علي عثمان بـالـ (كاكي):هجليج.. هل تنقض غزل نيفاشا؟!!

[JUSTIFY]أمس خرج الرئيس البشير عن المألوف في قراراته منذ تفجر أزمتي جنوب كردفان والنيل الازرق ، بتسمية رجالات المؤسسة العسكرية وتقدمهم الصفوف في مناطق الالتهابات تلك فكان يحيى محمد خير، وعز الدين عثمان ثم الهادي بشرى ، في سياق تبنيه (الحسم في مواجهة التمرد) كما يوصف – ليفاجئ الرئيس الساحة بتسمية النائب الأول علي عثمان محمد طه رئيساً للجنة العليا للاستنفار والتعبئة ..
تسمية تبدو للوهلة الأولى شاذة للعالمين بطباع النائب الأول كونه الرجل الموصوف بـ(رجل سلام) ، الذي مهر بتوقيعه الى جانب قرنق اسمه على أشهر اتفاقيات السلام في القرن الواحد والعشرين ، ليكون بموجب القرار الأخير في محل أن ينقض غزله .. الأمر الذي فجر شلالات من الأسئلة عن سبب اختيار الرجل للمهمة التي لا تشبه طباعه أو المعروف عنه !!
تحليلات اكتنفت الساحة ترى أن الرئيس أراد بتسمية طه ، ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ، أهمها التأكيد على أن (المصائب تجمعن المصابين) وأن كل تيارات الوطني بحمائمه وصقوره في خندق واحد ، وبالتالي تقليل أثر الانطباع العام حول خلافات الحزب الحاكم ، ويضيف المحلل السياسي ايهاب محمد الحسن لـ(الرأي العام)(هدف البشير ضرب عصفور الجنوب باعتباره الأهم ، ويريد إرسال رسالة لجوبا ، بقطع الطريق علي أملهم في إعادة إحياء العملية السلمية من جديد عقب الهجوم) ودلل الحسن على فرضيته بتراجع صوت النائب في ملف الجنوب عقب الانفصال وتحديداً بعد توقيع اتفاق (نافع /قرنق) الذي رفضته المؤسسة العسكرية والقيادة السياسية ، وقال(منذ ذلك الوقت لوحظ ابتعاد النائب الأول عن دائرة الضوء، وكأنما حرص على تأكيد التبرؤ من إلغاء الاتفاق)..
بينما يرى آخرون أن النائب الأول علي عثمان محمد طه ، ربما يكون بطل سلام في ملف الجنوب ، لكنه بالعكس تماماً في ملف جنوب كردفان والنيل الأزرق إذ يطابق صفة الصقور ، مستدعين حديثه بمجلس الوزراء إبان انفجارات النيل الأزرق وتبنيه للحسم في مواجهة التمرد ، ما عده المراقبون يومئذ تدعيماً لرغبة البشير ودفعاً لخط الرئيس الذي كشفه عقب عودته من رحلة الصين الشهيرة في جمعة مسجد النور ..
مراقبون يؤكدون أن التسمية تأتي متماشية مع استراتيجية الوطني التي عبر عنها نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم ، وتصريحات القيادة السياسية عقب الهجوم على هجليج ، مؤكدين أن الوطني أراد بتسمية طه التأني في اتخاذ القرارات الحربية خصوصاً وان التصريحات جاءت متماشية مع لغة (تجميد التفاوض)(تعليق سفر الرئيس) وهو ما يوحي انتظار استجلاء الأمر الذي جاء مغايراً لمشهد التفاؤل في الخرطوم وجوبا عقب توقيع اتفاق الحريات الأربع، وإعلان الرئيس عزمه السفر جنوباً بقبول دعوة سلفاكير..
لكن أخطر التحليلات تلك التي حملها أحدهم مفضلاً حجب اسمه بقوله لـ(الرأي العام) النائب الأول يمثل تيار الحكمة في وسط الوطني، ووضعه في مقدمة تشكيل اللجنة كهيئة رسمية يقلل من احتمالات الانفعال في وسط المؤسسة العسكرية ورد فعلها ، ويجعل تقديرات الموقف سياسية أكثر من عسكرية وربما يتيح ذلك بناءاً علي القراءات السياسية فتح باب التفاوض من جديد)..
فيما رفض قطاع واسع ممن استطلعت رأيهم الرأي العام اعتبار تسمية علي عثمان محمد طه ذي مدلول ، ويري معظمهم أن منصب الرجل كنائب أول يتيح تسميته في رئاسة اللجنة ذات الطبيعة العسكرية وأن الامر يرتبط بحماية البلاد لا المؤتمر الوطني ، وتقف آراؤهم عند حدود أن القرار بمجمله شأن رئاسي ..
ناشطون معارضون يرون أن الأمر برمته يخدم صقور الوطني، وأن هجليج بررت الكثير من المواقف التي كانت مرفوضة من معتدلي الوطني باعتبارهم أغلبية، ويعتبرون تسمية علي عثمان هي محاولة من الرئيس البشير إعادة إنتاج الرجل بإتاحة الفرصة له للتبرؤ من وزر نيفاشا التي يرميه به الكثيرون، ويراهنون على أن الفترة القادمة ستشهد علو صوت الرجل بعد أن كان محصوراً في الأدوار الخدمية والتنموية.
[/JUSTIFY]

الراي العام – تقرير: عمرو شعبان

Exit mobile version