو الحكومة إلى عدم المضي قدماً في اتفاق لن يجلب لأهل الشمال غير المزيد من المعاناة، فكيف لهم يقبلون شعبا صوت في الاستفتاء بنسبة 99% للانفصال.
وشدد سليمان الماحي جاد الرب على ضرورة إعمال المنطق في مثل هذه الاتفاقيات التي يجب ان يدور حولها نقاش هاديء بعيداً عن الانفعالات، فيجب بداية أن نحسب الفوائد التي ستعود علينا بموجب الاتفاقية، وحجم الأضرار التي يمكن أن تخلفها الاتفاقية، وبموجب ذلك تتخذ القرارات التي تصب في مصلحة شعبنا، كما يجب الاستئناس بآراء القوى السياسية بمختلف توجهاتها، فالأمر يعني الوطن كله حكومةً ومعارضةً.
الصحافة
مصطفي محكر
Exit mobile version