درج زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي على إطلاق فتاوى دينية ظلت تثير حفيظة عدد من الجماعات الإسلامية، خاصة عقب دعوته لإزالة كافة وجوه التمييز ضد المرأة، ومنها النقاب الذي يرى فيه إلغاءً لشخصيتها، وحديث لا يخلو من إشارة إلى أن النقاب في المجتمعات الحضرية يكون وسيلة لممارسة الإجرام، كما جوز المهدي حضور النساء لمناسبات عقد الزواج كشاهدات، وتشييع الموتى ابتغاءً للثواب، واعتبر اصطفاف النساء خلف الرجال فى الصلاة مجرد عادة، وأن الصواب أن يقفن محاذيات للرجال كما في الحرم المكي. وأوضح المهدي أن معركته مع التكفيريين حول أفكار بعينها لأن البعض في نظره بقوا «متذهبين وأغلقوا نوافذ الاجتهاد»، رافضاً تعريف تلك الجماعات لنفسها بـ «السلفية»، وكثيراً ما ردد عبارة «الانكفائيون» في إشارة إلى أن حركة السلفيين جاءت لفك طوق التقليد والعودة إلى الكتاب والسنة وليس الانغلاق، إلا أن الشيخ سعد أحمد سعد قال في حديثه لـ «الإنتباهة» إن السلفيين عندما اختاروا أن يعرفوا بـ «السلفيين» وسط الجماعات المسلمة، جعلوا الآخرين يصفونهم بذلك، هذا دليل على ذكائهم، كما أن هذا مدح لهم، لأنه عندما نتحدث عن السلفيين نقصد السلف الصالح ولا يوجد مفهوم في الفقة غير ذلك، وتابع سعد قائلاً: ينبغى لكل مسلم أن يسعى حتى يصف بأنه سلفي، ومضى قائلا: وقول الصادق المهدى بأن السلفيين يدعون للانغلاق حديث غير صحيح، وذلك لأنهم حركة دعوية تدعو إلى الكتاب والسنة وتحاكم نفسها والآخرين، وهذه غاية الإنصاف، أما الدعاوى التي تقال عن السلفية فهي تصدر عن أناس وجهات تدعو إلى التفلت وعدم الانضباط بالضوابط الشرعية، وهذا واضح في كثير من الجماعات المتصفة بالصفات العلمانية التي تجعل التدين شأناً خاصاً لا علاقة له بالحياة العامة، وتنظم المعاملات في كافة مجالات الحياة. وأضاف أن المهدي مشهور بإطلاق العبارات والمصطلحات الجوفاء التي لا معنى لها، وإنما تعبر عن معنى في بطن الشاعر، وقال إن الصادق المهدي يريد من الآخرين أن ينتبهوا للمعنى الذي يريده هو، يعني الانكفائية التي يدعيها الصادق لدى السلفيين هي اتقاؤهم الشبهات لكي يصفوا بالانكفائية، كما يريدهم أن يصبحوا بغير ورع ولا تثبت عن الرؤية الشرعية في أية قضية من القضايا، وهذا دأب الذين يتشبثون بالدين، وزاد قائلاً إن زعيم حزب الأمة «يهرف بما لا يعرف»، وإن الحديث الذي قاله عن الدول العظمى واستهدافها للسودان ومحاولة تفتيته لا معنى له، وكان المهدي قد حذَّر مجدداً من مخططات تهدف إلى تفكيك وتفتيت السودان، موضحاً أن أهداف الدول الكبرى تكمن في إيجاد فرص للتدخل في شؤون الدول الأخرى لتحقيق مصالحها، وأوضح أن هذا التدخل يتماشى مع مصالح الدول الكبرى، وهي في نظره ليست منظمات خيرية، وقال إن السودان يعاني حالة استقطاب علماني إثني، وجدد المهدي دعوته بفتح باب الشورى أو الكلية لحل معضلة ولاية الأمر عبر وسائل بعيدة عن تقديس القوة أو منع الرأي والرأي الآخر وفرض الطاعة، موضحاً أن ذلك يتعارض مع تعاليم الإسلام.
الانتباهة
تقرير: جميلة حامد