ويضع القرار اذا تم تنفيذه ليبيا على مسار تصادمي مع فرنسا والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي اللتين تسعيان أيضا لتسلم السنوسي الذراع اليمنى للقذافي قبل الاطاحة به ومقتله في الانتفاضة الشعبية العام الماضي.
وكتب نائب رئيس الوزراء الليبي مصطفى ابو شاقور على حسابه على موقع تويتر يقول “التقيت مع رئيس موريتانيا الذي وافق على تسليم السنوسي لليبيا.” واكد مسؤول بالحكومة الليبية ان حساب ابو شاقور على موقع تويتر رسمي.
وقال مصدر أمني موريتاني ان الاتفاق قريب المنال لكنه اعترف بضغوط من فرنسا.
وأضاف مشترطا عدم الكشف عن اسمه “وافقنا على دراسة طلبهم مع منحه افضلية. الاتفاق شبه مبرم لكن ينبغي توخي الحذر. يمارس الفرنسيون ضغوطا كبيرة.”
وقال المصدر “يقولون ان طلبهم له الاولوية لان مذكرة الاعتقال الخاصة بهم صدرت اولا ولانهم ساعدوا في اعتقاله.”
ولم يرد على الفور تعقيب من فرنسا او المحكمة الجنائية الدولية.
وفي نواكشوط قال مصدر قريب من الرئاسة ان طائرة من المقرر ان تصل خلال الليل من ليبيا وتقلع قبيل الظهر يوم الاربعاء. ولم يتضح هل ستقل الطائرة السنوسي أم انها ستكتفي بنقل الوفد الليبي عائدا الى بلاده. ولم يرد تعقيب رسمي من ليبيا.
وكان السنوسي الذي اختفى لشهور قد اعتقل في مطار نواكشوط بعد وصوله مساء الجمعة على متن رحلة قادمة من المغرب.
وأشاد وفد ليبي رفيع المستوى الى موريتانيا بالرئيس محمد ولد عبد العزيز بسبب “الموقف الشجاع” الذي اتخذه باعتقال السنوسي وجدد في محادثات عقدها معه بالقصر الرئاسي التأكيد على رغبة طرابلس في تسليم مدير المخابرات السابق الى ليبيا.
وقال ابو شاقور في وقت سابق في بيان نشرته الوكالة الموريتانية للانباء “نحن نقدر ونكرم موقف فخامة الرئيس وقد وعد خيرا في هذا الامر.”
وتسعى المحكمة الدولية لاعتقال السنوسي فيما يتصل بتهم ارتكاب جرائم بحق الانسانية في حين تسعى فرنسا لتسلمه لمزاعم بشأن قيامه بدور في حادث تفجير طائرة ركاب فوق النيجر عام 1989 قتل فيه 54 فرنسيا.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية “نريد تسليم السنوسي لفرنسا. نشعر أننا ندين بهذا لاسر الضحايا وللعدالة.” قضت محكمة فرنسية بالفعل غيابيا على السنوسي بالسجن مدى الحياة.
وبشكل منفصل قالت مصادر دبلوماسية ان الولايات المتحدة التي أكدت يوم الاثنين اجراء اتصالات مع موريتانيا بشأن السنوسي طلبت مقابلته قبل تسليمه لاي جهة.
وقال مصدر دبلوماسي “قدم الامريكيون طلبا للسلطات الموريتانية صباح أمس (الاثنين) للسماح لهم بمقابلة السنوسي وهو لا يزال في موريتانيا.” واكد دبلوماسي ثان تقديم الطلب.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحكومتين الموريتانية أو الامريكية.
وتم ربط اسم السنوسي بتفجير طائرة ركاب امريكية فوق لوكربي في اسكتلندا عام 1988 في حادث قتل فيه 270 شخصا.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة عبرت مرارا عن اهتمامها بالتحدث معه بشأن الحادث.
وتشكك جماعات دولية مدافعة عن حقوق الانسان في امكانية أن يلقى السنوسي محاكمة نزيهة في ليبيا وقالت انه من الافضل أن يحال الى المحكمة الجنائية الدولية.
ووصفت منظمة العفو الدولية النظام القضائي الليبي بأنه “مشلول” مشيرة الى أنه لم ينجح في التحقيق في وفاة معتقلين في سجون المعارضة أو قضايا بارزة مثل مقتل القائد العسكري السابق عبد الفتاح يونس.
وقالت دوناتيلا روفيرا المسؤولة بالمنظمة لرويترز “لم يفعل النظام القضائي الليبي شيئا. لم يحاسب أحدا ولم يحقق في قضية واحدة حتى الآن.”
غير أن نائب وزير العدل الليبي خليفة فرج عاشور قال لرويترز في طرابلس ان مدير المخابرات السابق سيلقى محاكمة نزيهة في بلاده.
واضاف أن الوضع الامني جيد والمحاكم تعمل بشكل طيب في جميع انحاء البلاد تقريبا. وتابع يقول انه حتى اذا حدث اخلال بالامن وهو قليل جدا فالحكومة قادرة على التصدي له.
وأضاف عاشور انه من السابق لاوانه الحديث عن التهم التي قد يواجهها السنوسي في ليبيا. لكن الشرطة الدولية (الانتربول) اصدرت أمر اعتقال بحقه بناء على طلب ليبيا بشأن جرائم احتيال بينها اختلاس أموال عامة واساءة استغلال السلطة لتحقيق منافع شخصية.
وقال عاشور انه يمكن عموما القول ان احدى الجرائم هي الفساد المالي مضيفا أن السنوسي يعلم الكثير بشأن الاموال المخبأة.
ويشتبه ايضا في قيام السنوسي بدور رئيسي في قتل أكثر من 1200 سجين في سجن ابو سليم عام 1996. وكان اعتقال محام يمثل أقارب الضحايا الشرارة التي اشعلت الانتفاضة الليبية في فبراير شباط من العام الماضي.
وقال عاشور ان تسليم السنوسي لليبيا ومحاكمته فيها سيشكل دعما كبيرا للثورة الليبية ومحاكم البلاد مضيفا أنه يجب ادراك أنه ارتكب جرائم كثيرة اخرى في ليبيا قبل الثورة.
وقالت مصادر امنية موريتانية ان السنوسي الذي كان مكروها ومرهوب الجانب على مدى عقود بين كثير من الليبيين محتجز في المدرسة الرئيسية لتدريب الشرطة في نواكشوط.
واضافت المصادر أن الموقع المحاط بأسوار عالية هو المكان الوحيد الذي يمكن أن يكفل أمنا كافيا للسنوسي ويوفر له قدرا من الارتياح.
وقال مصدران ان فريقا من الاطباء العسكريين بينهم الطبيب الشخصي للرئيس ولد عبد العزيز أجرى فحصا طبيا على السنوسي يوم الاحد بينما كان لا يزال محتجزا في مقر اقامة بالمركز الدولي للمؤتمرات في نواكشوط.
[/JUSTIFY]رويترز