وسجّل ميسي ثلاثة أهداف (هاتريك) مساء أمس ليقود فريقه برشلونة إلى الفوز الكبير 5/3 على ضيفه غرناطة في الدوري الإسباني، ويصبح ميسي أفضل هداف في تاريخ النادي الكاتالوني برصيد 234 هدفاً في مختلف البطولات حتى الآن.
وما يضاعف من إنجاز ميسي أنه حقق في هذه السنّ المبكرة إنجازاً رائعاً، حيث حطم الرقم القياسي الذي حققه النجم السابق سيزار والذي ظل حتى قبل مباراة الأمس أفضل الهدافين في تاريخ برشلونة برصيد 232 هدفاً.
وتمثل مسيرة ميسي الرياضية تاريخاً ساطعاً مبهراً. والحقيقة أن تحطيمه للأرقام القياسية بدأ مع أول مباراة خاضها بقميص الفريق الأول لنادي برشلونة وكان ذلك في المباراة أمام إسبانيول في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2004.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، كان ميسي لايزال في السادسة عشرة من عمره ليصبح أصغر لاعب يشارك في مباراة بالدوري الإسباني في تاريخ النادي الكاتالوني.
كما أصبح ميسي صاحب أكبر رصيد من المباريات مع برشلونة بين جميع اللاعبين الأجانب، حيث يبلغ رصيده 315 مباراة رسمية مع الفريق.
وحقق ميسي بذلك متوسطاً مبهراً لعدد الأهداف التي يسجلها مع الفريق في المباريات بمتوسط هدفين في كل ثلاث مباريات.
وأحرز ميسي في كانون الثاني/يناير الماضي جائزة الكرة الذهبية بعد فوزه للعام الثالث على التوالي بالمركز الأول في الاستفتاء على لقب أفضل لاعب في العالم.
وعادل ميسي بذلك إنجاز أسطورة كرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) حالياً والذي فاز بالجائزة في أعوام 1983 و1984 و1985.
ويطمح ميسي إلى تكرار هذا الإنجاز والفوز بالكرة الذهبية لعام 2012 أيضاً، ليصبح أول لاعب يفوز بها أربع مرات على مدار تاريخ هذه الجائزة.
وقبل أسبوعين فقط، أصبح ميسي أول لاعب يحرز خمسة أهداف في مباراة واحدة بدوري أبطال أوروبا، وكان ذلك في المباراة التي سحق فيها برشلونة فريق باير ليفركوزن الألماني 7/1 في إياب دور الستة عشر للبطولة.
ومع فوز ميسي مع برشلونة بالعديد من الألقاب منها ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا ولقبين في كأس العالم للأندية وخمسة ألقاب في الدوري الأسباني، أصبح السؤال الذي يتردد لدى كثيرين حالياً هو: “أين هي حدود هذا النجم المتألق؟”.
ويبدو من الصعب للغاية الإجابة على هذا السؤال في الوقت الحالي لأن ميسي لم يتوقف عن تطوير مستواه وتحسين عروضه باستمرار منذ أند بدأ مسيرته وحتى الآن.
والدليل على ذلك يكمن في زيادة رصيده من الأهداف في كل موسم عن الموسم الذي يسبقه وذلك منذ عام 2008.
وسجّل ميسي حتى الآن 54 هدفاً في مختلف البطولات هذا الموسم بزيادة هدف وحيد عن رصيده في الموسم الماضي.
ومازالت الفرصة سانحة أمام ميسي لزيادة هذا الرصيد من خلال المباريات العشر الباقية لبرشلونة في الدوري الإسباني والمباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا، وكذلك المباريات الباقية للفريق في دوري أبطال أوروبا والتي يلتقي فيها ميلان الإيطالي في دور الثمانية ذهابا وإيابا أملا في بلوغ المربع الذهبي.
وسبق للمدرب الفرنسي آرسين فينجر المدير الفني لأرسنال الإنجليزي أن وصف ميسي بأنه “لاعب بلاي ستيشن” وذلك بعد الأهداف الأربعة التي أحرزها ميسي في شباك أرسنال خلال المواجهة بين الفريقين في دوري أبطال أوروبا.
ولكن الأهداف التي أحرزها ميسي في الموسم الحالي والأرقام القياسية التي حطمها مؤخرا تعطي انطباعا بأنه أصبح أكثر قوة وقدرة من الآلات والماكينات.
والحقيقة أن الفضل في جزء كبير من تألق ميسي يعود إلى المدرب جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة الذي نجح في وضع ميسي في أفضل مكان له بالملعب وهو ما اعترف به اللاعب نفسه قائلا “(جوارديولا) اقترب بي من منطقة الجزاء بشكل أكبر”.
ومع اقتناع معظم المتابعين بأنه لا توجد حدود لميسي ، يرى الجميع أن العقبة الوحيدة التي تظهر في مسيرته حتى الآن هي عدم تقديم نفس المستوى مع منتخب بلاده ولكنهم يتوقعون له أن يجتاز هذه العقبة قريبا ليتفوق أيضا على مواطنه الأسطورة دييجو مارادونا.
ولكن الأرقام القياسية التي حققها ميسي حتى الآن تجعل منه أسطورة رغم أنه لم يتجاوز حتى الآن نصف مسيرته الكروية.
كرويف : ميسي جوهرة كروية يحتذي بها الجميع
وصف أسطورة كرة القدم الهولندي يوهان كرويف النجم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي مهاجم برشلونة بأنه “جوهرة” مؤكدا أن فريق برشلونة يقدم العروض الكروية التي تدهش الجميع.
وانهالت عبارات الإشادة والثناء على ميسي اليوم الأربعاء بعد الإنجاز الجديد للاعب ووصف المدير الفني السابق لبرشلونة كرويف النجم الأرجنتيني المتألق بأنه “جوهرة”.
وقال كرويف ، في تصريحات لإذاعة كتالونيا ، “ميسي جوهرة كروية لأنه مثال يحتذى للأطفال في كل أنحاء العالم”.
وأضاف كرويف “في نصف متر ، يستطيع ميسي الاتجاه يمينا أو يسارا كما تبدو الكرة وكأنها معلقة بجسمه. هذا الأمر أيضا تمتع به مارادونا نسبيا في أيامه بالنظر إلى صغر حجم الاثنين”.
وأوضح كرويف “برشلونة يقدم كرة القدم التي تدهش الجميع ولديه مدير فني يتمتع بصفات إنسانية كبيرة وهو أمر مهم في الوقت الحالي. ولديه لاعب يمتلك مهارة فائقة ويلعب ضمن صفوف فريق يقدم صنفا رائعا من كرة القدم”.
وانضمت كلمات كرويف إلى عبارات الإشادة العديدة بميسي في الصحف الأسبانية.
وعلقت صحيفة “سبورت” الأسبانية الرياضية في صفحتها الأولى اليوم “أفضل هداف” وأشارت إلى أنه يقترب من أن يكون أفضل هداف في تاريخ الدوري الأسباني.
وخصصت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الرياضية عدة صفحات لميسي مؤكدة “في ظل سنه الصغيرة” 24 عاما” يمكن اعتباره أفضل لاعب في تاريخ برشلونة”.
وأوضحت صحيفة “إل بايس” أن ميسي “مرشح ليكون أفضل لاعب في التاريخ “.
العربية نت